عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 06-07-2004, 12:47 PM
اليمامة اليمامة غير متصل
ياسمينة سندباد
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
الإقامة: السعودية
المشاركات: 6,889
إفتراضي الكويت تخسر العراق بعد ان خسرت العرب

يتعرض الدكتور اياد علاوي رئيس وزراء العراق الي حملة سباب مقذعة في الاعلام الكويتي ليس بسبب ماضيه في العمل مع وكالة المخابرات المركزية الامريكية عندما كان معارضا لنظام الحكم العراقي، وارساله سيارات مفخخة لهز الامن في بغداد، وانما لانه ارتكب خطيئة كبري لا تغتفر، وذلك عندما شكر في خطاب تسلمه للحكم جميع دول الجوار علي مساعدتها للشعب العراقي في التخلص من النظام باستثناء الكويت.

مجلس الامة الكويتي دخل علي الخط ايضا، وعقد جلسة نقاش ساخنة حول هذه المسألة تباري خلالها النواب في توجيه الاتهامات والالفاظ النابية للدكتور علاوي، وللعراقيين بشكل عام، باعتبارهم ناكري الجميل ، وانه مهما فعلنا للعراقيين لن يبين فيهم شيء علي حد قول احد النواب.

الكويتيون الذين فتحوا ثلاثة ارباع اراضيهم للقوات الامريكية التي اتخذتها كقاعدة انطلاق لـ تحرير العراق، يشعرون بالغضب من موقف رئيس الوزراء العراقي، وباتوا يطالبون حكومتهم، بعدم الاندفاع سياسيا وماليا تجاه بغداد، والتريث في مسألة الغاء الديون.

وما لا يعرفه الكويتيون، مسؤولين كانوا ام من عامة الناس، هو انهم باتوا مكروهين تماما من قبل معظم العراقيين، لانهم ساهموا بدور كبير في كل المصائب التي لحقت بهم، سواء عندما دعموا النظام اثناء الحرب ضد ايران، او عندما انقلبوا عليه بتعليمات امريكية، وكانوا بمثابة المصيدة لاستفزازه ودفعه الي غزو بلادهم لتبرير التدخل الامريكي العسكري في المنطقة.

فالذين احتفلوا في الكويت بتحرير العراق، وتباهوا بدور بلادهم في هذا التحرير، لا يستطيعون التواجد في اي مدينة عراقية في الشمال او الجنوب، بل ان السيارات الكويتية تتعرض للحرق فور عبورها حدود البلدين.

ولذلك لم يكن تجنب الدكتور علاوي ذكر اسم الكويت ضمن توجيهه الشكر لدول الجوار مجرد سهو او زلة لسان، وانما هو امر متعمد ومقصود، وهدفه ارسال رسالة واضحة الي الكويتيين شعبا وحكومة، تتوعدهم بالانتقام في الوقت المناسب وتضعهم في الخانة نفسها التي تضع فيها الحكومة الجديدة انصار النظام العراقي السابق.

فالدكتور علاوي لم يتدارك الموقف، ولم يحاول ان يعتذر عن هذا الخطأ، كأن يقول انه نسي ذكر الكويت في خطابه، ومرور ثلاثة ايام دون صدور اي توضيح من جانبه يؤكد ان اسقاط الكويت من بين كل دول الجوار، من المديح والثناء، كان امراً مقصوداً. وربما نذهب الي ما هو ابعد من ذلك، ونقرأ في هذا الاسقاط عدم اعتراف رئيس الوزراء الجديد بدولة الكويت، واعتبارها جزءاً من ارض العراق التاريخية.

المسؤولون الكويتيون ارتكبوا خطايا لا تغتفر في تعاملهم مع الملف العراقي، وتصرفوا بطريقة اكبر من حجمهم بكثير، وتطاولوا بكلمات نابية علي العرب والعروبة، واشهروا سيف العداء علي كل من اختلف معهم، ونسوا انهم مجرد دويلة صغيرة جدا، استخدمتها الولايات المتحدة كمخلب قط، وعندما حصلت علي مرادها في اطاحة النظام العراقي، رمت بها كأي منديل ورق.

الحكومة الامريكية لم تعد في حاجة الي الكويت، وليست في وارد تدليل حكومتها وشعبها، مثلما كان عليه الحال قبل الحرب الاخيرة، والدليل الابرز ان الرئيس جورج بوش اثناء زيارته للمنطقة بعد انتصار قواته في العراق، تجنب التوقف في الكويت، وبينما زار دولا اخري عديدة، وعندما عتب المسؤولون الكويتيون، لانهم لا يستطيعون الغضب من امريكا، عدل الرئيس الامريكي مسار رحلته، بحيث يشرّف الكويتيين بالمرور في اجوائهم فقط.
الكويت تمر حاليا بظرف صعب للغاية، فقد بدأت تحصد الحنظل المر بسبب سياسات حكومتها المتعجرفة المغرورة تجاه اشقائها العرب، وتآمرها علي العراق وشعب العراق، وتغول اعلامها في نهش اعراضهم بطريقة مقززة، وربما لا نبالغ اذا قلنا ان هذه السياسات ستؤدي الي نتائج سلبية علي امن الكويت واستقرارها فيما هو قادم من ايام.


من مجلة القدس العربي
__________________