القصة الكاملة لخطة إغتيال الأمير عبد الله بن عبد العزيز
نيويورك - باتريك تايلور:
في الوقت الذي كان فيه الزعيم الليبي معمر القذافي يدين بالإرهاب ويفاوض من أجل رفع اجراءات الحضر المفروضة على ليبيا العام الماضي رتب أعضاء باروزن بجهاز الاستخبارات الليبية عملية سرية لاغتيال ولي عهد المملكة العربية السعودية وزغزعة أمن واستقرار المملكة الغنية بالنفط طبقاً لتصريحات أدلى بها اثنان ممن شاركوا في هذه المؤامرة.
والمشاركان هما: عبدالرحمن العمودي وهو قيادي إسلامي في أمريكا مودع الآن في السجن بمدينة الاسكندرية بفرجينيا بالولايات المتحدة.
والشخص الثاني هو العقيد محمد إسماعيل وهو ضابط في الاستخبارات الليبية مودع الآن في سجن السعودي. ولقد أدليا بتصريحين منفصلين للمسؤولين الأمريكيين والسعوديين وحددوا فيها تفاصيل المؤامرة.
ولقد أخبر السيد العمودي مسؤولي "إف. بي. آي" ومحققين فيدراليين أن العقيد القذافي قد وافق على خطة الاغتيال. وأكد مسؤولون أمريكيون أن التفاصيل التي أدلى بها كل من (العمودي والعقيد) إسماعيل بشأن مؤامرة ليبية لاغتيال ولي العهد السعودي الأمير عبدالله تبدو قابلة للتصديق مما حدا بالمسؤولين الأمريكيين إجراء تحريات خاصة بهذا الموضوع. ولكن المسؤولين الأمريكيين قد ذكروا بأنهم لا زالوا يتفحصون تفاصيل هذه المؤامرة والخطوات التي خطتها في ذلك الاتجاه وهل العقيد معمر القذافي كان طرفاً فيها. وقالوا إن هذه الاتهامات هي من الأسباب التي جعلت الولايات المتحدة تبقي على اسم ليبيا ضمن قائمة وزارة الخارجية الأمركية للدول التي تدعم الإرهاب. وقال مسؤول كبير بإدارة الرئيس بوش يوم أمس الأول الأربعاء "إننا على دراية كاملة بتورط ليبيا سابقاً في دعم الإرهاب وكان الزعيم الليبي قد تعهد بإنهاء روابط ليبيا بالإرهاب وبالتعاون مع الولايات المتحدة وحلفائها في الحرب ضد الإرهاب.
وقال هذا المسؤول إننا نراقب عن كثب مدى التزام ليبيا بمثل هذا التعهد". ولقد ظل العقيد القذافي الذي قام بقلب النظام الملكي في ليبيا ينظر إلى الأسرة السعودية الحاكمة نظرة عدم ارتياح وغالباً ما كان الإحساس متبادلاً نظراً لانتهاجه مسلكاً خاطئاً في الشرق الأوسط..
ولقد سعى دبلوماسيون بريطانيون وسعوديون في السنوات القليلة الماضية من وراء الكواليس لمساعدة ليبيا في التفاوض من أجل رفع إجراءات الحظر المفروضة ضدها نتيجة لإتهام ليبيا بالمشاركة في عملية إرهابية أدت إلى تفجير طائرة بان أم 103في عام 1988م.
ولقد تقدم السيد/ العمودي بهذه الرواية غير المكتملة مصحوبة بالتماس للتفاوض مع محققين فيدرالين حيث تمت إدانته في أكتوبر الماضي من قبل محكمة بمدينة الإسكندرية بالولايات المتحدة بتهمة تجاوزه إجراءات الحظر الأمريكية بسفره إلى ليبيا وتلقيه مبالغ مالية من مسؤولين ليبيين.
وقال محامون إنه استناداً لقوانين فيدرالية فباستطاعة المحققين أن يحثوا القاضي على تخفيض فترة سجنه مقابل إدلائه بمعلومات حول هذه المؤامرة.
ولقد قام ثلاثة أشخاص لديهم معرفة شاملة بالقضية أصروا على عدم ذكر هوياتهم بتحليل تصريحات هذين الشخصين المتآمرين لأن المعلومات بشأن هذا الموضوع لا زالت ضمن نطاق السرية لدى الاستخبارات ودوائر القانون الأمريكية.
ولقد كان مسؤولون أمريكيون وبريطانيون وسعوديون كبار على دراية بالتحريات الخاصة بمؤامرة الاغتيال لعدة أشهر ماضية.
وكان كل من العقيد معمر القذافي وولي العهد الأمير عبدالله قد تصادما في مؤتمر القمة العربي الذي انعقد بشرم الشيخ والذي سبق حرب العراق وقام ولي العهد بالتحديق تجاه القذافي قائلاً (الكذب أمامك والقبر من قدامك) والحقيقة أنه إذا ما ثبت للحكومة الأمريكية والبريطانية والسعودية التي تعمل بتعاون وثيق للتحقيق في هذه المسألة أن هذه المؤامرة حقيقية فلربما يقوض ذلك تعهدات العقيد القذافي التي قطعها على نفسه بأن حكومته قد تخلت عن الإرهاب كما وربما يعيد ذلك فرض إجراءات الحظر الدولية مرة أخرى ضد ليبيا والتي تم رفعها من قبل مجلس الأمن الدولي في سبتمبر الماضي بعد أن نبذت حكومة القذافي الإرهاب وأقرت بمسؤوليتها عن تفجير طائرة بان إم 103في عام 1988م وقبلت بدفع تعويضات مقدارها 10ملايين دولار لكل أسرة من أسر الضحايا.
وقال مسؤول كبير بإدارة الرئيس بوش إن ظهور دليل مقنع على أن العقيد القذافي قد أمر أو أقر بخطة الاغتيال وحمله للإرهاب فإن ذلك قد يؤدي إلى تحول بمقدار 180درجة في السياسة الأمريكية تجاه ليبيا.
ولقد نقل الرئيس بوش للمملكة العربية السعودية متابعته للأمر وقال إنه سيتقصى ما جرى حول هذه المؤامرة طبقاً لما قاله دبلوماسي.
ولقد أخبر السيد/ العمودي المحققين بأنه تقابل مع العقيد القذافي مرتين إحداهما في يونيو والأخرى في أغسطس عام 2003م لمناقشة تفاصيل خطة الاغتيال طبقاً لما قال أشخاص لديهم معرفة رسمية بالتصريحات. وقال السيد/ العمودي بأن العقيد القذافي قال له "أريد مقتل ولي العهد السعودي إما من خلال عملية اغتيال أو من خلال عملية انقلاب".
وطبقاً لرواية السيد/ العمودي فإن العقيد القذافي قد سأله في أغسطس لماذا لا يرى تطاير الرؤوس في الأسرة السعودية الحاكمة. وتحتل رواية السيد/ العمودي لدى المحققين الفيدراليين أهمية خاصة لأنها ترتبط بخطة إرهابية ضد ولي العهد ولهذا السبب فلقد تم استجواب السيد/ العمودي باستفاضة حول مقابلته للعقيد القذافي في مزرعته بسدرة في شهر يونيو وفي مكتب العقيد القذافي في طرابلس في شهر اغسطس.
هذا ويحاول محققو "أف. بي. آي" بمكتبهم بواشنطن أن يرتبوا لقاءات بين اثنين من زملاء السيد العمودي الذي أفضى إليهم بتفاصيل المؤامرة لزيادة التثبت من صدق الرواية.
وسيكون الشخص الأول الذي سيدلي للسلطات السعودية والبريطانية والأمريكية بتفاصيل المؤامرة العقيد محمد اسماعيل البالغ من العمر 36عاما والذي تم إلقاء القبض عليه من قبل الشرطة المصرية بعد فراره من المملكة العربية السعودية في نوفمبر الماضي في محاولة فاشلة لاعطاء مبلغ مليون دولار أمريكي لفريق مكون من أربعة متطرفين سعوديين كانوا على استعداد لمهاجمة موكب الأمير عبدالله بصواريخ تطلق من الكتف وقاذفات قنابل طبقا لتصريحات العقيد اسماعيل.
وقال بأن الأوامر بأن يكون هو قائدا ميدانيا لتنفيذ المؤامرة قد جاءت من أعضاء كبار في الاستخبارات الليبية هم عبدالله السنوسي وموسى كوسا واللذين يرفعان تقاريرهما مباشرة للعقيد القذافي.
ولقد سافر مسؤولون بدائرة "أف. بي. آي" ووكالة الاستخبارات الأمريكية مرتين للمملكة العربية السعودية لمقابلة العقيد اسماعيل وقال المحققون بأن روايته تتطابق مع ما قاله السيد العمودي وإذا ما ضمت الروايتان لبعضهما البعض فإن التفاصيل ربما تتخذ كأساس لتوجيه تهمة بعمل إجرامي ضد العقيد القذافي بضلوعه في مؤامرة تضم مواطنا أمريكيا هو السيد العمودي.
.. يتبع ..