بسم الله الرحمن الرحيم
أقول: يقول الله تعالى: ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ [آل عمران:44] فما يعلمه رسول الله وآله من أنباء الغيب جاء ذكره في كتاب الله وليس هناك إنباء بالغيب غير ما هو موجود في كتاب الله ولو كان يوجد لذكره الله تعالى أو أشار إلى هذا الخاصية لرسوله الكريم وآله، ولكن الناس أبوا إلا أن يخصوا رسول الله وآله بما ليس له حقه فيه، وهو مشاركة الله في العلم وهذا ظاهر في الحديث حيث يقول الحديث على لسان الصحابة الذين سمعوا مع رسول الله صوت الحجر الذي هوى في النار منذ سبعين خريفا، ولو افترضنا جدلا سماعهم لصوت ارتطام الحجر وهي بعيدة بكل المقاييس العقلية والنقلية القطعية التي تقول أن النار والجنة لم تخلقا بعد، وهذا موضوع آخر، ولكن لنرجع للموضوع ونسأل: كيف علم رسول الله وآله وهو لم ينتابه ما ينتابه حين الوحي إليه؟ أم أن علم سقوط الحجر جاء له من غير وحي؟ أم أنه علم برمي الحجر في وحي آخر وعند سماع الصوت أدرك أنه هو؟!
من الواضح أن الرسول وآله كان مبشراً قبل أن يكون نذيراً كما جاء في كتاب الله وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا [الفرقان:56] ومن الواضح أيضا أن مثل هذا الحديث يخدم السلطان بإخضاع الناس وترهيبهم بالنار التي ملكوا مفاتيح أبوابها كما يظنون، ونسوا أو تناسوا أن العقل سيد الأئمة به يميز الإنسان بين الخطأ والصواب وبين الكذب والصدق في ما يخص المنقول والمعلوم من كتاب الله.
__________________
يا معين
العقل نور الله
|