الأخ خبيب السلام عليكم
نحيطكم علما بأن محمد علي باشا كان حاكم مصر وممثل الخليفة العثماني آن ذاك , وهو من قاد الحملات ضد إنشقاق آل سعود عن دولة الخلافة العثمانية .
توالت حملات محمد علي على الدولة السعودية الأولى في عهد الإمام عبدالله بن سعود ، وتوجهت حملة إلى وادي زهران بقيادة عابدين بك في عام 1229هـ (1814م) ، وتمكنت القوات السعودية من هزيمتها وطاردتها حتى الطائف. وفي عام 1230هـ (1815م) تقدمت قوات محمد علي باشا إلى تربة بعد هزيمة القوات السعودية في معركة بسل وواصلت الاستيلاء على الحجاز والمناطق الجنوبية الغربية. كما تقدمت إلى نجد باتجاه القصيم ، حيث دارت معارك عديدة بين الجانبين وتمكنت قوات الإمام عبدالله من محاصرة قوات أحمد طوسون في الخبراء والرس لمدة شهرين ، ليتم بعدها صلح بين الجانبين كان من أهم شروطه توقف الحرب حرصاً من الإمام عبدالله على تأمين سبل الحج ، وانسحب على إثر هذا الصلح أحمد طوسون إلى مصر في عام 1230هـ (1815م) .
لم يقبل محمد علي شروط الصلح التي وافق عليها أحمد طوسون لأن المهمة الأساسية لحملاته لم تتم بعد وهي القضاء على الدولة السعودية الأولى ، فتجددت الحرب وأرسل ابنه إبراهيم باشا على رأس حملة جديدة . وصل إبراهيم باشا بقواته إلى ينبع عام 1231هـ (1816م) ومنها إلى المدينة المنورة وواصل تقدمه إلى الحناكية وهزم قوات الدولة السعودية في ماوية عام 1232هـ (1817م) . فتراجع الإمام عبدالله بن سعود إلى القصيم وتمركز في عنيزة ، أما إبراهيم باشا فوصل إلى القصيم وحاصر الرس التي صمدت لأكثر من ثلاثة أشهر مما اضطره إلى الصلح ، ثم تقدم بعد ذلك إلى عنيزة ودخلتها قواته عام 1232هـ (1817م) ، ورحل الإمام عبدالله من بريدة إلى الدرعية لتحصينها . دخل إبراهيم باشا بريدة عام 1233هـ (1818م) ، وتوجه إلى المذنب فأشيقر والفرعة ثم شقراء التي حاصرها وأخذها عنوة . ومن هناك واصل إبراهيم باشا تقدمه إلى ضرما وأخذها عنوة ، وتوجه إلى الدرعية عن طريق ممر الحيسية ليصلها في جمادى الأولى 1233هـ (مارس 1818م) . وحاصرها واستمر حصاره لها أكثر من ستة أشهر أبدى خلالها المدافعون عنها ضروباً من البسالة والفداء إلى أن استسلمت وهدمها إبراهيم باشا .
حصن الإمام عبدالله بن سعود الدرعية قدر استطاعته ووزع قواته للدفاع عنها في بطن وادي حنيفة وعلى ضفتيه من العلب شمالاً حتى جبل القرين أسفل الدرعية جنوباً ، وقد استفاد من التحصينات الطبيعية لوادي حنيفة وحماسة قواته والأهالي لمواجهة قوات إبراهيم باشا الزاحفة نحو الدرعية ، ويقول إبراهيم باشا في رسالة وجهها لوالده محمد علي : " أن عبدالله بن سعود بنى في وادي الدرعية نفسها تحصينات قوية ، وأقام لها سوراً ، يضاف إلى ذلك كثرة مؤنه وذخائره وحماسة رجاله للدفاع عن دينهم ووطنهم " .
وصل إبراهيم باشا بقواته إلى مشارف الدرعية في غرة جمادى الأولى عام 1233هـ (1818م) ، ونزل الملقا وسار إلى العلب بحملة استطلاعية مع بعض قواته فتصدت له القوات السعودية والأهالي ببسالة فاضطر إلى التراجع إلى معسكره في الملقا .
وفي 3 جمادى الأولى عاد إبراهيم باشا إلى العلب وعسكر فيها ووزع قواته في بطن وادي حنيفة وعلى ضفتيه وفي أعالي التلال في مواجهة القوات السعودية وتحصيناتها لحصارها والتضييق عليها ، وكان إبراهيم باشا يدرك أنه يواجه أهالي وقوات عرفت بجهادها وتضحياتها وتملك حماسة نادرة وشجاعة فائقة في الدفاع عن دينها ووطنها ولا يمكن التغلب عليها بسهولة ، ولذلك قال في رسالة وجهها إلى والده محمد علي " . . . ولذلك لاينجح الهجوم عليهم إذا كان هجوماً مباشراً . . . فقررنا حصارهم والتضييق عليهم وإرهاقهم . . ." .
بعد أن فرق إبراهيم باشا قواته في مواجهة قوات الدولة السعودية وتحصيناتها بدأت المناوشات واشتد القتال بين الطرفين ، ويصف ابن بشر شدة القتال بينهما بقوله : " . . . وقعت الحرب بين الطرفين واضطرمت نارها ، وطار في السماء شرها وشرارها فتخاللت بينهم القنابر والقبوس والمدافع وطار مطرها فوق تلك الجموع . . وتصادمت الأبطال ، والحراب بين العثمانيين (قوات إبراهيم باشا) وبين أهل الدرعية سجال" .
وحدث بين الطرفين عدد من المعارك والوقعات الضارية من أهمها : وقعة المغيصيبي ، ووقعة الحريقة ، ووقعة الحريقة ، ووقعة غبيراء ، ووقعة سمحة، . . وغيرها ، استبسلت فيها القوات السعودية وأظهرت شجاعة فائقة في تصديها لقوات إبراهيم باشا رغم تكبدها خسائر فادحة كما كبدت عدوها .
واضطرت القوات السعودية للتراجع إلى السلماني ، حيث تمكنت بقيادة فيصل بن سعود من صد قوات إبراهيم باشا وإجبارها على التراجع إلى الخلف .
أتمنى أن تكون فهمت .
|