عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 11-05-2004, 05:21 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

جـ :- عمله في الجامعة الإسلامية نائبا ورئيسا

عين سماحة الشيخ- حفظه الله- في عام 1381 هـ نائبا لرئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية إلى عام 1390 هـ ، ثم بعد ذلك تولى رئاستها من عام 1390 هـ بعد وفاة رئيسها سماحة المفتي الإمام الشيخ / محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله- إلى عام 1395 هـ .

ويجدر بنا في هذا المقام أن نشير إلى جهوده البارزة في الجامعة الإسلامية : إن الجامعة الإسلامية روضة غناء ، وحديقة رواء ، ذات بهجة تسر الناظرين ، وتقنع الطالبين وتشبع الآكلين ، وهي رسالة عالمية ، وحصن من حصون العلم والمعرفة ، وكهف من كهوف الدين المنيعة ، قيض الله لها علماء أجلاء ، وفقهاء فضلاء ، فنشروا فيها العلم النافع والعمل الصالح معطاءة الخير ، في جميع جوانبها وأمورها ، وكان لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز- حفظه الله- أكبر الأثر في مسيرتها الخالدة ، فها هي ثمارها غضة طرية في كل مكان من أصقاع المعمورة فهي رسالة الإسلام وخريجوها أبناء الإسلام ، بها أستعاد الإسلام قوته ، وبها استعاد مهبط الوحي المدينة النبوية مركزها المشع على العالم الإسلامي وقد أحسن المجذوب حينما قال في وصف الجامعة الإسلامية ورسالتها ، وذلك أمام الملك فيصل بن عبد العزيز- رحمه الله- عام 1384 هـ إبان زيارته للجامعة الإسلامية آنذاك : هذي الحديقة من أغراس بيتكم وقد أنى ينعها واخلولق الثمر ردت إلى طيبة قيادتها فكل صقع به من نفحها أثر فأنظر إلى اسم الدنيا بساحتها في وحدة لم يشب إيلافها كدر جاءت طلاب الهدى من كل ناحية ظمأى إلى النور تحدوها المنى الكبر فيومها دأب في الدرس متصل ومعظم الليل في تحقيقه سهر لا ترتضي الرأي إلا أن تؤيده طريقة المصطفى والآي والسور جيل الهداة الذي تهفو لمطلعه سوح الكفاح ويرنو نحوه القدر ومما لا خلاف فيه ، ولا شك ولا ريب يمازجه أن للشيخ ابن باز- رعاه الله- أثره العميق في كل تقدم أحرزته الجامعة تحت إشرافه نائبا لرئيسها ، ثم رئيسا مستقلا لها بعد وفاة رئيسها الأول الشيخ محمد بن إبراهيم- رحمه الله

1- كان سماحته- حفظه الله- يتفقد الفصول بين الحين والآخر ، فيستمع إلى دروس المشايخ ويلقي توجيهاته الحكيمة هنا وهناك ، وقد يلحظ في دروس بعضهم ما لا يأتلف مع أفكاره الوثيقة فيعقب على ما سمع بما يؤدي الغرض في منتهى الكياسة والتقدير .

2- ويتردد على قاعات المدرسين فيسألهم عن صحتهم وراحتهم ، ويحاورهم في . شئون التعليم ، ويشجعهم على المزيد من الجهد في خدمة الطلبة ابتغاء ما عند الله .

3- ويدعو المدرسين في مطلع كل عام دارسي لاجتماع عام يضم أساتذة المعاهد مرة ، وأساتذة الكليات الأخرى ، فيتداول معهم أمور الجامعة ، وضرورة الانتفاع من الخبرات الماضية ، مؤكدا على وجوب الاهتمام بأصول العقيدة ، التي يعتبرها الشيخ- رعاه الله- منطلق العمل لتكوين شخصية الطالب ، ثم العناية بلغة القرآن التي عليها يتوقف نجاحه في الفهم عن الله ورسوله . . . وبخاصة في هذه الجامعة التي معظم طلابها من غير العرب ، فلا سبيل لتثبيت العربية في ألسنتهم وأقلامهم إلا عن طريق القدوة والمحاكاة فعلى المدرس إذن أن يتجنب كل لغة ملحونة ، وأن يلتزم الفصحى وحدها في كل حوار مع الطلاب .

وهكذا الشأن في نهاية العام الدراسي ، إذ يعقد مع المدرسين اجتماعا عاما آخر ، فيتدارس وإياهم شئون المقررات وملاحظاتهم عليها ، ورأيهم في مسيرة الدروس ، وفي سلوك الطلاب ، وما قد جمعوه من الانطباعات أثناء العام ، ويحثهم على الكتابة عن كل ما يرونه مفيدا للجامعة ، ليعرض على مجلس الجامعة لدراستها والانتفاع بكل صالح منها .

4- وفي دار الحديث التابعة للجامعة- ومن ثم في الجامعة- تلقى المحاضرات الأسبوعية من قبل الأساتذة في مختلف الموضوعات على مدار العام الدراسي إلا فترة المذاكرة للاختبارات والامتحانات ويشرف الشيخ- حفظه الله- بنفسه على محاضرات الموسم هذه ، لا يكاد يعيب عن إحداها إلا تحت ضغط الضرورة ، ولا تعدم المحاضرة تعقيبا منه يوضح غامضها ، ويوسع بعض جوانبها على قدر ما يرى لها من الأهمية .

فإذا كانت المحاضرة له اختار لها الموضوع الذي يمس القلوب والعقول ، حتى إذا جاء موعد الأسئلة حول بعض النقاط ، أفاض على مستمعيه بما يكفي ويشفي ؛ وكثيرا ما ينتهز السامعون هذه الفرصة ، فيوردون على الشيخ- حفظه الله- ألوان الاستيضاحات التي تحمل صفة الاستفادات ، فتأتي أجوبته عليها جامعة مانعة ، لا تلبث أن تتردد على الأفواه . وقد كتب عنه أحد الأساتذة في مقدمة محاضرة ألقاها الشيخ عبد العزيز عن سيرة المجدد المصلح الإسلامي الشيخ محمد بن بن عبد الوهاب - رحمه الله- : " وفي العقائد كان - الشيخ بن باز- مثال الاعتدال لا هو من أولئك المتطرفين الذين يطلقون عبارات الشرك على كل صغيرة كبيرة ، ولا هو من المتساهلين الذين يغضون النظر عن صغار الأمور ، بل إنه لينبه على الصغيرة والكبيرة ، ويضع كل شيء في موضعه ، يجعل الشرك شركا والبدعة بدعة " .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }