الموضوع: الله جل جلاله
عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 27-06-2004, 05:15 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Talking اغتنام فرص الخير

اغتنام فرص الخير
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أشكر الأخت اليتيمة على هذه الكلمات المعبر الرائعة وجعلها الله في ميزان حسناتها بإذن الله تعالى واسمحي لي بهذه الإضافه :
أما بعد :
عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
( اغتنـم خمساً قبل خمس : حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك ، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك ) رواه البيهقي.
إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يلفت النظر في هذا الحديث الشريف إلى اغتنام الفرص للإكثار من عمل الخير، وذلك لأن كل قول أو عمل يقوم به الإنسان مسجل عليه، ومحاسب به يوم القيامة " يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ".
اسمع يا أخي المسلم إلى قول الله تعالى: " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " وقولـه ـ عز وجل ـ : " وكلَّ إنسان ألزمناه طائره في عنقه، ونخرج لـه يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا ، اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك رقيبا " وقوله ـ جل من قائل ـ : " ويوم تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون * وترى كل أمة جاثية، كل أمة تدعى إلى كتابـها، اليوم تجزون ما كنتم تعملون * هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق، إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون " ، واستمع إلى قول الله تبارك وتعالى : " فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هـاؤم اقرؤوا كتابيه * إني ظننت أني ملاق حسابيه * فهو في عيشة راضية * في جنة عالية * قطوفها دانية * كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية * وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لـم أوت كتابيه * ولـم أدر ما حسابيه * يا ليتها كانت القاضية * ما أغنى عني ماليه * هلك عني سلطانيه * خذوه فغلوه * ثم الجحيم صلوه * ثـم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه " .
واعلم أن الله سبحانه لفت النظر إلى قيمـة الوقت، فقد أقسم الله تعالى بكثير من مخلوقاتـه ليظهر قيمتها ومن جملتها الوقت فقال : " والضحى * والليل إذا سجى " " والفجر * وليال عشـر " " والليل إذا يغشى * والنهار إذا تجلى " " والعصر * إن الإنسان لفي خسر ".
واعلم يا أخي أن اليوم الذي يذهب لا يعود ، وإن الأجل قريب، وإن الموت حق لا ريب فيه : " فإذا جاء أجلـهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون " ولا يمنع من المـوت مانع، ولا يـحمي من الأجل إذا حضر شيء : " أينما تكونوا يدركّم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة " " كل نفس ذائقة الموت، وإنما توفون أجوركم يوم القيامة، فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز ، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور " .
إذا جنّ ليل، هل تعيش إلى الفجروكم من عليل عاش حينا من الدهروقد دخلت أجسادهم ظلمة القبروقـد نسجت أكفانـه وهـو لا يـدري تزوّد من الدنيـا فإنك لا تدريفكم من صحيح مات من غير علّةوكم من صغار يرتـجى طول عمرهموكم من فتـى يـمسي ويصبح لاهــيا
وما دام الأجل قريبا. وما دام الموت حقا، وما دام الحساب آتيا، فلماذا لا نسـتغل الفرصة، ونتوجه إلى الله بالتوبة والإنابة والاستغفار، ونقلع عما يغضب الرب، ونكثر من عمل البر والخير، فباب التوبـة مفتوح : "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحـمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعا، إنه هو الغفور الرحيـم " .
وليس الإنسان معصوما من الخطـأ، ولكن ربه غفور رحيم ، قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون )،
. عَنْ أبي موسى الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال : (إن اللَّه تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس مِنْ مغربها) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
فالعاقل من يغتنم فرص الخيـر، ويحسب ليوم الدين حسابه، فإذا أحسن فليحمد الله، وإن أساء فليسارع إلى التوبة والاستغفار.
أما أولئك العابثون اللاهـون الذين يهدرون أوقاتـهم بما يعود عليـهم بالوبال، ولا يبالون بالموقف المخيف، عندما يسألون عن أوقاتـهم، بماذا استغلوها؟ وكيف صرفوهـا؟. أما أولئك الذين استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله، فإننا نوجه إليـهم قوله تعالى : " فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون * يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنـهم إلى نصب يوفضون * خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة، ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون "
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
__________________