دايم العلو
لقد تدخل البعض جازاهم الله خيراً و ردوا عليك بكلام مقنع و منطقي و سليم لو انك تعي .
و يبدو انك هذه المرة قد قرأته بإمعان حتى بلغ منك الصميم ، بدليل العبارة التي ختمت بها كلامك ، و التي تدل على انك قد فقدت صوابك تماما.ً
و تبعاً لتخصصك انت تعرف عندما يلجأ المرء الى السباب و العربدة في
نقاش يفترض ان يعتمد على الحجج المتبادلة ماذا يعني ذلك.
بما ان الشباب بارك الله فيهم قد اغنوني عن كتابة رد للكثير مما قلت ، فسأعلق في عجالة على ما تبقى منه ، ولا اقول سأرد..فانت تكرر نفسك بشكل مضجر و لا ادري اذا كانت المشكلة في انك لا تقرأ ، ام انك تقرأ و لا تعي ، ام انك تقرأ و تعي و لكن تتعامى.
(( معذرة فقد أحسنت الظن ، ولكن تأكد لي الأمر الآن إنك تكذب نعم تكذب
فأنا أعيش على تراب هذه الأرض الطاهر
والواقع يكذب كل تخمينك وظنونك يافارس
فليس لهم تعاطف البتة هكذا عرفت وهكذا يعرف من يعيش
على هذه الأرض ))
هذه الارض تقصد جزيرة العرب ؟
فاعلم انني عشت عليها معظم سنين عمري ،و انني ازورها كلما خطر لي ، فلا تدعي معرفتك بالواقع اذا كنت لا ترى الا المكشوف على السطح ، و لا تتوقع ممن يؤيدون المجاهدين ان يمشون في الشوراع و يعلنون ذلك ، و لكن اذا منَّ الله عليك بالدخول الى الوسط الجهادي يوماً - مع استبعادي ذلك - فستفاجأ بحجم التأييد و النصرة ، و لكن من اعماه غبش آل سعود يصعب ان يرى سواه.
(( لو كانت متهالكة كما تزعم لما كشقت أوكار هؤلاء
ولما استطاعت أن تفكك خلاياهم
ولما استطاعت أن تلاحقهم في كل قرية ومدينة
فدعك من هذا الهراء ))
لو لم تكن متهالكة لما سارع اسيادك بعلاوة مكافحة الارهاب لترميم ما يمكن منها.
لو لم تكن متهالكة لماكانت تعتمد على ظباط الاستخبارات الامريكية الذين تستعين بهم في مطاردة المجاهدين وفقاً للجبير الناطق الرسمي للسفارة السعودية في واشنطن و ليس كلامي.
لو لم تكن متهالكة لما تمكن ثلاثة من المجاهدين من إختراق حصارها المضحك ، ولا تقل لي لوجود الرهائن ، فأين هم هؤلاء الرهائن الآن ؟
لو لم تكن متهالكة لما استنفرت كل قواها في سبيل إنقاذ العلج الامريكي و لكنها لم تتمكن.
لو لم تكن متهالكة لماباعت الدين و الوطن من اجل ارضاء الاسياد.
لو لم تكن متهالكة لما تمكن بعض الاشخاص - و إن كانوا مخطئين - من مهاجمة احد المباني الامنية التابعة لها ، اي في عقر دارها، فأي مهزلة.
(( وهذه المكافأة لا تعني لهم شيئاً فهم قدموا النفس رخيصة
لتبقى لا إله إلا الله محمدا رسول الله خفاقة في السماء
فمن قدم نفسه ودمه فهو ليس بحاجة إلى مكافأة ))

هذه حقاً نكتة.
بالله عليك كيف يستقيم ان تكون الاعمال التي يثني عليها بوش هي في نفس الوقت اعمال لتبقى لا إله إلا الله محمداً رسول الله خفاقة في السماء.
كيف؟
(( أي معلومات قدموها لهم وعن أي تعاطف تتحدث ؟!
لم نرى هؤلاء إلا صرعى في الشوارع
ولله الحمد إن لم يكونوا انتهوا بالكامل فهم شبه انتهوا بإذن الله
أما رجل الأمن فهذه المكافأة ماهي إلا تقديراً له ولجهوده
التي بذلها خدمة لهذا الدين ثم المليك والوطن ))
صحيح انك لم تر اخوانك في الدين و العرق الا شهداء في الشوراع و تصفهم ب"صرعى" ، لكنك لم تكن تعرف اين كانوا قبل ذلك ، و كيف يحصلون على المأوى و التمويل اذا كان الوسط معادي لهم؟
و ها انت تقول انهم انتهوا او يكادوا لأنك ببساطة لا تعرف شيئاً عن ذلك،لا تعرف عددهم و لا طرق اتصالهم و لا طرق التجنيد و الضم التي يتبعونها.
إن هذا الصمت المطبق يجنن اسيادك و يجعلهم- مثلك تماماً - لا يدرون أهذا كل شيء ام ان المزيد تحت الرماد.
و هذا هو المطلوب في هذه المرحلة.
و عليك ان تأمل ممن تقول انهم يخدمون الدين ان ينتظروا بارقة امل بعد ان لجأوا للتحفظ على نساء و اطفال المجاهدين.
فأي خسة.
(( ....ولله الحمدهل بقي من تلك السرية أحد الآن يافارس ؟! ))
نعم بقي.
بقى الهلالي و جهاد و ذي يزن و عبود و فارس ترجل و غيرهم كثير كثير... لا تعلمهم الله يعلمهم.
هؤلاء باقون يضعون المقرن و صحبه قدوة امامهم.
هؤلاء يتمنون اللحاق بهم و يحاولون بكل ما يستطيعون نصرتهم و الذب عنهم.
هؤلاء و امثالهم سر القاعدة و طريقتها المدهشة في تجديد دمائها بإستمرار.
إن لم يكن هؤلاء مشاريع لإستكمال السرية التي تسأل عنها..فمن هم؟
(( أجبت عليها وتأكدت أن ماتقوله ليس ظنوناً وتخمينا بل هو الكذب بعينه .
أي حساسية واي خطورة والذين فعلوا تلك الفعلة
قد هلكوا عن بكرة أبيهم . ))
سؤالك يدل على انك غالباً ترد قبل ان تفهم.
عندما قلت الموضوع حساس و خطير كنت اتحدث عن ان للمجاهدين مصادر داخل الاجهزة الامنية.
هذه المصادر موجودة الى يومنا هذا .
و الاعلان عن اسماء بعضهم يشكل حساسية و خطورة.
فهمت؟
و لا تحاول جري لأي توضيح اكثر من ذلك لأنني سأتجاهله.
(( ولكن ولله الحمد والمنة ليسوا من أبناء هذا البلد الطاهر
فأبناء هذا البلد أدركوا أن هذا الكذب وهذه الشبه مفضوحة
وأن كل ناعق خلفها ماهو إلا حاسد وحاقد على هذه البلاد ))
انت لا تعرف جنسيات من تتحدث عنهم و لا اين يقيمون؟
هل تعرف جنسيتي مثلاً ؟ ، و اين اقيم ؟
هل تعرف شيء من ذلك على وجه اليقين؟؟
اسكت إذن.
فلعلي اكتب اليك من بريدة و الهلالي من أبها و عبود من الرياض ...و هكذاً و لكننا نموه.
لا تزايد علينا بالقول ابناء هذا البلد و لا ادري ماذا ، فكلنا مسلمين ، و القضية التي نتحدث عنها تخص الامة كلها و آثارها منتشرة فيها اذا كنت تتمعن الاحداث.
(( لأنها وبكل فخر جعلت من لا إله إلا الله محمداً رسول الله
نبراساً لها ودستوراً ينضم أمورها ويحكمها في جميع شؤونها ))

و هذه نكتة اخرى
هل لا إله الا الله محمدا رسول الله صلى الله عليه و سلم نبراساً لمن يحكم بالقوانين الوضعية مثلاً؟
كيف و اهم تطبيقات لا إله الا الله و اولها هي ان يكون التشريع لله وحده.
هل يدخل تحت ذلك النبراس المظاهر البدعية و الشركية التي يمارسها اخوانك الروافض على مرمى حجر من الحرم النبوي الشريف و بحراسة اجهزة الامن التفاف السوار بالمعصم؟
لقد ذكرتني بذلك الشيخ الذي يظن نفسه عالم عندما ظهر في لقاء تلفزيوني و قال ان الحكومة السعودية تحكم وفقاً للشريعة الاسلامية و هو قد مر في طريقه للاستديو بالبنوك الربوية المنتشرة...فعحباً.
على اي حال انا لازال لدي امل انك كتبت تلك العبارة و انت غير مقتنع بها لأنك لو كنت مقتنع حقاً فانا بالفعل اشفق عليك.
(( وهل تشبه واشنطن ونيويورك بالرياض ؟!!
لا بأس عليك فقد كفرت المسلمين
لذا انقلبت عندكم المعايير لا حول ولا قوة إلا بالله ))
من شبه واشنطن بالرياض ايها العبقري؟
كنت تقول انني احاول ان اجعل للمجاهدين اهمية ، فذكرتك ان من هاجم امريكا مثلاً هو من يصنع اهميته بنفسه.
و اعتقد انك تدرك جيداً بأن المجاهدين في جزيرة العرب هم امتداد للمجاهدين في افغانستان و العراق....الخ فالخط الجهادي في شتى بقاع الاسلام ذو مرجعية واحدة ، و انت تعرف اين نشأ و تدرب الذين هاجموا امريكا سواء في واشنطن او الرياض.
فهمت الآن؟
(( وأنا كنت على يقين أنها لن تجدي ولن تنفع ))
هكذا قلت حول رسالتك الى من سميته المطلوب امنياً ، و هذا يدل على انك بالفعل بدأت تعرف حجم نفسك ، و مدى ضعف المنهج الذي تعتنق و اثره الضعيف.
(( تعلم جيداً من هو الذي يتهرب
فأعطني أسئلتك كلها وماعندك لترى .))
الاسئلة سبق و طرحتها عند حديثنا حول المحيا ، و كيف ان هناك شواهد كثيرة تدعم قول المجاهدين ان من في المجمع هم ممن يدعمون الوجود و المصالح الامريكية في جزيرة العرب.
{ هل كان مجمع المحيا يخضع لسياسات امنية خاصة ام انه متطابق مع محل سكن فرادى السعوديين؟
هل يكذب الامريكان و الغربيين عموماً في تغطية خسائرهم البشرية عادة ، خصوصاً اذا كانت ناتجة عن عمل للمجاهدين ، ضناً بالانتصار على المجاهدين و اخفاءً للخيبة و إبعاداً لأي مؤازرة شعبية للمجاهدين ام لا ؟
هل حصل تضارب في الاعلان عن ارقام الضحايا ما بين المصادر الامريكية و الاوروبية و السعودية ام كان هناك تطابق ؟ ، و هل سُمح للاعلام بمعرفة اسماء القتلى الغربيين "رغم قلتهم" و سمح له بتصوير المصابين منهم في المستشفيات ام لا ؟
هل من صالح المصادر التي اعتمد عليها في تفاصيل الخسائر البشرية ان تستثير حمية الشارع السعودي ضد امريكا ام اثارة الكراهية في نفسه ضد المجاهدين ؟ ، و هل هذه المصادر تعمل ضمن حدود برنامج مكافحة الارهاب و الذي يأخذ القطاع الاعلامي جانب ضخم منه ام لا ؟
و اخيراً هل السعودية دولة حليفة للغرب ام ضده ؟ ، و هل لامريكا و اخواتها مصالح داخل السعودية ام لا ؟ . }
هذه الاسئلة طرحت في هذا الموضوع و ليس بعيداً ، فارجوا ان تقرأها هذه المرة و تجيب عليها بإنصاف ، خصوصاً بعد الدرس الذي تلقيته من الهلالي عند إجابتك على السؤال الاول المتعلق بالحراسة الامنية المشددة التي كانت تحيط بالمجمع ، فقد كانت إجابتك اقل ما يقال عنها انها تدعو الى السخرية من هشاشتها ، و قد قام الشباب مشكورين بتبيين عوارها الواضح.
(( ليتك تجيبني على سؤالي بدلاً من هذا الهروب
إذا كانت الحكومة كافرة بدون تعيين أشخاص
أيضاُ ماحكم من عمل مع هذه الحكومة يعني الوزراء والقضاة يعني ليس وزيراً بعينه ، ولا قاضياً بعينه إنما مجمل الوزارات والمحاكم .....
أجبني بتفصيل ))
قد اجبتك و الله العظيم بالتفصيل الممل في كلام طويل للشيخ حسين بن محمود على عدم شرعية استهداف المغرر بهم و المنافقين من العاملين في الحكومة التي تحكم بغير ما انزل الله ، الا تحت احوال خاصة ، و الكلام مدعم بأسانيد من الكتاب و السنة ، إقرأه اولاً و اذا كانت هناك نقطة غامضة عليك.. اسأل وانا حاضر.
(( الآن أصبحت آثمة ؟!!!!
بودي ان تفصل لي بلسانك أنت ولماذا وصفتها آثمة ؟!! ))
لأنها ببساطة آثمة ، ليس الآن بل منذ حدثت.
فلم يكن رجال الامن في تلك البناية في حالة مواجهة مع المجاهدين.
و تبعاً لفقه الاولويات فإن استهداف هؤلاء المنافقين او المغرر بهم خطأ فادح.
ففيهم المنافق و المكره و المغرر به على ايدي علماء السوء.
و لا يجوز قتلهم شرعاً.
هذا رأيي و لعل بعض الاخوان لا يوافقونني عليه.
و لقد تبرأ تنظيم القاعدة من هذه العملية و كل اصحاب الفكر الجهادي المعروفين ، اما الجماعة التي تبنتها فتطلق على نفسها "كتائب الحرمين " و هم كما اعلنوا في بيان منسوب اليهم انهم متعاطفين مع التنظيم و المجاهدين في جزيرة العرب ، و ارادوا الدفاع عنهم بضرب مطارديهم ، اكرر ..متعاطفين ، اجتهدوا فاخطأوا من حيث ارادوا المناصرة.
__________________
إن هذه الكلمات ينبغي لها أن تخاطب القلوب قبل العقول .. والقلوب تنفر من مثل هذا الكلام .. إنما الدعوة بالحكمة ، والأمر أعظم من انتصار شخصي ونظرة قاصرة !! الأمر أمر دين الله عز وجل .. فيجب على من انبرى لمناصرة المجاهدين أن يجعل هذا نصب عينيه لكي لا يضر الجهاد من حيث لا يشعر .. ولا تكفي النية الخالصة المتجرّدة إن لم تكن وفق منهج رباني سليم ..
وفقنا الله وإياكم لكل خير ، وجعلنا وإياكم من جنده ، وألهمنا التوفيق والسداد.
كتبه
حسين بن محمود
29 ربيع الأول 1425 هـ
اخوكم
فــــــــــارس تـــــــــــرجّلَ
|