عرض مشاركة مفردة
  #9  
قديم 14-08-2001, 05:59 AM
محب الاسلام محب الاسلام غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 347
Post

الحمد للّه الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ؛ ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد إمام المجاهدين وقائد الغر المحجلين ، وبعد :

فإن القضية التي سنتناولها بالحديث في هذه الليلة ليست بعيدة عن واقعنا اليومي فنحن في كل يوم وساعة وفي كل وسيلة إعلام أو مجلس نسمع أو نتحدث عن هذا الحدث الكبير الذي يسمونه (( مشروع السلام بين العرب واليهود )) ، ولا شك أن ما يحدث في مدريد هذه الأيام لهو حدث كبير جدًّا بكل المعايير الدينية والنفسية والتاريخية، ولا أدل على ذلك من اهتمام وسائل الإعلام الغربية به تفسيرا وتحليلاً ، حتى أن الغرب تناسى مشاكله الداخلية وقضاياه الكبرى ، واشتغل قادته ومفكروه وصحافيوه وأفراد شعبه كله بهذه القضية، وملاحقة هذا الحدث لحظة بلحظة !! ..

فما السر في هذا أيها الإخوة ؟

أهو مجرد أن نزاعًا إقليميًا يراد الصلح بين طرفيه ؟

لا إن ما تم في مدريد يفوق ذلك بمراحل كثيرة .. إنه معلم تاريخي كبير يراد به إحداث انعطاف هائل في صراع مزمن بين عقيدتين وحضارتين وتاريخين متناقضين !

وها هي ذي الجذور :

بين وعدين :

إن مدريد في الحقيقة هي محطة لقطار طويل انطلق منذ خمسة آلاف سنة ، وسيستمر إلى أن تقوم الساعة، ومدريد ومن لمجدها واشنطن وموسكو . . إلخ محطات عابرة على هذا الطريق الطويل . . وهو طريق الوعد الذي وعد الله سبحانه وتعالى به نبيه وخليله إبراهيم عليه السلام ، ووعد به صالح ذريته من بعده . . وتلتقي عند هذا الوعد كل الأديان الثلاثة المعروفة في العالم . . المسلمون عندهم في هذا الوعد دعوى ثابتة من كتاب الله وسنة رسوله صلى اللّه عليه وسلم كما سنبين . . واليهود والنصارى عندهم فهمهم لهذا الوعد الذي افتروه على الله سبحانه وتعالى .

ومن ثم فإن الصراع في أصوله ليس بين قوتين ، أو بين عنصرين ، وإنما هو صراع بين وعدين ، بين الوعد الحق والوعد المفترى . . وبالتالي فهو صراع بين عقيدتين ، عقيدة التوحيد التي جاء بها نبي اللّه إبراهيم وجددها سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وسيجددها آخر الزمان سيدنا عيسى ابن مريم عليه السلام ، وبين دعوة الشرك والخرافة والدجل التي أسسها الرهبان والأحبار فيما كتبوه من عند أنفسهم وقالوا هذا من عند الله ، وما هو من عند الله ، ابتداءًا بحاخامات اليهود ومرورًا ببولس (شاؤول ) ، ثم البابوات الضالين المضلين وانتهاء بهرتزل ومن كان معه ، ثم ينتهي الأمر إلى النهاية المؤكدة في آخر الزمان بظهور مسيحهم الدجال . . وعندما يلتقي المسيحان المسيح ابن مريم عليه السلام والمسيح الدجال ويذوب الدجال كما يذوب الملح في الماء لولا أن المسيح يقتله (8) .
ـــــــــــــــــــــــــ
(8) ثبت ذلك في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو والنواس بن سمعان وفي مسند الإمام أحمد عن جابر بن عبد الله ومجمع بن جاريةوانظر تفصيل نزول عيسى عليه السلام والحكمة في ذلك والرد على منكريه في كتاب (( أشراط الساعة )) للأخ الشيخ يوسف بن عبد الله الوابل .
ـــــــــــــــــــــــــ
__________________
web page