مع النفيسة في وزارة التربية
د . علي سعد الموسى
ولأن أكاذيب تلفون العملة الكويتي عبدالله النفيسة من على منبر الجزيرة التحريضي أكبر من حصرها في مقال
فسأواصل اليوم تفنيد ما بدأته بالأمس. يقول هذا "المزور" إن عشرين أمريكياً يعملون اليوم في مبنى وزارة التربية والتعليم السعودية من أجل الوقوف على آلية تغيير المناهج.
المشكلة أن بيننا من يسمع له أو يخالجه الشك في قوله، بل إن بيننا من السذج من ستخدعه "لحية" النفيسة الديكورية دون أن يعلم ماضيه وحاضره اليساري الاشتراكي ودون أن يعلم أن هراءه الإعلامي ليس إلا تنفيساً وانتقاماً لماضي الحركة الشيوعية العربية حين سقطت تحت أقدام القطب الأمريكي.
إنه لا يدافع عن قيم محلية بقدر دفاعه عن مرجعية ثقافية لحركة سادت ثم بادت. أحمل له ملفاً ضخماً يفضح له هذه التوجهات لكننا الآن لسنا بصدد فتح الملفات الشخصية.
إنه ذات "النفيسة" التي رمتنا على نفس القناة في الماضي القريب بأننا مجرد "منهج" دراسي لتفريخ الإرهاب ثم عاد ليرمي ذات الوزارة بدجله الأخير حول الخبرات الأمريكية.
نقطتان:
الأولى: أن وزارة التربية والتعليم التي يتحدث عنها تقع على أعرض وأشهر شوارعنا السعودية وليست قبواً أو كهفاً نخفي فيها هؤلاء الخبراء قبل أن يكتشفهم النفيسة.
ثم إن فيها ما يقرب من خمسة آلاف موظف ويراجعها في اليوم الواحد ما يقارب هذا الرقم فكيف يسهل على "عيني" هذا النفيسة التي لم تأت لشوارعنا ذات يوم أن تكتشف ما لم تستطعه عشرون ألف عين مجردة تدخل هذا المبنى في اليوم الواحد.
الثانية: أنه لم يستطع صياغة الكذب والدجل بالصورة اللائقة ربما لأنه ضمن أن هناك من سيصدقها دون تمحيص أو تدقيق.
كان بإمكانه القول إن حركة تغيير المناهج في السعودية تخضع للمراقبة الأمريكية وإن الكتب المقترحة ترسل إلى دوائر خاصة في نيويورك في كراتين معلبة وكان بإمكانه أن يحبك تزويره بالقول إن الولايات المتحدة قد "كفتنا" كل العملية فقررت طباعة وتأليف مناهجنا في ميرلاند ودنفر.
كنت أتمنى منه أن يحترم عقله الأكاديمي ليؤطر لنا كيف يستطيع عشرون أجنبياً أعجمياً أن يساهموا في تغيير وتطوير كتب تخرج للمدارس بلغة عربية خالصة وكنت أتمنى منه أن يحدد لنا تخصصات هؤلاء العشرين فيذكر لنا خبراء الحديث والفقه والتوحيد والتجويد ليدلوا بدلوهم في المسألة.
كنت أتمنى منه لو أنه واصل رحلة الدجل فذكر لنا كم من بين هؤلاء الخبراء يعرف القراءات السبع وكم منهم يستطيع حفظ القرآن الكريم ليحذف من الآيات ما يتعارض مع المطلب الأمريكي وكم فيهم من المتخصصين في تخريج الأحاديث النبوية الكريمة ليحذف منها أيضاً ما يساير ترهات الاختطاف.
هذه مؤامرة إعلامية بالغة الخطورة وهذا تشجيع معلن من القناة وضيوفها على الإرهاب وهذا تحريض على القنابل وهذه دعوة خطيرة للإيغال في قتل واختطاف كل ذي سحنة شقراء في شوارعنا احتمالاً أن يكون أحدهم من أولئك الذين كانوا في خيالات هذا الكويتي.
هذه القناة هي المتحدث الرسمي باسم الرصاص الذي يضرب شوارعنا وهي وكيلهم الإعلامي.
أما أنا فأدعو النفيسة إلى أن نذهب معاً إلى الوزارة في الوقت والتاريخ الذي يحدده وسأتكفل له بإحضار كاميرا القناة المغرضة وتسهيل دخولها معنا، بل معه وحده لتفتح كل باب تشاء وتقلب كل ملف تشاء وتنقل كل الصور التي تشاء كي ننظف وننتظف من خيالاته المزعومة.
كي نعرف معاً أن الوجود الأمريكي موجود فقط في ذاكرة يساري اشتراكي ملأ "لحيته" بالزور والكذب.
المصـــــدر
تحياتي