الموضوع: الحرية
عرض مشاركة مفردة
  #19  
قديم 17-06-2004, 02:59 PM
فارس ترجل فارس ترجل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
المشاركات: 563
إفتراضي



يظن كثيرون ان قيم الحرية هي من نتاج الفكر الغربي الليبرالي و اننا اذا نادينا بالحرية إنما نستورد او مبهورين


و الحقيقة ان الحرية متجذرة في الحضارة الاسلامية منذ الازل و لكن قلة تلاحظ.



كلنا يعلم الرواية الشهيرة التي حدثت مع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عندما كان يقسم الغنائم فقال له احد المجاهدين

- إعدل يا محمد فإنك لم تعدل.

تصوروا رئيس الدولة الاسلامية (حسب التعبيرات المعاصرة) سيد المرسلين على الاطلاق.. يقول له جندي برتبة فرد إعدل يا محمد..هكذا دون اي القاب إحترام او يا رسول الله على الاقل..و يرد عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم غاضباً:

- وإن لم اعدل انا فمن يعدل؟


فقط..


لا توجيه إتهام المساس بالذات الملكية..و لا تحويل على المعتقل..و لا تحقيق لدى جهاز امن الدولة..و لا إعدام بدون محاكمة....مما نراه اليوم لدى الدكتاتوريات المستبدة.


إنها الحرية في الاسلام.





و كلنا يتذكر الرواية الشهيرة التي حدثت مع الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما صعد المنبر ينهى الناس عن الغلو في المهور،فنهضت له امرأة و قالت له
- كيف تقول ذلك يا عمر و الله يقول (و إذا آتيتو إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً).

تصوروا..كيف تقول يا عمر.. هكذا..تقاطع امبراطور الدولة الاسلامية المترامية الاطراف،و تعارضه علنا و بشكل محرج و هو الرجل و اي رجل..و هي إمرأة من عامة الشعب،فماذا حدث؟؟


هل قال الخليفة خذوها فاعدموها..او اسجنونها..او اشار الى الحرس ليخرجوها من المسجد على الاقل.

لا شي من هذا حدث..بل فقط:-




-اصابت إمرأة و أخطأ عمر.





إنها الحرية في الاسلام.



ملاحظة: الروايتان اعلاه كتبتا من الذاكرة فأرجو عدم المؤاخذة اذ لم التزم باللفظ.



و بعد..



حسب رأيي المتواضع فإن الحرية في الاسلام لا حدود لها الا المساس بثوابت الامة تماماً مثلما قال الهاديء.


و هذا طبيعي عند كل الامم،انت حر ما لم تمس ثوابت الدستور،و في امريكا مثلاً لا يمكنك ان تؤسس حزب شيوعي ً مهما حاولت لأن ذلك يناقض الدستور.


و نحن دستورنا الاسلام و الحمد لله،اي دستورنا آلهي لا وضعي.


فانت حر حرية كاملة في التعبير عن رأيك كيفما تريد ما لم تمس الثوابت الدينية بسوء،لأنك في هذه الحالة لا تمارس حريتك في الحقيقة بل تمس حرية غيرك و هي هنا الحفاظ على ثوابت الدين.


حتى لو كنت دارساً او عاملاً و اخضعت إحدى هذه الثوابت للدراسة و التساؤل ففي رأيي لا يعد هذا تعدياً على الدين اذا كان على اسس علمية و ظل في اطاره العلمي البحثي و ليس بغرض إستغلال الحرية العلمية لتوجيه الانتقادات فحسب مثلما فعل بعض المستشرقين.


أصلا ان اي بحث علمي حقيقي في رأيي لا يمكن ان ينتهي الى ما يناقض الدين.




إذن الحرية ليست فكر وافد الينا بل هو متجذر في تاريخنا.


و لكن البعض يسيء الفهم و يظن ان الحرية هي ان تتجرأ على الغير و انت آمن من اي معارضة او ملاحقة،و هذه ليس حرية في الحقيقة.. بل بلطجة.


و شهادة للحق انني لاحظت ان مستوى الحرية في الخيام هنا عال للغاية وازعم انه افضل من اي منتدى سبق و ان سجلت فيه من هذه الناحية.



كما يتميز معظم اعضاؤه بدرجة من الوعي و الثقافة عالية و الاهم..فهم تام لمعنى الحرية و حدودها.



موضوعك مميز يا الهادي


تحياتي
__________________
إن هذه الكلمات ينبغي لها أن تخاطب القلوب قبل العقول .. والقلوب تنفر من مثل هذا الكلام .. إنما الدعوة بالحكمة ، والأمر أعظم من انتصار شخصي ونظرة قاصرة !! الأمر أمر دين الله عز وجل .. فيجب على من انبرى لمناصرة المجاهدين أن يجعل هذا نصب عينيه لكي لا يضر الجهاد من حيث لا يشعر .. ولا تكفي النية الخالصة المتجرّدة إن لم تكن وفق منهج رباني سليم ..
وفقنا الله وإياكم لكل خير ، وجعلنا وإياكم من جنده ، وألهمنا التوفيق والسداد.
كتبه
حسين بن محمود
29 ربيع الأول 1425 هـ



اخوكم
فــــــــــارس تـــــــــــرجّلَ