لا
لا هو سيد و لا الحكومة
القضية معقدة و متشابكة و تعود جذورها الى أكثر من 30 سنة في ذروة القومية العربية , عندما توافد الاسلاميون بالألوف الى البلد من مصر و الشام بعد أن تعرضوا للاضطهاد و القتل في بلدانهم.
هؤلاء عندما أتوا الى بلادنا كان شعبنا يعيش في سبات عميق و معزول تماماً عن قضايا الأمة, و هذا ما دفعهم الى تحريك الحس الاسلامي في الشعب بما عرف فيما بعد بالصحوة الاسلامية في السعودية (كانت في نهاية السبعينات).
بعد ذلك ذهب الصحويون الى أفغانستان للجهاد و هنا بدأت المشكلة , فأغلب هؤلاء الشباب في مقتبل العمر و ليس لديهم الخلفية الدينية الجيدة , كما أنهم ابتعدوا عن المنابع التي كانت تمدهم في بداية الصحوة (أي الاسلاميين الوافدين من مصر و الشام) , فبدأ هؤلاء الشباب بالافتاء بغير علم و بدأوا بالتكفير و الغلو و هكذا.
بعد انتصار المجاهدين في أفغانستان عاد أغلب هؤلاء الشباب و عادت معهم أفكارهم المغالية و التكفيرية التي نمت في بيئة الجهاد. كان يفترض بالحكومة أن تعيد تأهيلهم و دمجهم في المجتمع عبر علماء معتبرين و أخصائيين نفسيين و اجتماعيين , لكن ما حصل أن الحكومة رمت أغلبهم في السجون و بدون أي تهمة غير أنهم عائدون من أفغانستان.
أفكارهم التكفيرية و المغالية مع معاملة الحكومة الخاطئة و السيئة لهم أشعلت فتيل العنف في البلد.
هل رأيتم كيف أن العملية معقدة و متشابكة ؟
|