الموضوع: الحمد
عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 17-07-2004, 11:12 AM
ابن الأمل ابن الأمل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2004
الإقامة: مصر
المشاركات: 46
إفتراضي

الجزء الثانى
أما عن صفات المؤمنين فلنا أن نقرأها فى سورة المؤمنون ولنعرض أنفسنا عليها حتى إذا ما تخلف عنا أحد أوصافها حسبنا أنفسنا خارجين عن ديننا يقول الله عز وجل (( قد أفلح المؤمنون ))
(( الذين هم فى صلاتهم خاشعون )) / قال بكر بن عبد الله ( يا ابن آدم إذا شئت أن تدخل على مولاك بغير إذن وتكلمه بغير ترجمان دخلت ) قيل وكيف ذلك ( تسبغ وضوءك وتدخل محرابك فإذا أنت قد دخلت على مولاك بغير إذن وتكلمه بغير ترجمان ) ولذا كان سعيد التنوخى إذا صلى لم تنقطع الدموع من خديه إلى لحيته ، ولذا كان الإمام على كرم الله وجهه إذا حضرت الصلاة يتزلزل ويتلون وجهه فيقال له مالك يا أمير المؤمنين فيقول ( جاء وقت أمانة عرضها الله على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملتها ) ، وهذا حفيده على ن الحسين إذا توضأ اصفر لونه فيقول له أهله ما يعتريك عند الوضوء فيقول ( أتدرون بين يدى من أريد أن أقوم ) ؟
(( والذين هم عن اللغو معرضون )) / وليسوا فقط معرضين عن الكلام وإنما معرضون عن مجرد السماع قال سحانه (( فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا فى حديث غيره إنكم إذا مثلهم )) واللغو ليس ما يغضب الله وإنما هو كل ما لا يكون فيه رضاء لله عز وجل وقيسوا على هذا كل ما نحن والهون فى حب سماعه من أفلام ومسلسلات وأغانى و.. و... وأبشع من هذا الأجنبيات وكل ما يأتى من مستودع الشرك والإلحاد
(( والذين هم للزكاة فاعلون )) / ولن أقول فى هذا إلا أنه إذا كان القضاء فى حقوق الله يرجع إلى الله وهو رحمن رحيم فالقضاء فى حقوق العباد يرجع إلى العباد وهم جبارون مهلكون
( والذين هم لفروجهم حافظون () إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين () فمن ابتغر وراء ذلك فأولئك هم العادون )) / والعادون هم الذين قال الله عز وجل عنهم (( ومن يتعدى حدود الله فقد ظلم نفسه )) وهم الفاسقون الذين ارتدوا عن مرتتهم الإنسانية إلى المرتبة الحيوانية الشهوانية
(( والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون )) / قال ابن عمر ( أول ما خلق الله من الإنسان فرجه وقال هذه أمانة استودعتها فلا تلبسها إلا بحق فإن حفظتها حفظتك فالفرج أمانة والأذن أمانة والعين أمانة واللسان أمانة والبطن أمانة واليد أمانة والرجل أمانة ولا إيمان لمن لا أمانة له ) فوالله يا إخوانى وهذه كلمات يسألنى الله عز وجل عنها يوم القيامة والكلمة يا إخوانى أمانة والنظرة عهد فكم من كلمة أوردت صاحها الموارد وكم من نظرة أوردت صاحبها المهالك
(( والذين هم على صلاتهم يحافظون )) / أترون قوله تعالى (( فويل للمصلين () الذين هم عن صلاتهم ساهون )) أتدرون أن هؤلاء الساهون ليسوا هم الذين يضيعون الصلاة وإنما هم الذين يؤخرونها لآخر وقتها بغير عذر أتدرون أن الويل الذى توعدهم الله سبحانه به هو وادى فى جهنم أسمعتم قوله صلى الله عليه وسلم (( الصلاة عماد الدين فمن أقامها فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين ))أعلمتم الآن لماذا أخذت الصلاة صفتين من صفات المؤمنين ؟ لماذا كان المؤمنون غير موصوفين بالصلاة وإنما موصوفون بالمحافظة عليها والخشوع فيها ؟ هؤلاء هم المؤمنون فهنيئا لهم الفردوس التى هم فيها خالدون
الأصل الثالث / التمام :- ليس المطلوب أن تكون مؤمنا ولا أن تكون كامل الإيمان وإنما أن تكون تام الإيمان ومأخذ هذا من من مدح الله عز وجل لإبراهيم عليه السلام الذى سمانا المسلمين من قبل قال تعالى (( وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن )) وكانت آخر آية نزلت (( اليوم أكملت لكم دينكم )) بأن نزل القرآن كاملا (( وأتممت عليكم نعمتى )) بأن جاء فى كمال القرآن بيان وسائل تمام الدين فقال تعالى (( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )) فكان التمام بالسنة النبوية المطهرة التى بينت وفصلت ووضحت فأدخلت مع الحرام والحلال المكروه والمستحب الذين عناهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله (( الحلال ين والحرام بين وبينهما مشبهات لا يعلمها كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع فى الشبهات كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله فى أرضه محارمه ألا وإن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب )) فالمشبهات هى التى تقع بين الحلال والحرام وتفضى إلى الحرام مثل النظر إلى الأجنبيات وكثرة التساؤلات كما قالوا ( من كثر حديثه كثر سقطه ) فقد شبه صلى الله عليه وسلم من يحوم حول الحرام بالراعى الذى يرعى حول الحمى كما يوشك الغنم أن يقع فى الحمى لضعف سيطرة الراعى عليه توشك النفس أن تقع فى الحرام لضعف سيطرة الإنسان عليها فكمال الإيمان من كمال الدين الذى بين الله فيه حمى الله الذى قال عنه رسوله (( ألا وإن حمى الله فى أرضه محارمه )) أى ما حرمه الله وتمام الإيمان من تمام الدين بأن نهى الله ورسوله عن المشبهات فأبعداك عن الحرام محطتين كاملتين فلزم من ذلك تمام الدينأما بعد فيا إخوانى هذه الأصول الثلاثة لا أقصد فيها أن الإسلام قول والإيمان يقين وتمامه عمل وإنما أقصد كل منها باعتبارها أصلا قائما بذاته يؤدى اجتماع ثلاثتها معا لا إلى أن ندخل الجنة وإنما إلى أن نستحق رحمة ربنا التى بها ندخل الجنة قال تعالى (( ورحمتى وسعت كل شئ فيأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون () الذين يتبعون الرسول النبى الأمى...... )) لذا فإن كل إصل من هذه الأصول يستلزم أساسا يستند عليه والأساس الذى بنيت عليه كل واحد منهم هو الإخلاص الإخلاص فى الإسلام والإخلاص فى الإيمان والإخلاص فى تمام الإيمان فالناس هلكى إلا العالمون والعالمون هلكى إلا العاملون والعاملون هلكى إلا المخلصون والمخلصون على خطر عظيم
وهنا أقول بأن كل ما يملأ فراغ الشاب غير الله عز وجل باطل لأننا موجودون فى وجود لله لا نستقل بوجودنا عن وجوده فنحن وكل مخلوقاته كالنقاط مختلفة الألوان على الصفحة البيضاء كل نقطة مستقلة عن الأخرى بلونها ولكن لا تستطيع هذه النقطة مهما حاولت أن تخرج عن الصفحة وتستقل عنها لأنها جزء لا يتجزء منها وبمجرد ما تنتهى مهمتها يمسح لونها ليعود مكانها أبيضا كما كان فكأن اللون كان علامة على أنها هنا لذا يقول الله عز وجل (( إنا نحن نرث الأرض ومن عليها )) ولذا يقول المعصوم صلى الله عليه وسلم (( أمرت أن يكون كلامى ذكرا وصمتى فكرا ونظرى عبرا )) فمجرد الإستقلال بالتفكير عما سواه باطل لأن الإستقلال بالوجود عنه باطل
الآن يا إخوانى أخركم أنا لست واحدا غيركم أنا واحد منكم أحب ما تحبون وأكره ما تكرهون أعيش حياتكم وأعلم ما تجول به أفكاركم وإنما أنا علمت شيئا قلته ولن أتفضل عليكم إلا إذا عملت ولم تعملوا فبحق الله عليكم اجعلوا أنفسكم لائقين بأن تكونوا خلفاء الله فى أرضه
وبالله عليكم كيف تكونون خلفاء الله فى أرضه وأنتم على هذه الحال أنت لا تخلفون ربا قليلا أنتم تخلفون را خلق السماوات والأرض فى ستة أيام ربا قبض على السماوات بيمينه كما تقبضون على ذرة رمل (( والسماوات مطويات بيمينه )) ربا خلقكم أنتم وأعطاكم علمكم (( وفى أنفسهم أفلا يبصرون ))
يا إخوانى من وصلته رسالتى هذه فليجعل منها نسخا يعطيها لمن يعرفهم أنا لا أقول أن بها الكثير وإنما أنا أقول أن بها ما يمكن أن يهدى إنسانا واحدا على الأقل قال صلى الله عليه وسلم (( لأن يهدى بك الله رجلا واحدا خير لك من حمر النعم ))
فبالله عليكم اجعلوا الله عز وجل يفخر بكم ويقول هؤلاء عبادى هؤلاء خلفائى هؤلاء خلقتهم يدى هؤلاء صنعتى اجعلوا ربا عظيما كهذا يفخر بكم
__________________

الأمل
ابــــ ـــن