عرض مشاركة مفردة
  #178  
قديم 07-06-2004, 05:53 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

الفصل التاسع
المنهج العلمي والعملي


أ :- عقيدته

معنى العقيدة لغة واصطلاحا :

مأخوذة من مادة " عقد " يقال في لغة العرب : عقد الحيل إذا شده ، وعقد البيع إذا أمضاه ووثقه ، وعقد العهد واليمين إذا أكدهما ووثقهما ، وتعقيد الإيمان إنما يكون بقصد القلم وعزمه ، والعقود أوثق العهود ومن قوله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ

والعقيدة عند علماء الإسلام يراد به الحكم الجازم الذي يعقد الإنسان قلبه عليه بغير تردد أو شك ، والعقيدة في الإسلام تقابل الشريعة ، إذ الإسلام عقيدة وشريعة ، والعقيدة ليست أمورا عملية بل أمور علمية يجب على الإنسان المسلم أن يعتقدها في قلبه ، لأن الله تعالى أخبره بها ، بطريق كتابه ، أو بطريق وحيه إلى رسوله . وأصول العقائد التي أمرنا الله باعتقادها هي التي حددها الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل الطويل بقوله : الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره " البخاري ومسلم " .

وإن مما لا شك فيه بل ولا أدنى ريب أن الشيخ- رعاه الله- إمام أهل السنة والجماعة في العقيدة والسلوك ، والبعد عن أهل البدع والتحريف ، وهو معتمد في عقيدته الصافية على كتاب الله ، والسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يقول الحق ويجهر به ولا يخشى في الله لومة لائم ، وأن الاعتقاد الذي عليه هو اعتقاد السلف الصالح- رحمهم الله- فهو يعتقد أن الله إله واحد لا إله إلا هو فرد صمد لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد ، وأنه لا يستحق شيئا من أنواع العبادة غيره ، وأن من صرف شيئا من أنواع العبادة لغيره فهو مشرك كافر ، وأنه سبحانه موصوف وسمى بجميع ما وصف به نفسه وسماه به ، وما وصفه وسماه به رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء الحسنى والصفات العلى ، ويعتقد أن الله سبحانه وتعالى . مستو على عرشه ، بائن من خلقه ، وأنه متكلم بكلام قديم النوع حادث الآحاد ، كما نقل عن السلف .

وأن القرآن كلام الله غير مخلوق ، منه بدأ وإليه يعود ، ويرى كفر من قال بخلق القرآن كفرا مخرجا من الملة ، وأنه سبحانه وتعالى يحب ويرضى ، ويكره ويغضب ، ويحي ويميت ، ويسخط ويفرح ، وينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا نزولا يليق به سبحانه ، وأنه سبحانه يراه المؤمنون يوم القيامة بأبصارهم ، كما صحت بذلك الأحاديث ، وفي الجملة : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ

ويعتقد أن محمدا عبده ورسوله إلى جميع الثقلين الإنس والجن ، وأنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ، ويعتقد أن الملائكة وكتب الله حق ، والنبيون حق والبعث بعد الموت حق ، والجنة حق والنار حق ، ويؤمن أن الميزان حق ، وأن حوض نبينا صلى الله عليه وسلم حق ، ويؤمن بالقدر خيره وشره ، ويعتقد أن شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وجميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والصالحين حق لكن بعد إذن الله للشافع ورضاه عن المشفوع له ، ويعتقد أن أحسن الكلام كلام الله تعالى ، وخير الهدى هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .

وقد بين- حفظه الله- عقيدته السلفية النقية في كثير من كتبه ومؤلفاته ، ولعلي الآن أنقل ما أملاه على أحد السائلين عن عقيدته ، لكي تكون واضحة جلية بينة .

حيث جاء ذلك في كتابه الفذ النافع " مجموع فتاوى ومقالات متنوعة " ( 8 / 43 ) تحت عنوان " العقيدة التي أدين الله بها " حيث جاء هناك ما نصه :

سماحة مفتي عام المملكة .

الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

ما هي عقيدتكم التي تدينون الله بها في أسماء الله وصفاته ، وبخاصة في إثبات العلو لربنا تبارك وتعالى- باختصار-

بارك الله فيكم وفي علمكم .

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته : عقيدتي التي أدين الله بها وأسأله سبحانه وتعالى أن يتوفاني عليها هي : الإيمان بأنه سبحانه هو الإله المستحق للعبادة ، وإنه سبحانه فوق العرش قد استوى عليه استواء يليق بجلالته وعظمته بلا كيف ، وأنه سبحانه يوصف بالعلو فوق جميع الخلق كما قال سبحانه : الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى وقال عز وجل : إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الآية وقال عز وجل في آخر آية الكرسي : وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ وقال عز وجل : فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ وقال سبحانه : إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ والآيات في هذا المعنى كثيرة .

وأؤمن بأنه سبحانه له الأسماء الحسنى ، والصفات العلى ، كما قال عز وجل : وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا والواجب على جميع المسلمين هو الإيمان بأسمائه وصفاته الواردة في الكتاب العزيز والسنة الصحيحة وإثباتها له سبحانه وتعالى على الوجه اللائق بجلاله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ، كما قال سبحانه : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ وقال عز وجل :

فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ وقال سبحانه : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ وهي توقيفية لا يجوز إثبات شيء منها لله إلا بنص من القرآن أو من السنة الصحيحة؟ لأنه سبحانه أعلم بنفسه وأعلم بما يليق به ، ورسوله صلى الله عليه وسلم هو أعلم به ، هو المبلغ ولا ينطق عن الهوى ، كما قال الله سبحانه : وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى

وأؤمن بأن القرآن كلامه عز وجل وليس بمخلوق ، وهذا قول أهل السنة والجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم ، وأؤمن بكل ما أخبر الله به ورسوله من أمر الجنة والنار والحساب والجزاء ، وغير ذلك مما كان وما سيكون مما دل عليه القرآن الكريم ، أو جاءت به السنة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم

والله المسئول أن يثبتنا وإياكم على دينه ، وأن يعيذنا وسائر المسلمين من مضلات الفتن ونزغات الشيطان ، وأن ينصر دينه ويعلي كلمته ، وأن يصلح أحوال المسلمين جميعا ، وأن يمنحهم الفقه في الدين ، وأن يجمع كلمتهم على الحق ، وأن يوفق ولاة أمرهم ، ويصلح قادتهم ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }