عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 06-05-2004, 04:19 PM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
Thumbs up موضوع سياسي حول تأثير العقيدة الدينية في القيادات السياسية

عقيدة جورج دبليو بوش

بقلم: علاء بيومي – مدير الشؤون العربية بكير – 4 مايو 2004

الناشر: موقع الجزيرة نت، حقوق الطبع والنشر محفوظة للناشر

http://www.aljazeera.net/books/2004/5/5-3-1.htm





يتناول كتاب "عقيدة جورج دبليو بوش" للكاتب الأمريكي ستيفن مانسفيلد - والصادر في عام 2004 - السيرة الذاتية للرئيس الأمريكي الحالي جورج دبليو بوش، وخاصة فيما يتعلق بدور الدين في التأثير على شخصيته ومسيرته السياسية، والآمال التي يعقدها عليه اليمين الأمريكي المتدين خاصة في فترة ما بعد أحداث سبتمبر 2001.

الجذور الدينية لجورج دبليو بوش

يبدأ الكتاب بمحاولة للبحث عن جذور التدين في عائلة الرئيس الحالي، ويشير المؤلف إلى أن جد الرئيس برسكت بوش - الذي انضم لعضوية مجلس الشيوخ لمدة عشر سنوات خلال الخمسينات وأوائل الستينات - تميز بالتزامه الأخلاقي القوي إلى حد وصف أصدقائه له بأنه "رجل الوصايا العشر".

وقد أثار برسكت بوش عاصفة سياسية في عام 1963 عندما انتقد حاكم نيويورك نيلسون روكفلر - والذي كان مرشحا للرئاسة في ذلك الحين - لأنه طلق زوجته بعد 32 عاما من الزواج، وتزوج امرأة صغيرة طلقت حديثا من زوجها.

أما بوش الأب فقد مر بتجربة دينية هامة خلال مشاركته في الحرب العالمية الثانية عندما أسقطت طائرته وهو في مهمة ضد اليابان وأنقذته غواصات أمريكية بمعجزة، كما أن بوش الأب صديق للداعية الأمريكي المعروف جيري فالويل والذي يعد أحد أشهر قادة اليمين الأمريكي المتدين.

كما حافظت باربرا بوش – أم الرئيس الحالي – على اصطحاب عائلتها للكنيسة بشكل منتظم، كما حافظت على دعوة بيلي جرام – والذي يعد أشهر قادة اليمين الأمريكي المتدين –لزيارة عائلتها بشكل منتظم.

ولكن بوش الأب حافظ دائما على ثقافة سياسية صارمة تنظر إلى الدين على أنه أمر "شخصي" لا يجب مناقشته في الحياة العامة مما وضع حاجزا بينه وبين قوى اليمين الأمريكي الصاعدة سياسيا والتي مالت بعيدا عن بوش الأب خلال حملته للفوز بفترة رئاسة ثانية في عام 1992 في مواجهة مرشح الحزب الديمقراطي بيل كلينتون "سريع الدموع" ومرشح اليمين الأمريكي بات ربرتسون – وهو داعية معروف ومؤسس منظمة التحالف المسيحي.

وحدث مرة أن سئل صحفيون بوش الأب عما كان يفكر فيه حين أسقطت طائرته خلال الحرب العالمية الثانية فقال "أبي وأمي، وبلدنا، والله ... وعن الفصل بين الدين والدولة"، وهي إجابة لم ترض بالطبع الجماعات اليمينية المتدينة.

ثقافة النفط ورعاة البقر

هاجر بوش الأب في بداية حياته إلى ولاية تكساس لبناء حياة مستقلة بعيدا عن والده السيناتور ورجل الأعمال الثري بنيويورك، ورزق بوش الأب بجورج دبليو في عام 1946 أي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية بعام واحد والتي شهدت انفتاح أمريكا على العالم وتحولها إلى قوة عالمية كبري، وهي خاصية ميزت جيل جورج دبليو كجيل لم يعرف سوى "القوة والسيادة الأمريكية".

ويقول ستيفن مانسفيلد أن وفاة روبين أخت جورج دبليو وهي في عمر الثالثة بسبب مرض سرطان الدم تركت أثرا كبيرا على عائلته وعليه، وإذ دفعت الوفاة جورج دبليو – وهو حين ذاك في السابعة من عمره - إلى الميل إلى الفكاهة والمزيح رغبة منه في التخفيف عن والديه حتى أصبح فكاهي الأسرة.

كما تميز جورج دبليو في وسط زملائه بكونه طفل شهير رياضي كثير الحديث والتهكم على زملائه ومغرور في بعض الأحيان.

كما تأثر جورج دبليو كثيرا بفترة تربيته الأولى في مدينة ميدلاند بولاية تكساس والتي امتزجت فيها صناعة البترول بثقافة رعاة البقر.

إذ مرت ميدلاند خلال فترة نشأة جورج دبليو بتحول كبير من مدينة رعاة بقر إلى مدينة بترول تدفق عليها آلاف العمال والمهاجرين للاستفادة من صناعة البترول الجديدة، ولذا تميزت الحياة بميدلاند بكونها حياة صعبة يملئها العمال وصراعات الشوارع، وبها اختلاط اجتماعي كبير، وأفضل ما يمثلها – كما يقول المؤلف - هو صورة راعي بقر يرتدي بذلة عمل رسمية يرتدي معها قبعة وحذاء راعي بقر ويركب سيارة لموزين فارهة.

كما شارك بوش الأب في بعض لجان الكنيسة المحلية وقامت باربرا بوش بخبز أطعمة للكنيسة وبتعليم الأطفال في مدرسة الأحد التي حضرها جورج دبليو بشكل منتظم.

سنوات الضياع

بعد ثراء بوش الأب انتقل إلى مدينة كبيرة بولاية تكساس وهي هيوستن، ومع الانتقال بدأت متاعب جورج دبليو والذي ارتبط دائما بميدلاند.

إذ سرعان ما فشل جورج دبليو في التأهل لأفضل مدارس هيوستن، وبدأ في رفض النظم التعليمية الصارمة، كما واجه صعوبة الخروج مع عباءة والده الناجح وذائع الصيت، ودخل خلال مراهقته مرحلة تجارب ثقافية وأخلاقية مستمرة تواكبت مع فترة الستينات والتي شهدت ثورة ثقافية وأخلاقية عمت المجتمع الأمريكي.

وبعد تخرج جورج دبليو من الجامعة فشل في الالتحاق بإحدى جامعات تكساس لدراسة القانون وبدأ في حياة مضطربة إلى حد أنه حدث - خلال زيارة عائلة بوش الأب لواشنطن - أن خرج جورج دبليو لاحتساء الخمر واصطحب أخيه الصغير مارفين وكان عمره في ذلك الوقت 15 عاما، وعندما عادا إلى المنزل طلب بوش الأب من جورج دبليو تفسيرا لما حدث، فطلب جورج دبليو من أبيه أن ينازله رجل لرجل.

وبعد ذلك ترك جورج دبليو منزل الأسرة لدراسة المال والأعمال بجامعة هارفرد، وخلال تلك الفترة صدرت دراسات تؤكد أن أعلى الوظائف أجرا هي في مجال البترول فعاد جورج دبليو إلى تكساس بعد التخرج.

وفي عام 1977 تعرف جورج دبليو على لورا وتزوجها، ووضع أصدقاء بوش ومعارفه آمال عريضة على لورا - التي كاتب تعمل كمكتبية - لتنظيم حياة جورج دبليو والذي كانت تعرف شقته بأنها "ملقى النفايات السامة"، إشارة إلى ما يحتسى فيها من خمور وغير ذلك.

وبعد الزواج نشط جورج دبليو في كنيسة لورا، وبدأ في تدريس أحد الفصول الدراسية بمدرسة يوم الأحد والمشاركة في لجان الكنيسة التطوعية، وأعجب جورج دبليو بكنيسة لورا (Methodist) لأنها كانت أقل تركيزا على الرسميات والعبادات الروتينية مقارنة بكنيسة عائلته (Episcopal).

وفي سن الحادية والثلاثين قرر جورج دبليو ترشيح نفسه للكونجرس ضد الديمقراطي كينت هانس والذي صور جورج دبليو – خلال سباق الانتخابات - على أنه شخص غير أخلاقي وغير متدين، خاصة بعد أن نشر أصدقاء جورج دبليو إعلانا يدعو لحضور مظاهرة مساندة له توزع فيها بيرة مجانية.

وخسر جورج دبليو الانتخابات، ولكنه "لم ينسى الدرس" كما يقول المؤلف.

وعاد إلى مجال النفط وظل يحفر أبار خاوية حتى وصل لسن الأربعين تقريبا وهو في عداد الفاشلين، ثم بدأ تحول كبير يطرأ على حياته.

ولادة بوش دبليو من جديد

يقول ستيفن مانسفيد أن التغير في شخصية بوش بدأ خلال اجتماع عقد عام 1984 في إحدى كنائس ميدلاند مع القس أرثر بليسيت والذي كان يجوب العالم حاملا الصليب للدعوة إلى المسيحية، وفي عام 2002 كان أرثر بليسيت قد حمل الصليب لمسافة 40 ألف ميل زار فيها 284 دولة يدعو الناس إلى المسيحية في الطرقات ويتقابل مع قادة العالم.

وحضر الآلاف من أهالي ميدلاند محاضرة بليسيت، وبعد المحاضرة طلب جورج دبليو - ابن نائب الرئيس الأمريكي في ذلك الحين – لقاء بليسيت والذي قبل الدعوة.

وخلال اللقاء سئل جورج دبليو بليسيت عن كيفية معرفة المسيح وإتباعه، وظهر لجورج دبليو خلال النقاش أنه غير متأكد من موقفه من المسيحية، ولكنه مع نهاية اللقاء شعر بالرغبة في التوبة وطلب من بليسيت الدعاء له.

وفي عام 1985 التقى جورج بوش مع بيلي جرام خلال عطلة صيفية لعائلة بوش في ولاية ماين، وخلال اللقاء دار حديث مؤثر بين جورج دبليو وجرام، وبعد اللقاء شعر جورج دبليو بأن قلبه بدأ يتغير.

وسرعان ما بدأ جورج دبليو في قراءة الإنجيل والصلاة يوميا، وفي المشاركة في حلقة لدراسة الإنجيل مع بعض أصدقائه، وتوقف عن شرب الخمور، وبدأ الجميع يرون تحولا في حياة بوش على نحو أكثر جدية.


__________________
معين بن محمد