عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 21-06-2004, 02:22 AM
الهلالى الهلالى غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2004
المشاركات: 1,294
إفتراضي

الجنرال : أبو هاجر

متى كان المسلم يُقتل في ديننا بالكافر !! أين العلماء الذين كانوا يستعطفون المجاهدين ويرجونهم ترك الأسير النصراني الصائل - الذي كان مهندساً لطائرات الأباتشي الأمريكية التي تقتل أطفال ونساء وشيوخ المسلمين في فلسطين وأفغانستان والعراق والفلبين – بدعوى أنه من أهل العهد والأمان وأنه لا يجوز في شرعنا قتل معاهد !! لماذا لم يبينوا حكم قتل المسلم بالكافر !! أم أنهم ذهبوا إلى مكتباتهم ليبحثوا عن الأقوال الشاذة والمرجوحة في حكم قتل المسلم بالكافر ليُعلنوها على الملأ ويخرجوها على أنها من مسلّمات الدين !!

جمهور الفقهاء على أنّه لا يقتصّ من المسلم والذّمّيّ بقتل الحربيّ ، ولو كان مستأمناً ، كما لا دية عليهما بقتل الحربيّ غير المستأمن ، بسبب وجود الشّبهة في إباحة دم الحربيّ ، ولكونه مباح الدّم في الأصل . وشرط القصاص ووجوب الدّية : كون المقتول معصوم الدّم أو محقون الدّم ، أي يحرم الاعتداء على حياته ، بل لا تجب الكفّارة عند القائلين بلزومها في حالة قتل مباح الدّم - كالحربيّ - قتلاً عمداً . (الموسوعة الفقهية) ..

جاء في البخاري عن الشعبي ، عن أبي جحيفة قال: قلت لعلي: هل عندكم كتاب ؟ قال: لا ، إلا كتاب الله ، أو فهم أعطيه رجل مسلم ، أو ما في هذه الصحيفة. قال : قلت : فما في هذه الصحيفة ؟ قال: العقل ، وفكاك الأسير ، ولا يقتل مسلم بكافر" ..

وهؤلاء الذين يزعمون تطبيق الشريعة قتلوا أربعة من خيرة شباب المسلمين بكافر حربي صائل أمرنا الله بقتاله وقتله !! فأي إسلام هذا الذي يزعمون أنهم عليه ، والله إنه ليس بالإسلام الذي أتى به محمد بن عبد الله بن عبد المطلب القرشي الهاشمي صلى الله عليه وسلم .. وهؤلاء العلماء الذين يُفتونهم ليسوا على دين النبي الحجازي المكي ثم المدني ، وإنما هم على دين الشيخ النجدي صاحب مشورة دار الندوة ، عليه لعنة الله ..

جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏"المؤمنون تتكافأ دماؤهم، وهم يد على من سواهم، ويسعي بذمتهم أدناهم‏.‏ ألا لا يقتل مسلم بكافر، ولا ذو عهد في عهده‏"‏‏.‏ (رواه أحمد وأبو داود وغيرهما من أهل السنن ، وصححه الألبانب في المشكاة) .. وهذا مما خطب به النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح ، كما قاله الشافعي في الأم ..

قال في عون المعبود : ‏قال القاضي هذا عام يدل على أن المؤمن لا يقتل بكافر قصاصا سواء الحربي والذمي . وهو قول عمر وعثمان وعلي وزيد بن ثابت ، وبه قال عطاء وعكرمة والحسن وعمر بن عبد العزيز وإليه ذهب الثوري وابن شبرمة والأوزاعي ومالك والشافعي وأحمد وإسحاق . وقيل : يقتل بالذمي والحديث مخصوص بغيره وهو قول النخعي والشعبي وإليه ذهب أصحاب أبي حنيفة لما روى عبد الرحمن بن البيلماني أن رجلا من المسلمين قتل رجلا من أهل الذمة فرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " أنا أحق من أوفي بذمته" ثم أمر به فقتل . وأجيب عنه بأنه منقطع لا احتجاج به ثم إنه أخطأ إذ قيل إن القاتل كان عمرو بن أمية الضمري . وقد عاش بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم سنتين ومتروك بالإجماع ; لأنه روى أن الكافر كان رسولا فيكون مستأمنا ، والمستأمن لا يقتل به المسلم وفاقا وإن صح فهو منسوخ لأنه روي عنه أنه كان قبل الفتح . وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح في خطبة خطبها على درج البيت : " ولا يقتل مؤمن بكافر ، ولا ذو عهد في عهده" . كذا في المرقاة .

وقال في عون المعبود أيظاً : ‏قوله : ( والقول الأول أصح ) : ‏يدل عليه حديث الباب وهو صحيح صريح في أنه لا يقتل مسلم بكافر ولفظ الكافر صادق على الذمي كما هو صادق على الحربي وكذا يدل على القول الأول أحاديث أخرى وروى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه أن مسلما قتل رجلا من أهل الذمة فرفع إلى عثمان فلم يقتله وغلظ عليه الدية . قال ابن حزم : هذا في غاية الصحة فلا يصح عن أحد من الصحابة شيء غير هذا إلا ما رويناه عن عمر أنه كتب في مثل ذلك أن يقاربه ثم ألحقه كتابا ، فقال لا تقتلوه ولكن اعتقلوه . وأما القول الثاني أعني أن المسلم يقتل بالذمي ، فليس دليل صريح يدل عليه .

لم أرى من فرح بمقتل القائد المجاهد "عبد العزيز المقرن" - رحمه الله وتقبله في الشهداء وإخوانه - إلا شارون وبلير وبوش ورؤوس الكفر والنفاق ، أما جميع مسلمي الأرض فقد سائهم الخبَر وود كثير منهم لو فدى أبي هاجر وإخوانه بنفسه وماله وولده ..

إن هذه العملية الغبية التي أقدم عليها هؤلاء الحمقى هي في حقيقتها مجازفة غير مدروسة ومحاولة مستميتة لبيان صلاحية حكمهم عند صنمهم الأكبر (أمريكا) ..

إن قتل القائد الفذ أبي هاجر – رحمه الله - ثلمة في تاريخ الجهاد الحديث في جزيرة العرب ، وأخشى أن يكون "المقرن" باب قد كُسر ، فالذين خلّفهم "أبو هاجر" أشد حنقاً على المنافقين منهم على الكفار ، فهؤلاء الحكام الأغبياء فتحوا على أنفسهم أبواب جهنّم ، فلينتظروا فيحها ..

لن ينفعهم النصارى ولن تنفعهم جيوشهم ولا أموالهم ولا أتباعهم الذين هم على شاكلة أتباع صدام ، فما أن تنطلق الشرارة حتى ينفضّوا من حولهم ..

وأنا أدعو المجاهدين بعدم التسرع وعدم جعل الثأر هدف لذاته .. عليكم بسنة من سبقكم من المجاهدين .. عليكم بالصبر ، لأن ما أنتم فيه أعظم وأكبر من شرذمة من المنافقين .. أنتم على ذروة سنام الإسلام فلا يستدرجنّكم الغضب من مكانكم .. اثبتوا بارك الله فيكم وانظروا مصلحة الدين واجعلوها فوق كل اعتبار .. لا نقول افعلوا أو لا تفعلوا ، فوالله لا نلومكم في ما تفعلون ، فإن الذي أصابكم أصابنا ونحن نعلم ما في نفوسكم ، ولكن نقول : انظروا ولا تستعجلوا ..

أقول للذين سائهم ما جرى وحزنوا لمصابهم الجلي {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} (التوبة : 51) ، الرجل مات وهو يضحك ، فليبكي من شاء على الأحياء ..

وأقول للحكام المنافقين الذين غرّتهم الأماني وغرّهم بالله الغرور {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ} (التوبة : 52) ..


{والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون}


والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..


كتبه
حسين بن محمود
2 جمادى الأولى 1425هـ