عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 07-06-2004, 12:17 AM
القوس القوس غير متصل
وما رميت إذ رميت
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2002
المشاركات: 2,350
إفتراضي تابع

المناهج المحشّوة..!!

الأمر الآخر الذي سبّب الغلو والذي تطور وتطور ليتحول الى أرهابا ،هي ( المناهج الدراسية السعودية) والتي أغلبها بحاجة الى نظرة تربوية سريعة ومن قبل خبراء متخصصين، وبحاجة الى تنقيح وترتيب لكي تتلائم هذه المناهج مع الواقع المعاش ، وتتماشى مع المتغيرات الأجتماعية والسياسية والفكرية التي حدثت وتحدث في العالم...وهنا نحن لا نقول (غيروا الآيات، والقرآن) معاذ الله، علماً أن مسألة حفظ القرآن الكريم أوكلها الله تعالى لنفسه ، ولا يحتاج الى شخص أو جماعة تحمي كتاب الله، لأن الباري عز وجّل كان يعرف جميع المتغيرات التي تحدث في المستقبل، ومنها ضعف أيماننا وفرقتنا التي نعيشها اليوم ،لهذا لم يوكل حماية القرآن لنا ، وهناك اشارة صريحة بذلك، لذا ليس هناك داع لحشر مسألة (القرآن المجيد) في قضية تنقيح وتنظيف المناهج الدراسية في المملكة العربية السعودية والدول الأخرى// لكن بشرط أن تتم من قبل لجان عربية ومسلمة ومعتدلة//. الغريبة السلطات السعودية لم تتقاعس أبدا في أستعمال المروحيات، والرشاشات، والكمائن، وخراطيم المياه، لكي تقتل ما يسمى بالأرهابيين ومن ثم تروع المواطنين الأبرياء الذين سوء حظهم ساق هؤلاء الهاربين أن يحتموا ببيوتهم وأحيائهم في الرياض وغير الرياض، ولكنها تتقاعس ، وتخجل من البت في عملية تنظيف المناهج الدراسية من مظاهر الغلو، والتطرف، والتمذهب الأعمى.....نعم على حكومة المملكة، ورجال الدين المتنورين ، وأصحاب الفكر والعلم أن يقوموا بمهمتهم فورا، لكي يحموا الأجيال الناشئة من الوقوع بنفس الخطأ ، وبالتالي يرفعوا فتيل بل فتائل كثيرة كامنة وراء هذا الموضوع.

الأرهاب جاء من تحت عباءة الدكتاتوريات

هناك منطق أصبح يتداول في معظم مراكز البحوث الأمريكية، والأوربية، على أن ظاهرة الأرهاب جاءت من تحت عباءة الأنظمة الديكتاتورية، والأنظمة ذات النمط السياسي الواحد والذي يرفض التجديد، أو يخاف التجديد، ويضربون مثلا على الأول بنظام صدام حسين، ونظام حكم الجنرالات في الجزائر وغيرها، ويضربون مثلا للثاني بنظام الحكم في العربية السعودية وبشكل علني ولا داعي أن نجامل في هذا، لهذا تبنت الولايات المتحدة الأمريكية ستراتيجية أزالة الأنظمة الديكتاتورية ، مع تقولب الأنظمة الخائفة من التغيير أو ترتيبها ، ولقد قال وزير الخارجية الأميركية في الأسبوع الأول من الحرب على العراق ( جئنا لنغير نظام صدام حسين ونرتب المنطقة من جديد!!)، وذلك من خلال أسلوب الترغيب والترهيب، والأتهام والتهويل، لهذا ترى الولايات المتحدة الأمريكية بدأت ستراتيجيتها في العراق، ليس من أجل النفط كما يشاع( لأن العراق عليه مديونية 420 مليار دولار/ و لو شُغّل النفط بجميع طاقته ولمدة ثمانية أعوام لم يستطع العراق فك هذه الديون)، ولو تريد أمريكا النفط لما سحبت جيوشها من المملكة العربية السعودية، ولكن القضية هي رسم خارطة جديدة للشرق الأوسط، تعتمد على ستراتيجية المكان قبل الأقتصاد هذه المرّه، مع وجود حارس أمين يمنع نزوات ( الجنرالات) هو الديموقراطية ، وتداول السلطة سلميا، وتعتقد أمريكا بذلك أنها تلامس مشاعر الشعوب العربية، وتعتقد أنها تلبي أماني الشعوب العربية، لهذا أرتأت أمريكا أن مصالحها تتحقق هذه المره مع الديموقراطية ، وأن ستراتيجية دعم الديكتاتوريات التي صاحبت الحرب البارده وبعيدها قد أنتهت.... وبهذا نرى أن السياسة الأمريكية تختلف عن السياسة العربية، كونها سياسة عملية وواقعية جدا، كونها تراعي المصالح دون خجل، ولو فسرنا هذا التكتيك أو هذا النمط سوف نراه تقرّه كل الاديان، والمدارس الأخلاقية، ويسمى في الأسلام سياسة ( سد باب الذرائع)...فلماذا المملكة أو غيرها لا تنتهج هذا المبدأ مع شعبها ، وعلاقاتها وتستند على قاعدة اسلامية ناضجه جدا وهي ( لا ضرر ولا ضرار في الأ سلام) وتقنع أمريكا، وغير أمريكا بهذا المبدأ، وتبتعد عن التهمة التي يكيلها المواطن السعودي لحكومته وهي ان الحكومة السعودية ( دائما تريد أرضاء أمريكا فقط دون سماعنا!).... أن سياسة الهروب من الحلول الوطنية والتي تتبعها أغلب الدول العربية هي السبب الحقيقي في أزدياد النقمة في النفوس العربية، والسبب الآخر هي ظاهرة التجامل مع الدول الكبرى على حساب مسميات وثوابت وطنية، وهنا نسوق مثلا بسيطا يعطي أعادة النظر بالقضاء السعودي، وبالعدل السعودي، وبالوطنية والحرص السعودين:

بالوقت الذي يُطارد قسم من المنحرفين السعوديين من قبل السلطات السعودية، كي تزجهم في السجن أو تقتلهم، يتم الأفراج عن مواطنيين ( بريطانيين) كانوا في السجن السعودي، معترفين بعمليات تفجير، وتخريب، وهناك محاضر مسجّلة بأعترافاتهم...ما معنى هذا؟.. هل هو الكيل بمكيالين؟ أم أنها أستهانة بالمواطن السعودي!؟... أن هكذا تصرف يجعل المواطن السعودي يعيد النظر بنزاهة القضاء السعودي، ومن ثم يقلل أحترامه الى حكومته، كون هذا الفعل يندرج تحت أن الحكومة السعودية خائفة، ولا تكترث لمواطنيها ،بل تفضل مواطنين غرباء على حساب أبناء الشعب السعودي... علما أن القانون الحقيقي يتيح للشعب السعودي أن يعترض على عملية أطلاق سراح المواطنين البريطانيين، كون هؤلاء قاموا بعمليات تفجير ومشاكل داخل بيت كل سعودي وهو وطنهم ( السعودية)، فلابد أذن أن ينهوا محكوميتهم والتي لابد من عدم تسييسها لأغراض قصيرة المدى. ومن جهة أخرى جاء توقيت أطلاق سراح هؤلاء في زمن خطير وسيء للغاية...يا ترى هل الحكومة السعودية في حالة تخبط؟...نحن لا نتمنى هذا....لهذا لزاما علينا جميعا أن نمسك الخيمه مع أخواننا السعوديين ونثبّت أوتادها، ونعيد من هام، ومن تشرد، ومن عصى ، ومن تمرض بالجريمة الى جادة الصواب، ومن ثم الى تلك الخيمة،دون التضحية بفرد من هؤلاء... وعندما يُعطى العفو يجب أن يُعطى للسعودي أيضا.

لا علاج غير الحوار....

فليبتعد كل صاحب قرار داخل الحكومة السعودية من نظرية ( عدم التنازل)، القضية ليس (قتيل وديّة) أو ( قطعة أرض متنازع عليها) ، أن القضية تهم وطن، وشعب، وتاريخ أجيال،و مستقبل لبلد وشعب... القضية سياسية واجتماعية وأخلاقية، لهذا يجب أن تُسمى الأشياء بأسمائها دون أبطاء ،أو تقاعس أو تهاون ، أو مجاملة.......، فبدلا أن يصل فتيل الحريق لجميع الخيام، يجب أن نعزله ونختصره على خيمة أو خيمتين، ولكن ليس بمبدأ قتل مافي الخيمتين، أو تضحية الجزء في سبيل الكل....لا بل أنقاذ مافي الخيمتين جهد الأمكان مع القبول بالخسائر التي تكون خارج الأرادة، بهذا سيلتف حولنا جميع مافي الخيام الأخرى، ولكن لو قبلنا بمبدأ قتل مافي الخيمتين، سيكون ضدنا معظم من في الخيام الأخرى، ونعطي لهؤلاء الفرصة كي يقوموا بتأويلاتهم ضدنا، وأقلها تهمة الجبن وعدم الأكتراث لأرواح البشر. وهو مثل تقريبي لوضع المملكة المعقد جدا، والذي لا تحل معضلته الا بقرارات جريئة وليس خجولة هدفها الحوار الداخلي الداخلي، مع أشراك كل أطياف المملكة في هذا الحوار وفي مقدمتهم ( المرأة، والشباب)... كذلك يجب أن يكون هنالك أنتباه الى التنمية الداخلية والتي عنصر نجاحها البشر....نعم هناك تقصير كبير أتجاه المواطن في العربية السعودية.... لقد صعق كثير من الناس يوم شاهدوا ومن خلال شاشة التلفاز بيوت طينية شبه مهدمة في الرياض، عندما قام ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز في زيارة لعائلات وأحياء سكنية قبل فترة من الزمن، وأني رأيت هناك بيوت في المملكة بنيت من الصفائح وشاهدتها بعيني.... هل هذا جائز؟...دولة رائده في المجال الأقتصادي، ورائده في ثقلها الدولي تغفل عن مواطنيها بهذه الدرجة... بأي حق يغرف (9000) آلاف أمير سعودي من الدرجة الأولى عدا الأمراء من الدرجة الثانية والذين يفوقون هذا العدد من خزينة الدولة وهناك أحياء طينية في العاصمة الرياض!!!!؟... لماذا لايقوم رجال الأعمال السعوديين بواجبهم الوطني والأخلاقي؟.. فبدلا من تخزين أموالهم في بنوك العالم،و في بنوك الولايات المتحدة الأمريكية...أن يقوموا بتشغيل المصانع، والمعامل، وبناء المجمعات السكنية في داخل المملكة، لكي يساعدوا الدولة ، ومن ثم المواطن السعودي...ما هذه الأنانية؟...مليارات الدولارات يتم الشراكه بها مع ( مايكل جاكسون ) وغيره، ومليارات حُجزت في أمريكا بحجة الشك بأصحابها، ومليارات تُشترى بها المنتجعات العالمية، والفنادق الخيالية، وأسهم في ديزني، والمشاركة مع مايكل جاكسون، وأدارة شركات هز البطن والأرداف ، والهشك بيشك،..... و قسم من الشعب السعودي يعيش في بيوت من الطين والصفيح!!!.... هؤلاء هم الذين يجب أن تُسحب منهم الجنسية السعودية فورا! وهؤلاء هم الذين شطروا المجتمع السعودي الى أشطار... وهؤلاء لابد وأن يحاسبون كونهم يزيدوا في الفجوة بين المواطن السعودي وحكومته، وهم سبب من أسباب تطرف المواطن السعودي عندما يشعر أنه من الدرجة العشرين ومجرد ( نملة) في ركن من أركان السعودية!!، لذا لزاما على هؤلاء والحكومة السعودية أن تقوم بأنشاء ورش الحوار والتجديد في جميع مدن المملكة، مع أنشاء وسائل الترفيه للشباب السعودي، ودراسة الخارطة السكانية للمجتمع السعودي وذلك للوقوف على المشاكل وايجاد الحلول لها فورا، وليعلم الجميع أن السعودية ما أن تنتهي من كماشة، حتى تأتي اليها الأخرى، فاليوم ظاهرة الأرهاب، وغدا المطالبة بالديموقراطية خصوصا وأن تداعيات العراق قادمه اليها لا محال... ومن يعرف التاريخ يفهم التأثير العراقي داخل المجتمع السعودي والخليجي...لذا لزاما النهوص بخطوات في هذا الأتجاه قبل أن تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية، وبالقوة، وبسياسة ( البسطال) كما حاصل في العراق.... يجب الأبتعاد عن الأخطاء التي وقع بها( صدام حسين ونظامه) ( وهو ليس من باب التشبيه حتى لا يتحامل علينا السعوديون، ولكن من باب الأصرار على الخطأ، وأعتماد المبدأ القبلي، الذي أوصل العراق والوطن العربي لهذا الحال!). وهذه الدراسة البسيطة قد تشمل دول خليجية أخرى.... ونتمنى أن تتشجع صحافتنا وتنشر هكذا دراسات ليس الغاية منها التشهير أو نشر الغسيل ( لا ولله) بل الغاية منها التشخيص والتشجيع على الحل، ولتكن الصحافة جريئة في تقديم المشاكل وحلولها لتكون أمام المسؤول العربي والخليجي.... وهنا أن نجحت الصحافة فلها حسنتان وأن فشلت فلها حسنة.... ولكن أن أحجمت عن النشر فلاحسنة لها!.

كاتب وباحث

samiroff@hotmail.om
__________________
وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) (المائدة:83)