عقبة الهوى والشيطان
بسم الله الرحمن الرحيم
بداية أشكر الأخ الوافي والأخت مسلمه على المشاركة والإضافة المفيده وجزاهم الله عنا وعنهم كل الخير
وفي اطار ذلك الموضوع أردت الحديث هنا عن عواقب الهوى والشيطان
وهذه عقبة كؤود لا ينجو منها سوى اهل المروءة والهمة العالية .
وقد حذر الله تعالى عباده من اتباع الهوى والشهوات فقال سبحانه : ( فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ) " مريم : 59 " .
وقال تعالى : ( ولاتطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبعه هواه وكان امره فرطا ) "الكهف : 28" وقال تعالى : ( بل اتبع الذين ظلموا اهواءهم بغير علم فمن يهدي من اضل الله ) " الروم : 29 "
وقال تعالى : ( ياداود إنا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ) " ص : 26 " .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (حفت الجنة بالمكاره ، وحفت النار بالشهوات ) " متفق عليه "
وقال صلى الله عليه وسلم : " اخوف ما اخاف عليكم ، شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الهوى " ( رواه احمد ورجاله رجال الصحيح ) .
أقـوال السـلف في ذم الهــوى والشــهوات
ـ قال سليمان بن داود : الغالب لهواه اشد من الذي يفتح المدينة وحده .
ـ وقال مالك بن دينار : من غلب شهوات الدنيا فذلك الذي يفرق ـ أي يخاف ـ الشيطان من ظله .
ـ وقال رجل للحسن : يا اباسعيد : أي الجهاد افضل ؟ قال : جهادك هواك .
ـ وقال الفضيل : من استحوذت عليه شهوات الدنيا انقطعت عنه مواد التوفيق .
ـ وقال ابوسليمان الداراني في قوله عز وجل : ( وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا ) " الانسان : 12 " قال : صبروا عن الشـهوات .
عــلاج الهــوى
ـ قال ابن الجوزي : اعلم ان مطلق الهوى يدعو الى اللذة الحاضرة ، من غير فكر في عاقبة ، ويحث على نيل الشهوات عاجلا ، وان كانت سببا للالم والاذى في العاجل ، ومنع اللذات في الاجل ، فاما العاقل ، فانه ينهي نفسه عن لذة تعقب الما ، وشهوة تورث ندما ، وينبغي للعاقل ان يتمرن على دفع الهوى المامون العواقب ليستمر بذلك على ترك ما تؤذي غايته .
ـ فان قال قائل : فكيف يتخلص من هذا من قد وقع فيه ؟ قيل له : بالعزم القوي في هجران مايؤذي ، والتدرج في ترك مالا يؤمن اذاه ، وهذا يفتقر الى صبر ومجاهدة يهونهما سبعة اشياء :
احدهما : التفكر في ان الانسان لم يخلق للهوى ، وانما هيء للنظر في العواقب والعمل للاجل .
والثاني : ان يفكر في عواقب الهوى .
والثالث : ان يتصور العاقل انقضاء غرضه من هواه ، ثم يتصور الاذى الحاصل عقيب اللذة .
والرابع : ان يتصور ذلك في حق غيره ، ثم يتلمح عاقبته بفكره ، فانه سيرى مايعلم به عيبه اذا وقف في ذلك المقام .
والخامس : ان يتفكر فيما يطلبه من اللذات ، فانه سيخبره العقل انه ليس بشيء ، وانما عين الهوى عمياء .
والسادس : ان يتدبر عز الغلبة وذلك القهر ، فانه ما من احد غلب هواه الا احس بقوة عز .
السابع : ان يتفكر في فائدة المخالفة للهوى من اكتساب الذكر الجميل في الدنيا ، وسلامة النفس والعرض والاجر في الاخرة .
|