خبر مزور من تلفون للعملة
د. علي سعد الموسى
تحول الأكاديمي الكويتي الدكتور عبدالله النفيسة إلى شيء شبيه بتلفون العملة، بل إلى بطاقة اتصال مدفوعة "مقدمًا" دون أن أعلم حتى اللحظة من الذي يغذيه بالنقود والوقود وهو يهذي بما لا يدري حول الشأن السعودي على منبر من لا منبر له.
مؤسف جدًا أن يتحول العقل الأكاديمي إلى بطارية.
يقول هذا الأكاديمي مساء يوم قبل البارحة إن امرأة أمريكية خالصة دُعيَت أو أُحضِرت إلى مؤتمر الحوار الوطني الأخير في المدينة المنورة ضمن سلسلة من الضغوط التي تمارسها أمريكا من أجل التغيير وفق الرؤية الأمريكية. إن في كلامه استرسالاً خطيرًا لتحريض وتجييش الجمهور ضد هدف وطني سعودي نبيل، وإن في حديثه تزويرًا واضحًا مكشوفًا، وكنت أتمنى وسيلة قانونية لإثباته أو محاكمته على هذه الكذبة السوداء المغرضة. لكن المشكلة في الإعلام العربي عمومًا أنه أصبح خزانًا هائلاً لكل صادق وكاذب وأنه تحول في المجمل إلى شيء من "التابلويد" في غياب الأنظمة التي تحاسب على الكلام وتحاكم عليه.
كنت أتمنى لو أن إحدى أخواتنا "المدعوات" اللاتي دعين إلى هذا المؤتمر قالت كلمة حق لتفصل في "كذبة" النفيسة فتعطي رأيها في هذا الاختطاف الذي عسف الحقيقة لأنه قال كلمته ليحملها ملايين المشاهدين والمشاهدات في زمن لم يبق فيه شيء أبلغ من الردح والإثارة.
مثل هذه الأكاذيب الإعلامية وقود خطير لبذور العنف والغلو والتطرف وسبق لي أن قلتها مرارًا: إن في الجزيرة وضيوفها من يفرح ويغذي بؤر الإرهاب المحلي بجمل انتقائية لها مدلولاتها ودلالاتها المؤدلجة.
أحيانًا، يساورك الشك في أن النفيسة يسكن العمارة الخلفية لقناة الجزيرة من أجل القرب من قواعد اللعبة الإعلامية الخطيرة. يتكلم "الكويتي" في قناة "قطرية" عن حضور مفتعل مختلق لامرأة أمريكية داخل قاعة للحوار باللسان في مدينة سعودية ويتكلمون عن هذا الحضور الوهمي لسيدة واحدة ودورها الخطير في آلية التغيير الاجتماعي السعودي دون ذكر للحقائق الصارخة التالية: يسكتون عن ربع مليون جندي أمريكي يتوزعون بين مسقط جواز سفر الضيف الفضائي ومقر قاعدة "الجزيرة" حيث قناة "العديد" الأمريكية وحيث مقر القيادة الوسطى للجيش الأمريكي.
يتحدثون بالتزوير عن حضور امرأة متناسين آلاف المجندات اللاتي جئن إلى الخليج بالبنادق الرشاشة فوق المدرعات من أجل أهداف التغيير الأمريكية الواضحة المعلنة. هكذا تصبح القضية "امرأة واحدة" لنسكت عن مئات الآلاف من الجنود الأمريكيين في دولتين خليجيتين صار معها سكان هاتين الدولتين قلة مقابل الغالبية القادمة بالخوذة والبارودة.
هذه دول حرة في اتخاذ قراراتها السياسية ولها أن تستقدم من الشرق والغرب ما تشاء. كل مطالبنا منها أن توقف تلفونات العملة وأن تعيد وزن شحن البطاريات في بعض عقولها الأكاديمية المحلية.
وفي الوقت ذاته فأنا لا أطالب بوقف شحن البطاريات العسكرية الأمريكية.
هذا عهد ووعد بأن أعتزل الكتابة والعمل العام إذا ثبت لكم هراء النفيسة عن حضور امرأة أمريكية إلى المدينة المنورة إلا في خيال تلفون العملة الكويتي.
المصـــــدر
تحياتي
