عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 19-07-2004, 02:23 PM
الطويـــــــل الطويـــــــل غير متصل
اعــرف نفســك
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
الإقامة: بلاد المقابر الجماعية
المشاركات: 129
إفتراضي

( 6 )



( المقاتلون العرب يستخفون بنداءات شيوخ ووجهاء الفلوجة ؟؟؟ )



حتى عندما أدرك بعض الشيوخ والعقلاء في الفلوجة ، أنّ هؤلاء ( المجاهدين ) ، يقودون الفلوجة الى حتفها وخرابها الأكيد ، فطلبوا من أهالي الفلوجة البقاء في منازلهم في الليل ، ليتسنى لوجهائهم وكبرائهم انقاذ مايمكن انقاذه ، ووقف اطلاق النار ، واستعادة المدينة للهدوء والأستقرار ، وعودة آلاف العوائل البائسة ، التي تشرّدت بفضل هوس ( المجاهدين ) ، وتعطشهم لمناظر الجثث والدماء والبيوت المهدّمة ..
سارع هؤلاء ( المجاهدون ) ، الى استنكار تلك النداءات ، ورفض الأنصياع لها ، وهذا دليل آخر على أنّ هؤلاء القتلة لم يكونوا يعيرون اهتماما لأحد من أهالي الفلوجة كبيرا كان أم صغيرا ، ولم تستفز ضمائرهم النتنة ، الدمـار الذي حاق بالفلوجة وأهلها ..
وأنّى لهم ذلك ، وهم من كانوا يتباهون علنا ، ومازالوا ، بقدرتهم على تجهيز السيارات المفخخة ، لقتل أكبر عدد ممكن من العراقيين الأبرياء ، على امتـداد أرض الرافـدين !.
يكتب ( أبو أنس الشامي ) عن هذا الوضــع :

(( بينما نحن في تجوالنا نحرضّ الناس ونستحثهم تناهى إلى أسماعنا أصواتُ بعض منابر المساجد وهي تنادي في الناس .؟ بالجهاد ؟ .. لا.. فبماذا إذاً ؟ لقد اُنتدب بعض أئمة المساجد وكيلاً عن الاحتلال منادياً بحظر التجوال ولزوم المنازل !!! من السابعة ليلاً إلى السادسة صباحاً وكان لهذا النداء وقع الصاعقة.. فبدل نداء الجهاد .. وأن يقال للناس يا خيل الله اركبي وبالجنة ابشري .. إذا بنا نسمع هذا النداء المتخاذل فكنت كمن صكه عدو بقبضة يده في غفلةً منه وعلى حين غرة فقد توازنه ومادت به الأرض لقد كنا نسمع لهؤلاء دوياً كعصف الرياح قبل سقوط النظام دعوةً إلى الجهاد وحديثاً عن ذروة السنام .. ثم صمت القومُ صمت أهل القبور حين طويت صفحة الطاغية البائد.. فلم ينبس أحدٌ منهم - إلا ما شاء الله ببنت شفه وغاص نداء الجهاد في الأرض السابعة ورُدمت أباره وعفا أثرها .. لم يكتفي هؤلاء بهذا الخذلان، ولم يشبعوا من القعود على الذل والهوان .. حتى رضوا لأنفسهم أن يخذلوا الأمة وأن يخذّلوها .. في منعطف اللوى .. !!! والى الله المشتكى.
أصّم الشباب أذانهم ومضوا في جهادهم فقد أدركوا قديماً أن هذا الثالوث ( العمائم والولائم والهزائم ) مضى زمنه وولى أوانه !!! .. وان دين الله ليس تفهيقات وشقشقات تجلجل بها الحناجر على المنابر ثم ينفضّ السامر كأن لم يكن شيء .... وثبت المجاهدون مرابطين وهم يرددون : إن كنت إمامي فكن أمامي !
)) !!!!!!!

ويبلغ الطيش والأستهتار ، بأرواح الناس ، حدأ لايحتمل عند هؤلاء ( الأرهابيين ) ، وتأبى نفوسهم العليلة السوداء ، أن تركن الى مايريده كبار وعقلاء ووجهاء وشيوخ وأهل الفلوجة المسالمين لمدينتهم ، من حقن للدماء وانقاذ للأرواح والممتلكات وعودة العوائل المشرّدة الى بيوتها ..
وكيف يستطيع أبناء الفلوجة ، تحقيق ذلك ، وهم أنفسهم ، الذين أدخلوا القتلة والمجرمين الى بيوتهم ، وسلّموا لهم قيادهم ؟؟؟ !! :

يكتب أبو أنس الشامـي : (( هدأت الحرب الموارة في حي نزال مع حلول الظلام . وكنتُ قد عزمت على أمرين في الليلة الماضية فلما كان بعد الظهر مضيتُ إلى مسجد الفرقان وامسكتُ الميكرفون وجعلت اصرخ وأنادي بكل ما أوتيت من قوة : حي على الجهاد.. يا خيل الله اركبي وبالجنة ابشري .. لقد كنت اشعر من أعماق قلبي أن ما جرى بالأمس من بعض الأئمة عارٌ لا يمسحه إلا أن تعود المنابر تصرخ مرة أخرى بنداء الحق ودعوة الجهاد.. وتناهى إلى أسماعنا أن هيئة علماء المسلمين وجهت نداءات الاستغاثة إلى أحرار العالم وإلى الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية .. التدخل لإنهاء الأزمة وإنقاذ الناس . كما وطالبت الناس بخروج في مظاهرات سلمية !! وانتبه أخي القارئ الكريم إلى هذا القيد - سلمية - فانه مهم جداً .. حتى لا يتوهم متوهم أن هيئة العلماء جماعة متطرفة وتؤمن بالعنف وحتى لا تسول لأحد نفسه أن يحمل معه خنجراً أو سكيناً يخوّف به الجنود الأمريكيين الطيبين .. !!!!!! )) .

أما أميـرعصابة الأوغاد ( أبو مصعب الزرقاوي ) ، فقد كان يقبع في الضفة الأخرى من النهر .. يراقب ما يحدث في الفلوجة ، بعينين دمويتين .. ويحلم بتوسيع حدود امارته الجديدة ، على أنقاض امارة طالبان المقبورة .. بينما يقوم وغد حقير من الرمادي ، بنقل الأخبار اليه يوميا من الفلوجة ، ثم يعود محمّلا بأوامر القائـد ، وكميات من الأسلحة والأرهابيين ! :

(( في هذه الأثناء أرسل إلينا الشيخ أبو مصعب الزرقاوي حفظه الله يستشيرنا في المجيء ليشارك بنفسه مع الشباب ويُلح في هذا وبقوة وكان رأي جميع الأخوة الكبار ألا يفعل وسألناه بالله وأقسمنا عليه ألا يفعل ضناً به و حفاظاً عليه .... وحتى لا تتوحش أمريكا أكثر و أكثر إذا تسرب خبر وجوده في ساحة الفلوجة .. ولكننا كنا معه على اتصال يومي وكان رسوله في ذلك البطل الزاجل أبو عبد الرحمن من البوبالي ناحية الرمادي .. كان يغدو ويروح كل يوم بالبلم (الزورق) تارةً وسباحةً أخرى والرصاص فوق رأسه ، وكان لنا نعم الرديف والمعين - فبالإضافة إلى نقل الرسائل فقد تولى نقل كميات من السلاح والإشراف على عبور كثير من الإخوة . !! )) .




يتبــع ...
__________________
( يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ )


(( لولا أني عرفت حقيقة الإسلام العظيم .. الإسلام الرحيم .. الإسلام الحكيم .. الإسلام الإنساني .. لكفرت بإسلام لا يعرف إلا القتل .. ولكرهت هذا الإسلام أيما كره ، ولحقدت على أهله أيما حقد ، ولحاربته حربا لا هوادة فيها . ))