عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 07-05-2004, 12:37 PM
ahmednou ahmednou غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 477
إفتراضي تابع الإشارات العلمية الحديثة

الصفات الوراثية في المولود

من الملاحظ أن المولود ذكراً كان أم أنثى يميل في الشبه إلى أحد أبويه ، وربما امتد هذا الشبه إلى بعض أقاربه من جهة الأم أو من جهة الأب ، وقد قررت السنة النبوية وجه التشابه والاختلاف بين المولود وأبويه ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : (جاء رجل من بني فزارة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن امرأتي ولدت غلاماً أسود ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هل لك من إبل ؟ قال : نعم ، قال : فما ألوانها ؟ قال : حُمْر ، قال : هل فيها من أورق ؟ قال : إن فيها لوُرْقا ، قال : فأنى أتاها ذلك ؟ قال عسى أن يكون نزعه عرق ، قال : وهذا عسى أن يكون نزعه عرق ) أخرجاه في الصحيحين وهذا لفظ مسلم والأورق هو الأسمر المائل إلى السواد .
ففي هذا الحديث أشار النبي صلى الله عليه وسلم ، إلى قوانين الوراثة التي اكتُشفت حديثاً ، و التي اكتشف كثيراً منها ( مندل ) ، ففيه شرح للصفات الكامنة المحمولة على المُوَرِّثات ، والتي لم توضع موضع التنفيذ ، لكونها قد سُبقت أو غُلِبَت بمورثات أخرى ، فقد يرث الإنسان صفة من جد أو جدة بينه وبين أحدهما مئات السنين .
فمن المعلوم أن سر الحياة في هذا الكائن هو الخلية ، وعندما درس العلماء الخلية وتركيبها وجدوا أن مركز الخلية هي النواة التي تمثل الجزء الأهم فيها ، بحيث إن غياب النواة ، يجعل استمرار الحياة مستحيلا ، ثم ذهبوا يستكشفون أسرار هذه النواة في الخلية ، فوجدوا فيها أشكالاً غريبة ، تحب وتتعطش للألوان بشكل كبير ، هذه الأشكال الغريبة هي أشبه بالمقصات أو إشارة ( x ) ، وهي المعروفة باسم الصبغيات أو الكروموسومات ، وهي التي تتحكم في الصفات الفردية في الإنسان ، ووظائف الخلايا وتخصصها ، وتحتوي النواة على ( 23) زوجاً من الكروموسومات .
والصفات الوراثية التي يأخذها الجنين من أمه أو أبيه ترجع إلى التزاوج الذي يكون بين هذه الأزواج من الموروثات التي تحمل صفات كل الآباء وكل الأمهات ، وهي تظهر في الوليد حسب مشيئة الله تعالى ، فبغلبة الكروموسومات الموجودة في الأب يأتي المولود أكثر شبها به ، وبغلبة كروموسومات الأم تكون صفاتها الموروثة أظهر في المولود .
وقد يكون المولود بعيداً كل البعد عن مشابهة أحد أبويه ، وذلك لأن الصفات الوراثية - كما يقول علماء الوراثة - نوعان : سائدة ومتنحية ، فإذا كانت متنحية وورثها الولد من الأبوين معاً ظهرت هذه الصفات فيه ، وإن لم تكن ظاهرة في أبويه ، وهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم ( نزعه عرق ) أي اجتذبه وأظهر لونه عليه .
وفي حديث آخر بين النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى أيضاً ، فعن عائشة رضي الله عنها أن امرأة قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : هل تغتسل المرأة إذا احتلمت وأبصرت الماء ؟ فقال : نعم ، فقالت لها عائشة : تربت يداك وأُلَّت ، قالت : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( دعيها ، وهل يكون الشبه إلا من قِبَل ذلك ؟! إذا علا ماؤها ماء الرجل أشبه الولد أخواله ، وإذا علا ماء الرجل ماءها أشبه أعمامه ) رواهمسلم .
وتعبير النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الأمر بالعلو تعبير دقيق ، لأن هذه الصفات إنما تثبت بالغلبة ، فإذا غلبت هذه المورثات ظهرت خصائصها و آثارها في المولود .
وبهذا تكون هذه الأحاديث قد قررت حقيقة علمية لم تعرف إلا في العصر الحديث ، فإن العلماء لم يتأكدوا من حقيقة الحيوان المنوي و البويضة ، واشتراكهما في الخلق الجديد إلا حديثاً ، بعد اكتشاف المجهر ، وبعد اكتشاف و زرع الصبغيات أو ( الكروموسومات ) ، فصلوات الله وسلامه على من لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى
(الشبكة الإسلامية)



الختان من سنن الفطرة
(الشبكة الإسلامية)
الفطرة هي ما جبل عليه الإنسان في أصل الخلقة من الأشياء الظاهرة والباطنة ، فهناك فطرة باطنة تتعلق بالقلب وهي معرفة الله وتوحيده ومحبته ، وهناك فطرة عملية ظاهرة تتعلق بالبدن وهي خصال الفطرة الخمس التي ذكرها النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه البخاريعن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( الفطرة خمس أو خمس من الفطرة : الختان ، والاستحداد ، ونتف الإبط ، وتقليم الأظفار ، وقص الشارب ) ، فالفطرة الباطنة تزكي الروح وتطهر القلب ، والفطرة الظاهرة تطهر البدن ، والختان على رأس هذه الخصال كما يقول الإمام ابن القيمرحمه الله ، وهو أخذ القلفة أوالجلدة التي تكون على رأس القضيب .
وإضافة إلى كون الختان من سنن المسلمين وأحد خصال الفطرة كما سبق ، فقد أثبتت الدراسات والأبحاث فوائده الطبية بما لا يدع مجالا ًللشك ، الأمر الذي دعا الغرب اليوم إلى إدارك أهميته والحاجة إليه .
إذ إن بقاء هذه القلفة يكون بمثابة المستنقع الذي تنمو فيه عوامل الأمراض ، ويغذيها البول بنجاسته فتتنتعش وتتكاثر ، حتى تتكون مادة بيضاء مترسبة هي نتيجة بقايا الجراثيم والفطور وإفرازات الغدد الدهنية والعرقية ، مع توسْفات النسيج المخاطي وترسبات البول ومحتوياته ، فتدخل هذه المواد من صماخ البول عند من لم يختتن وتلج إلى الإحليل ومنه إلى المثانة ثم إلى الكلية ، وقد تتابع طريقها إلى البرستات أو الخصية والبربخ ، وربما سببت العقم عند الرجال نتيجة لالتهاب الخصية والبربخ .
والختان أيضاً يقي بإذن الله من الإصابة بسرطان القضيب حيث يؤكد الدكتور روبسون في مقال له : أن هناك أكثر من 60 ألف شخص أصيب بسرطان القضيب في أمريكا منذ عام 1930 ، ومن العجيب أن عشرة أشخاص فقط من هؤلاء كانوا مختونين .
وهو من أهم أسباب وقاية الأطفال من التهاب المجاري البولية ، فقد أثبتت دراسة أجريت على حوالي نصف مليون طفل في أمريكا أن نسبة حدوث التهاب المجاري البولية عند الأطفال غير المختونين بلغت عشرة أضعاف ما هي عليه عند المختونين ، والتهاب المجاري البولية قد لا يكون أمراً سهلاً فقد وجد الباحثون أن 36 % من المصابين بالتهاب المجاري البولية قد أصيبوا في نفس الوقت بتسمم الدم ، كما حدثت حالات الفشل الكلوي عند بعضهم .
وحتى الأمراض الجنسية تكون أكثر شيوعا عند غير المختونين ، فقد ذكر الدكتور فنك - الذي ألف كتاباً عن الختان وطبع عام 1988 في أمريكا - أن هناك أكثر من 60 دراسة علمية أجمعت على أن الأمراض الجنسية تزداد حدوثا عند غير المختونين .
كل هذه الدراسات والأبحاث العلمية التي تؤكد فوائد الختان وضرورته جعلت الغرب يعيد حساباته ويراجع مواقفه ، حتى إن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال تراجعت تماما عن توصياتها القديمة ، وأصدرت توصيات حديثة أعلنت فيها بصراحة ووضوح ضرورة إجراء الختان بشكل روتيني على كل مولود ، ووصل عدد الأطفال الذين يختتنون كل عام في أمريكان إلى مليون طفل .
هذه بعض فوائد الختان الذي عدَّه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحد السنن التي تدعو إليها الفطرة السليمة ، والتي جاءت مكتشفات العلم الحديث بتصديقها وإقرارها ، ولا يزال العلم كل يوم يكشف المزيد من الأسرار التي جاءت بها السنة النبوية ، فصلوات الله وسلامه على معلم البشرية وهادي الإنسانية .
__________________
أبو سعيد