عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 13-07-2004, 12:18 PM
عباس رحيم عباس رحيم غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: المملكة العربية السعودية - ينبع الصناعية ص ب : 30449
المشاركات: 113
إفتراضي

الجزء الثاني والأخير

المستشار وينقسم أمره إلى قسمين :
1 ) صفات المستشار 2 ) ما يجب على المستشار

أولاً : صفات المستشار
1 ) التخصص لأن النبي استشار في ثمار المدينة السعديين رضي الله عنهما ولم يستشر أبا بكر وعمر رضي الله عنهما وكذلك استشار عمر بن الخطاب رضي الله عنه حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها في كم تصبر المرأة على فراق زوجها لأنها أمر تعلمه النساء فقط
2 ) العلم قال البخاري : كان الأئمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم يستشرون الأمناء أهل العلم
3 ) التجربة أن يكون المستشار صاحب تجارب كثيرة في الأمر الذي تريد الاستشارة فيه قال البخاري في الأدب المفرد : ولا حيكم إلا ذو تجربة
4 ) الأمانة والكتمان لحديث (( المستشار مؤتمن )) رواه أبو داود وغيره وإسناده حسن
5 ) العقل وسدد الرأي والجدية فى الأمور
6 ) المعايشة للقضية المطروحة
7 ) التقوى والورع

ملاحظة : أعلم رحمك الله أنه قد لا تجتمع هذه الصفات فى شخص واحد ولكن قد تتجمع فى مجموعة أشخاص حيئنذ إستشير هؤلاء الأشخاص

ثانياً : ماذا يجب على المستشار ؟
1 ) الصدق في الرأي ومحض النصح للمستشير والتجرد وإذا كانت تشعر أنك لا تستطيع أن تقول رأيك بصدق فاعتذر ولا تطعه رأياً أعوج
2 ) التأني وعدم التسرع
3 ) التأمل والتفكير الطويل والنظر فى جميع جوانب الموضوع وأبعاده
4 ) طلب التفصيل والسؤال عن كل كبيرة وصغيرة في الموضوع
5 ) الأمانة والكتمان لحديث (( المستشار مؤتمن )) رواه أبو داود وغيره وسنده حسن
6 ) طلب الاستشارة من الغير عند عدم معرفة الصواب في الأمر وذلك بعد موافقة المستشير

الأمر المستشار فيه :
الأمور التي يستشار فيها يجب مراعاة ما يلي :
1- لا يجوز الاستشارة فى أمر فيه نص شرعي
2- أن تكون الاستشارة في الأمور المباحة أو الاجتهادية التي ليس فيها نص شرعي

ما هي الاستشارة الغير مباشرة :
الاستشارة هي صناعة رأي معين فى بعض الأحيان يتوصل إلى هذا الرأي عن طريق الاستشارة الغير مباشرة كوسائل الأعلام تصف قضية معينة لتصنع رأياً محدداً

ومن أخطار الاستشارة الغير مباشرة ما يسمى برأي العامة . كيف ؟
أحيان يقع حدث ما فيأتي العامة أو بعض الشباب للداعية أو يتصلون عليه بالهاتف فيقولون له وقع كذا وكذا لماذا لا تفعل كذا لماذا لا تلقى محاضرة أو خطبة جمعة . فيتأثر بهؤلاء وبرأيهم فيلقى محاضرة أو خطبة تكون نارية ( كما يقولون ) أو فيها كلام لا يناسب ذكره على العامة ثم قد يتعطل بعد ذلك خير عظيم كان سببه الاستشارة الغير مباشرة وتأثره برأي العامة أصبح الداعية بدل أن يقود هو العامة أصبحوا هم العامة الذين يقودون الداعية وهذه مسألة خطيرة فى صناعة الرأي وفى أتخذ المواقف

قصة :
أحد العلماء إلقاء محاضرة في أمريكا وقال رأيه عن حرب الخليج فى تلك الفترة فلما يناسب بعض الحضور الذين أخذوا يردوا على العالم ويقاطعه . فقال لهم العالم بهدوء : أنتم لا ترضون للعالم أن يكون عالم سلطه أليس كذلك قالوا : بل قال : وأنا لا أرضى لنفسى أن أكون عالم عامة إذا كنتم لا ترضون أن يكون العالم أداءه فى يد السلطة توجه كيف تشاء فأنا أيضاً لا أرضى لنفسى أن أكون عالم عامة توجهونني أنتم

موضوع الأقلية والأكثرية :
لا عبرة للأقلية والأكثرية فى الاستشارة قد يستشير عليك أنسان واحد برأي يكون صواب ويستشير عليك ألف برأي يكون خطأ .
العزيز لما أستشار قومه فى مصر بخصوص الرؤية التى رآه ماذا قالوا له كلهم قالوا : (( أضغاث أحلام وما نحن بتأوئل الأحلام بعالمين )) وكان الصواب مع واحد من هذه الجموع حيث قال : (( أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون يوسف أيها الصديق ))

فالقاعدة في باب الاستشارة : من استشارة لا كم استشارة
وكم قلنا سابقا : الاستشارة غنمها لك وغرمها على غيرك

ولا يلزم أن يكون المستشار أكبر منك سناً فقد يكون الصواب مع الصغير فقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يستشير ابن عباس رضي الله عنهما وعمر ابن عباس رضي الله عنهما حين تولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخلافة 15 عام

استشارة المرأة :
1 ) استشارة المرأة أمر مشروع ضمن أطار محدود لا إفراط ولا تفريط فقد جاءت مشاورة المرأة في القرآن في قوله تعالي : (( فإن أرادا فصالاً عن تراض وتشاور بينهما فلا جناح عليهما )) وذلك في شأن رضاعة الطفل فكيف بمستقبل الأبناء ونحو ذلك
2 ) أستشار الرسول صلى الله عليه وسلم لأم سلمه رضي الله عنها في الحديبية
3 ) كان عمر رضي الله عنه يستشير المرأة قال ابن سريع رحمه الله عن عمر رضي الله عنه : كان يستشير حتى كان يستشير المرأة فإذا أبصر في قولها الصواب أخذ به
4 ) أستشار عمر حفصة رضي الله عنهما في أمر المرأة كم تصبر عن زوجها ونزل عند رأيها

وأخيرا : لا تنسى لو كان أحد مستغنيا عن الاستشارة لا ستغنى عنها الرسول صلى الله عليه وسلم الذي ينزل عليه الوحي ومع ذلك يأمره الله بالاستشارة كما في قوله تعالي : (( وشاورهم في الأمر )) أذن غير الرسول صلى الله عليه وسلم أولى بالاستشارة وطلبها .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________


abbasraheem200@msn.com