عرض مشاركة مفردة
  #14  
قديم 22-06-2004, 03:58 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

يكفى يا حسين بن محمود! اتركوا المروق من الدين والعناد والجحود
(2)


الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فما زلت أكشف بعض تلبيسات وتخبطات الخارجي حسين بن محمود ...


3/ كفى يا حسين بن محمود جهلاً وتعالماً ، فوالله لقد بلغت أنت وزمرتك من الجهل والضلال مبلغاً عظيماً ..


قال حسين بن محمود : [أحدهم يقول : الحكام اليوم ضعفاء مغلوب على أمرهم ولذلك لا نستطيع تكفيرهم إن لم يحكموا شرع الله !! لا أدري من أين أتى بهذا الكلام الذي لم يسبقه إليه أحد من السلف !! أئذا ضعف الحاكم يُرغَم الناس على التحاكم لغير شرع الله !! إن كان ضعيفاً فكيف يُرغِمُ المسلمين على التحاكم لقوانين النصارى واليهود !! إن كان ضعيفاً فليتنحى عن الحكم ، فلا زال في الأمة رجال ، وكفى تمييعاً للدين].

فأقول لهذا الجهول :


هل سمعت برجل يقال له النجاشي -رضي الله عنه- ، كان ملكاً على الحبشة، وصلى عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- صلاة الغائب ، ومع ذلك لم يكن يحكم بالشرع ؟

هل سمعت به ؟

هل تؤمن بوجوده؟ وتذعن بعجزه عن تطبيق الشرع في قومه؟

أما قرأت كلام شيخ الإسلام حوله وعذرَهُ في ترك تطبيق الشريعة؟

قال شيخ الإسلام -رحمَهُ اللهُ- : " وكذلك النجاشي هو وإن كان ملك النصارى فلم يطعه قومه في الدخول في الإسلامِ، بل إنما دخل معه نفر منهم.

ولهذا لما مات لم يكن هناك من يصلي عليه، فصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، خرج بالمسلمين إلى المصلى فصفهم صفوفاً، وصلى عليه، وأخبرهم بموته يوم مات، وقال: ((إنَّ أخاً لكم صالحاً من أهل الحبشة مات)).

وكثير من شرائع الإسلام -أو أكثرها- لم يكن دخل فيها لعجزه عن ذلك، فلم يهاجر، ولم يجاهد، ولا حج البيت، بل قد روى أنه لم يكن يصلي الصلوات الخمس، ولا يصوم شهر رمضان، ولا يؤدي الزكاة الشرعية، لأن ذلك كان يظهر عند قومه؛ فينكرونه عليه، وهو لا يمكنه مخالفتهم.

ونحن نعلم قطعاً أنه لم يكن يمكنه أن يحكم بينهم بحكم القرآن.

والله قد فرض على نبيه بالمدينة أنه إذا جاءه أهل الكتاب لم يحكم بينهم إلا بما أنزل الله إليه، وحذره أن يفتنوه عن بعض ما أنزل الله إليه.

وهذا مثل الحكم في الزنا للمحصن بحد الرجم، وفي الديات بالعدل والتسوية في الدماء بين الشريف والوضيع: النفس بالنفس والعين بالعين وغير ذلك.

والنجاشيُّ ما كان يمكنه أن يحكم بحكم القرآن، فإنَّ قومه لا يقرونه على ذلك .


وكثيراً ما يتولى الرجل بين المسلمين والتتار قاضياً، بل وإماماً، وفي نفسه أمور من العدل يريد أن يعمل بها فلا يمكنه ذلك، بل هناك من يمنعه ذلك، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.

وعمر بن عبد العزيز عُودِيَ، وأوذيَ على بعض ما أقامه من العدل، وقيل: إنه سم على ذلك.

فالنجاشي وأمثاله سُعداءٌ في الجنة وإن كانوا لم يلتزموا مع شرائع الإسلام ما لا يقدرون على التزامه بل كانوا يحكمون بالأحكام التي يمكنهم الحكم بها" (1) إلى آخر كلامه فراجعه فإنه نفيس، يبين ما عند الخوارج من الجهل والتفليس

وقال شيخنا العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين -رحمَهُ اللهُ- : "لكن كلامنا على العمل ، وفي ظني أنه لا يمكن لأحد أن يطبق قانوناً مخالفاً للشرع يحكم فيه بعباد الله إلا وهو يستحله ويعتقد أنه خير من قانون الشرع ، هذا هو الظاهر .

وإلا فما الذي حمله على ذلك ؟

قد يكون الذي يحمله على ذلك خوف من أناس آخرين أقوى منه إذا لم يطبقه ، فيكون هنا مداهناً لهم ، فحينئذ نقول : إن هذا كالمداهن في بقية المعاصي ".

إذا كنت تجهل هذه الأمور الواضحة فلماذا التصدر والترؤس في الباطل؟

لماذا لا تلزم حدك ، وتعكف على طلب العلم من علماء السنة ، وتتركك من إغواء الجهال وإضلالهم ؟

كن ذَنَباً تابِعاً في الحق ، خيرٌ لك أن تكون رأساً ومتبوعاً في الباطل(2) ..

يتبع ...


################################

الحواشي

(1) منهاج السنة النبوية(5/112-114).

(2) روى الخطيب في تاريخ بغداد(10/308) بسند صحيح عن عبد الرحمن بن مهدي أنه قال: كنا في جنازة فيها عبيد الله بن الحسن وهو على القضاء فلما وضع السرير جلس وجلس الناس حوله. قال: فسألته عن مسألة، فغلط فيها، فقلت: أصلحك الله، القول في هذه المسألة كذا وكذا، إلا أني لم أرد هذه إنما أردت أن أرفعك إلى ما هو أكبر منها، فأطرق ساعة، ثم رفع رأسه، فقال: "إذاً أرجع وأنا صاغر، إذاً أرجع وأنا صاغر، لأَنْ أكونَ ذَنَباً في الحقِّ أحبُّ إلَيَّ منْ أنْ أكونَ رأساً في الباطلِ".

ونحوه ولكن قيلت في غير موطنها! :

ما رواه علي بن الجعد في مسنده(ص/67رقم357)، والعقيلي في الضعفاء(1/304-305) بسند صحيح عن معمر بن راشد أنه قال لحماد بن أبي سليمان : "كنتَ رأساً في الناسِ، وعَلَماً، وصرتَ تابعاً لهؤلاءِ المرجئةِ! قال: فقال لي: "أني أكون تابعاً في الحقِّ أحبُّ الَيَّ منْ أنْ أكونَ رأساً في الباطلِ"!!

أقول: كلمة حقٍ وردت في باطل وهو الإرجاء!

كتبه / أبو عمر العتيبي
( نفس المصدر السابق )

تحياتي

__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }