عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 25-07-2004, 04:24 PM
ابن الأمل ابن الأمل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2004
الإقامة: مصر
المشاركات: 46
إفتراضي الجزء الثانى

( 2 )

مزاعم يهودية

1) إن مزاعم الحق التاريخى لليهود فى فلسطين تتهافت أمام حق العرب المسلمين فى أرضهم فأبناء فلسطين عمروا هذه الأرض قبل نحو 1500 عام من إنشاء اليهود دولتهم واستمروا أثنائها ولقد حكم اليهود أجزاء من فلسطين – وليس كلها – حوالى أربعة قرون خصوصا بين ( 1000- 586 ق.م ) وزال حكمهم كما زال حكم غيرهم من الدول كالآشوريين والفرس والفراعنة والإغريق والرومان بينما ظل شعب فلسطين راسخا فى أرضه وكان الحكم الإسلامى هو الأطول ( 636- 1917م ) باستثناء الفترة الصليبية ( 90 عاما ) أى نحو 1200 سنة وقد انقطعت صلة اليهود عمليا بفلسطين نحو 1800 عام ( 135م وحتى القرن العشرين ) دون أن يكون لهم أى تواجد سياسى أو حضارى أو ريادى فيها بل وحرمت تعاليمهم الدينية العودة إليها وإن أكثر من 80% من اليهود المعاصرين – حسب دراسات عدد من اليهود أنفسهم - لا يمتون تاريخيا بأى صلة لفلسطين كما لا يمتون قوميا لبنى إسرائيل فالأغلبية الساحقة ليهود اليوم تعود إلى يهود الخزر ( الأشكناز ) وهى قبائل تترية- تركية قديمة كانت تقيم فى شمال القوقاز وتهودت فى القرن الثامن الميلادى فإن كان ثمة حق عودة لليهود فهو ليس إلى فلسطين وإنما إلى جنوب روسيا

ثم إن دعوى تعلق اليهود بفلسطين وارتباطهم بها لا تقف أمام حقيقة أن معظم بنى إسرائيل رفض الإنضمام إلى موسى عليه السلام فى مسيرته للأرض المقدسة ( أقول/ وقد ضروه أشد الضرر حتى جعلوه يدفن خارجها دون أن يدخلها مرة واحدة وكان هذا حلمه وهدف بعثته الذى حارب طويلا من أجله حتى يدعو الله عز وجل وهو الذى يملك مفاتيح التيه أن يقربه منها عند موته رمية بحجر ولولا قدره عند ربه ما لبى دعوته نقمة عليهم ) كما رفض معظمهم العودة إليها من بابل بعد أن عرض عليهم الإمبراطور الفارسى ( قورش ) ذلك ، وطوال التاريخ وحتى أيامنا هذه لم تزد أعداد اليهود فى فلسطين فى أفضل أحوالهم عن 40% من يهود العالم

2) تعود نشأة الحركة الصهيونية التى سعت لإنشاء كيان يهودى فى فلسطين إلى ظهور النزعات الصهيونية – المؤيدة لتجميع اليهود فى فلسطين – وسط مسيحييى أوروبا وخصوصا البروتستانت منذ القرن السادس عشر وإلى ظهور الأيديولوجيات القومية والوطنية ونشوء الدولة القومية فى أوروبا خصوصا فى القرن التاسع عشر وإلى نشأة ( المشكلة اليهودية ) خصوصا فى أوروبا الشرقية وما تعرض له اليهود من اضطهاد على يد الروس وإلى تمكن اليهود من الوصول إلى عدد من دوائر النفوذ فى أوروبا وأمريكا بالإضافة إلى فشل حركة الإستنارة اليهودية ( الهسكلا ) التى سعت إلى دمج اليهود فى المجتمعات التى يعيشون فيها

3) إن فكرة إنشاء الكيان اليهودى ليقوم بدور ( الدولة الحاجزة ) والتى دعمها الإستعمار الغربى وخصوصا بريطانيا تمثل ذروة الخطر الغربى- الصهيونى فى قلب العالم الإسلامى إذ تهدف إلى شطر جناحى العالم الإسلامى فى آسيا وأفريقيا إلى شطرين منفصلين وهى بذلك تسعى إلى منع وحدته وإضعافه وإبقائه مفككا وعاجزا عن النهضة قابعا فى دائرة التبعية كما تهدف إلى منع ظهور قوة إسلامية كبرى تحل مكان الدولة العثمانية التى كان يتم القضاء عليها فى ذات الوقت ، إن معادلة بقاء الكيان اليهودى- الصهيونى واستقراره ونموه – فى وسط معاد – مرتبطة بضمان ضعف ما حوله من أقطار المسلمين وتفككها وتخلفها ، وكذلك فإن معادلة نهضة الأمة ووحدتها وقوتها مرتبطة بالقضاء على المشروع اليهودى- الصهيونى الجاثم على قلبها

4) نشأت المنظمة الصهيونية العالمية فى بال بسويسرا فى أغسطس 1897 بقيادة تيودور هرتزل وربطت نفسها بالمشروع الإستعمارى الغربى وفشلت فى الحصول على أى شئ ذا قيمة حتى نهاية الحرب العالمية الأولى والحركة الصهيونية حركة عنصرية قائمة على ديباجات وخلفيات دينية وتراثية وقومية يهودية وشرط نجاحها مرتبط بإلغاء حقوق أهل فلسطين العرب فى أرضهم والحلول مكانهم ولا فرق فى جوهر الفكرة الصهيونية بين تيارات علمانية أو اشتراكية أو دينية أو ثقافية أو سياسية فكلهم فى النهاية صهاينة توفيقيون يسعون إلى الأهداف العليا نفسها



الدور البريطانى والإحتلال الصهيونى

1) تبنت بريطانيا المشروع الصهيونى فأصدرت فى نوفمبر 1917 وعد بلفور بإنشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين وتمكنت من إتمام احتلالها لفلسطين فى سبتمبر 1918 وتنكرت لوعودها للعرب بزعامة الشريف حسين بالحرية والإستقلال وقسمت دوائر النفوذ فى بلاد الشام والعراق بينها وبين فرنسا وفق اتفاقيات سايكس- بيكو ( مايو 1916 ) التى خططت لجعل فلسطين منطقة دولية ثم إن بريطانيا استأثرت بفلسطين وفق اتفاقيات سان ريمو ( إبريل 1920 ) وتمكنت من إدماج وعد بلفور فى صك انتدابها على فلسطين الذى قررته لها عصبة الأمم فى يوليو 1922

2) فتحت بريطانيا خلال احتلالها لفلسطين 1918- 1948 الأبواب للهجرة اليهودية فتضاعف اليهود من 55 ألفا سنة 1918 إلى 646 ألفا سنة 1948 ( أى من 8% من السكان إلى 31% ) كما دعمت تملك الأراضى فتزايدت ملكية اليهود للأرض من نحو نصف مليون دونم ( 2% من الأرض ) إلى نحو مليون و800 ألف دونم ( 6.7% من أرض فلسطين ) تسربت إلى اليهود فى الغالب من الحكم البريطانى أو من أيد غير فلسطينية وتمكن شعب فلسطين رغم قساوة الظروف والمعاناة من الصمود فى أرضه طيلة ثلاثين عاما محتفظا بأغلبية السكان 69% وبمعظم الأرض 93.3% وقد تمكن اليهود تحت حماية الحراب البريطانية من بناء مؤسساتهم الإقتصادية والسياسية والتعليمية والعسكرية والإجتماعية وفى سنة 1948 كانوا قد أسسوا 292 مستعمرة وكونوا قوات عسكرية من الهاغاناه والأرغون وشتيرن يزيد عددها عن سبعين ألف مقاتل واستعدوا لإعلان دولتهم

3) رغم أن المؤامرة على فلسطين كانت أكبر بكثير من إمكانات الشعب الفلسطينى إلا أن الشعب الفلسطينى رفض الإحتلال البريطانى والمشروع الصهيونى وطالب بالإستقلال وقامت التيارات الوطنية والإسلامية بزعامة الحاج أمين الحسينى بالتعبئة الشعبية والتحركات السياسية والثورات العارمة فكانت ثورة القدس 1920 ويافا 1921 والبراق 1929 وأكتوبر 1933 وحركة الجهادية بقيادة القسام وعصابة الكف الأخضر ومنظمة الجهاد المقدس وتحت ضغط الثورة الكبرى 1936- 1939 اضطرت بريطانيا فى كتابها الأبيض ( مايو 1939 ) ظان تتعهد بقيام الدولة الفلسطينية خلال عشر سنوات وأن توقف بيع الأرض لليهود وأن توقف الهجرة اليهودية بعد خمس سنوات ولكنها تنكرت لالتزاماتها فى آخر 1945 وعادت الحياة للمشروع الصهيونى من جديد برعاية أمريكية

4) فى 29 نوفمبر 1947 أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار رقم 181 بتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية ( نحو 54% للدولة اليهودية و 45% للدولة العربية و1% منطقة دولية هى منطقة القدس ) وقرارات الجمعية العامة ليست قرارات ملزمة حتى ضمن مواثيق الأمم المتحدة نفسها ، والقرار نفسه مخالف للأساس الذى قامت عليه الأمم المتحدة وهو حق الشعوب فى الحرية وتقرير مصيرها بنفسها ، ثم إن الشعب الفلسطينى المعنى أساسا بالأمر لم تتم استشارته ولا استفتاؤه فضلا عن الظلم الفادح فى إعطاء الأقلية اليهودية الدخيلة المهاجرة الجزء الأكبر والأفضل من الأرض

لنا عودة إن شاء الله تعالى مع الجزء الثالث من السلسلة