[بالعقل...بهدوء]

أعتقد أن مسألة العلاقة بين الشيعة والسنة يجب أن لا تطرح من منظور التقارب العقائدي.
إذ هما فرقتان مختلفتان تاريخياًً ومن الصعب تصور تقاربهما في مسائل كبرى تميزهما.
المسألة التي يجب الحوار حولها حقاً هو شكل الحياة المشتركة في مجتمع متعدد المذاهب.
وهذه الحياة تتضمن قواعد للتعامل بين الناس على اختلاف اعتقاداتهم وللمسلمين بالذات تاريخ تسامح هو أفضل من التاريخ الأوروبي فقد تعايش المسلمون مع النصارى والصابئة واليهود والمجوس بل والهندوس أيضاً.
والعلاقة مع الآخرين لا تتقرر في الإسلام بالضرورة بالتقارب العقائدي فقد أخبرنا القرآن أن النصارى أقرب مودة للمؤمنين من اليهود علماً أن عقيدة اليهود من الناحية الشكلية هي أقرب لعقيدة المسلمين من عقيدة النصارى إذ النصارى مثلثون واليهود موحدون من حيث شكل العقيدة.
والذي يحدد موقف المسلم من غير المسلمين هو اعتداء الأخيرين أو عدم اعتدائهم فإن لم يعتدوا ولم يخرجونا من ديارنا ويظاهروا على إخراجنا كانت العلاقة معهم علاقة بر وقسط.
والأولى أن يقاس هذا على العلاقة مع الفرق الأخرى في الإسلام وهي كثيرة منها الشيعة الإمامية و الإباضية والزيدية وإلى آخره..