عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 27-07-2004, 06:10 PM
ابن الأمل ابن الأمل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2004
الإقامة: مصر
المشاركات: 46
إفتراضي

[( FONT=Arial]
( 3

إعلان قيام الدولة الغاصبة

1) أعلن الصهاينة دولتهم إسرائيل فى مساء 14مايو 1948 وتمكنوا من هزيمة الجيوش العربية التى مثلت نموذجا لسوء القيادة وضعف التنسيق وقلة الخبرة ووقوع عدد منها تحت النفوذ الإستعمارى واستولى الصهاينة على نحو 77% من أرض فلسطين وشردوا بالقوة 800 ألف فلسطينى خارج المنطقة التى أقاموا عليها كيانهم من أصل 925 ألفا كانوا يسكنون فى هذه المنطقة ودمروا 478 قرية فلسطينية من أصل 585 قرية كانت قائمة فى المنطقة المحتلة وارتكبوا 34 مجزرة أما بالنسبة لما تبقى من فلسطين فقد قامت الأردن بضم الضفة الغربية رسميا إليها ( 5878 كم2 ) كما وضعت مصر قطاع غزة ( 363 كم2 ) تحت إدارتها وقد وافقت الأمم المتحدة على دخول الكيان الصهيونى ( إسرائيل ) فى عضوية الأمم المتحدة بشرط السماح بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم وهو ما لم يفعله الكيان الصهيونى مطلقا

2) سادت شعارات ( قومية المعركة ) و ( الوحدة طريق التحرير ) الفترة بين 1948- 1967 وتولت الأنظمة العربية بقيادة جمال عبد الناصر زمام المبادرة بينما تراجع الدور القيادى الوطنى الفلسطينى مفسحا المجال للحل العربى غير أن الأنظمة العربية افتقدت المنهجية الصحيحة والجدية والإرادة الحقيقية للقتال وتبتت المقاومة الفلسطينية لأسباب تكتيكية مرحلية وليس ضمن خطة استراتيجية شاملة وانشغلت بدغدغة عواطف الجماهير بدلا من إعدادها للمعركة بينما كان الكيان الصهيونى ( الغض ) يشتد ويزداد قوة ورسوخا



المقاومة الشعبية ومنظمة التحرير الفلسطينية

1) أنشئت منظمة التحرير الفلسطينية سنة 1964 برئاسة أحمد الشقيرى وبدعم مباشر من جمال عبد الناصر الذى خشى أن يفلت زمام القضية من يديه بعد أن بدأت الساحة الفلسطينية تموج بالحركات السياسية والتنظيمات وخصوصا ( فتح ) التى ترجع جذورها إلى سنة 1957 وهدفت منظمة التحرير الفلسطينية إلى تحرير الأرض المحتلة سنة 1948 وشدد ميثاقها على الكفاح المسلح طريقا وحيدا للتحرير ورحب عامة الفلسطينيين بها باعتبارها تجسيدا للهوية الوطنية والكيانية الفلسطينية بعد تغييب طويل وفى عام 1968 انضمت المنظمات الفدائية الفلسطينية وعلى رأسها ( فتح ) إلى منظمة التحرير الفلسطينية وتولى ياسر عرفات زعيم فتح قيادة المنظمة منذ فبراير 1969 وفى سنة 1974 أقرت الأنظمة العربية لمنظمة التحرير الفلسطينية بأنها الممثل الشرعى الوحيد للشعب الفلسطينى وتم تمثيلها فى العام نفسه بصفة عضو مراقب فى الأمم المتحدة

2) كانت حرب يونيو / حزيران 1967 هزيمة مرة للأنظمة العربية ففى بضعة أيام ضاع باقى فلسطين فسقطت الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة وتم تشريد 330 ألف فلسطينى كما سقطت الجولان السورية ( 1150 كم2 ) وسيناء المصرية ( 61198 كم2 )



تهويد فلسطين وقضية اللاجئين

1) واصل الكيان الصهيونى تهويد أرض فلسطين بشكل حثيث وسعى لاجتثاث هويتها الإسلامية ومعالمها الحضارية فقد صادر حوالى 97% من الأرض التى احتلها سنة 1948 بما فى ذلك أراضى وأملاك الفلسطينيين الذين قام بتشريدهم ومعظم الأوقاف الإسلامية والكثير من أراضى من بقى من العرب هناك وبنى الصهاينة 756 مدينة وقرية استيطانية فى الأرض المحتلة علم 1948 وبعد حرب 1967 صادر الصهاينة 60% من مساحة الضفة الغربية وبنى فوقها 192 مستعمرة كما صادر 30% من مساحة قطاع غزة وبنى فوقه 14 مستوطنة

وبينما حرم الكيان الصهيونى أبناء فلسطين من العودة إلى أرضهم فتح أبواب الهجرة اليهودية إلى فلسطين فهاجر إليها اكثر من مليونين و800 ألف يهودى خلال الفترة من 1949- 2000 ليبلغ العدد الكلى لليهود حوالى خمسة ملايين

2) ركز الصهاينة على تهويد مدينة القدس فسيطروا على 86% منها وملئوها بالمهاجرين اليهود ( 450 ألف يهودى مقابل 200 ألف فلسطينى حسب إحصائيات سنة 2000 ) وفى منطقة القدس الشرقية – حيث المسجد الأقصى – أسكنوا نحو 200 ألف يهودى بعد أن أحاطوها بسوار من المستوطنات اليهودية يعزلها عن محيطها العربى الإسلامى وأعلنوا أن القدس عاصمة أبدية للكيان الصهيونى واهتم اليهود الصهاينة بالسيطرة على المسجد الأقصى فصادروا الحائط الغربى للمسجد الأقصى حائط البراق ( الذى جعلوه حائط المبكى ) ودمروا حى المغاربة المجاور له وصادروا أرضه وأنهوا حتى الآن عشرة مراحل من الحفريات تحت المسجد الأقصى وحفروا أربعة أنفاق بشكل يهدد بانهيار المسجد فى أى لحظة وتشكل نحو 25 تنظيم إرهابى يهودى يهدف إلى تدمير الأقصى وإقامة الهيكل اليهودى مكانه وقاموا خلال 1967- 1998 بأكثر من 112عمل عدائى ضد المسجد الأقصى 72 منها بعد اتفاق أوسلو 1993 وكان أشهر الإعتداءات حرق المسجد الأقصى فى 21 أغسطس 1969

3) تمسك اللاجئون الفلسطينيون بحقهم فى العودة إلى أرضهم ورفضوا كل مشاريع توطينهم خارج أرضهم والتى وصلت إلى 243 مشروعا ورغم أن الأمم المتحدة أصدرت أكثر من 110 قرارات بحق اللاجئين فى العودة إلا أن أيا منها لم ينفذ بسبب إصرار الكيان الصهيونى على رفضها وعدم جدية الدول الكبرى والمجتمع الدولى فى إجباره على ذلك ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المهجرين من الأرض المحتلة منذ سنة 1948وحتى وقتنا هذا أكثر من خمسة ملايين بالإضافة إلى ما يقرب من نحو مليون فلسطينى من أبناء الضفة والقطاع محرومون من حق العودة إلى أرضهم وتمثل فضية اللاجئين الفلسطينيين أقدم وأطول وأكبر مأساة إنسانية للاجئين فى القرن العشرين

4) تعاملت الأمم المتحدة مع قضية فلسطين كقضية لاجئين منذ 1949 وحتى بداية السبعينيات من القرن العشرين ومنذ 1974 أخذت تصدر قرارات كثيرة بأغلبية ساحقة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بإعطاء الفلسطينيين حق تقرير المصير وبشرعية الكفاح الفلسطينى ( بما فيه الكفاح المسلح ) لاسترداد الحقوق المغتصبة وباعتبار الصهيونية شكلا من أشكال التفرقة العنصرية وبحق اللاجئين غير القابل للتصرف فى العودة إلى أرضهم لكن الولايات المتحدة وحلفائها كانوا على استعداد دائم لدعم الكيان الصهيونى فى رفض هذه القرارات وتجاهلها وإجهاضها واستخدام حق النقض ( الفيتو ) لمنع التنفيذ العملى لأى منها فى الوقت الذى استخدموا فيه هذه الشرعية الدولية لإقامة الدولة الصهيونية على أرض فلسطين وترسيخ وجودها مما يكشف عن الوجه القبيح الظالم لهذه الشرعية

5) مثلت الفترة من 1967- 1970 الفترة الذهبية للعمل الفدائى والمقاومة الفلسطينية غير أنها حرمت منذ 1971 من استخدام الساحة الأردنية ورغم تركزها بعد ذلك فى الساحة اللبنانية إلا أنها عانت من محاولات الاستهداف والاجتثاث خلال الحرب الأهلية اللبنانية 1975- 1990 وأسهم العدوان الصهيونى المستمر على لبنان واجتياحه الجنوب اللبنانى سنة 1978 وتشكيله لحزام أمنى عميل ثم اجتياحه الجنوب سنة 1982 فى ضرب البنية التحتية للمقاومة وإجبار منظمة التحرير الفلسطينية على الانسحاب من لبنان وبذلك أغلقت كل الحدود العربية مع الكيان الصهيونى فى وجه المقاومة الفلسطينية

6) وبشكل عام عانت الثورة الفلسطينية بشدة من أشقائها العرب ( الألداء ) واستنزفت طاقاتها ودماؤها فى صراعها مع الأنظمة العربية التى حاولت ترويضها وضبطها والتحدث باسمها والقفز فوقها وبعد حرب أكتوبر 1973 ضد الكيان الصهيونى والتى حققت أساسا انتصارات معنوية لمصر وسوريا واعتبار منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطينى 1974 أخذ يتضاءل الشعور العربى بالمسؤولية تجاه فلسطين وبتوقيع مصر لاتفاقيات كامب ديفيد فى سبتمبر 1978 خرجت أقوى قوة عربية من الصراع العربى – الصهيونى ثم إن الحرب العراقية – الإيرانية 1980- 1988 وتراجع الدعم المالى الخليجى للثورة الفلسطينية بسبب انخفاض أسعار النفط فضلا عن الاجتياح العراقى للكويت 1990 وما نتج عنه من حرب الخليج وتمزق عربى إسلامى واسع بالإضافة إلى انهيار الإتحاد السوفيتى والكتلة الشرقية كل ذلك أدى لإضعاف المقاومة الفلسطينية وتوجه قيادة منظمة التحرير الفلسطينية نحو التسوية السلمية وبالتالى حصر نشاطها فى دائرة ( الممكن السياسى ) خصوصا مع وجود استعداد ذاتى لدى قيادة منظمة التحرير الفلسطينية للتنازل عن بعض الثوابت مقابل الاستمرار فى القيادة وفى تمثيل فلسطين

لنا عودة إن شاء الله تعالى مع الجزء الرابع والأخير من السلسلة
[/font]