عرض مشاركة مفردة
  #39  
قديم 22-08-2004, 01:57 PM
فارس ترجل فارس ترجل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
المشاركات: 563
إفتراضي



مساهم

تفضلت بالقول:

((أولاً : قولك أن بعضهم يعملون بالتقية .. إذن لنفترض صحة هذه الإجابة منك ... إنه إذا اعتقدت بصحة ما يقوم به العالم شرعاً وذلك لأنه بذلك يدرأ عن نفسه وعياله ... أليس يا أخي الكريم درؤه عن الأمة بأجمعها هو الأولى بصحة هذه التقية ؟... فإنه إذا كان يجوز للفرد الواحد فإنه ومن باب أولى يجوز بل يجب أن يدرأ عن الأمة بأكملها ..))

انت تفترض صحة إجابتي ان بعض العلماء يأخذون بالتقية و تبني عليها سؤال إضافي رغم انك سبق و قلت في هذا الموضوع :

(( دعنا من هذا التصنيف الذي صنفته لأهل العلم لأنني أصلاً غير مقتنع به على الإطلاق وخصوصاً ذلك الصنف منهم الذي تقول أنهم يعملون بالتقية !!))

لكن يبدو الآن انك بدأت تقتنع بدليل انك صرت تفترض صحة ذلك ، و لم تعد غير مقتنع " على الاطلاق" كما كنت.

جيد.

الآن..و مع الاسف .. سؤالك لا محل له هنا اخي الكريم ، ذلك ان بعض الافراد
قد يأخذون بالتقية لاغراض سبق و شرحتها لك و لا داعي لتكرارها ، و لكن هذا لا ينطبق على الجماعة بحال ، فمنا و بين ظهرانينا و كذلك في علماء السلف الصالح في ايام ازدهار الامة من لم يكتم علم و حكم الله في الجهاد و فروضه و موانعه ، و بالتالي اذا صح للافراد الاخذ بالتقية إتقاءاً لبطش سلطان فإن في غيرهم ( من العلماء و من عامة الناس ) من يأبى الدنية في دينه و يتبنى آراء الفقهاء الذين لا يخافون الا الله بدءاً من ابن تيمية و إنتهاءاً بفارس الزهراني.

إذن قد نستميح العذر لهذا الفرد او ذاك بأن يكتم علمه اتقاءا و خشية و الله حسيبه ، و لكن لا يمكن تطبيق هذا على الامة جمعاء كما تحاول ان تقول ، لأننا اذا اخذنا بقولك هذا فإننا نحكم على امتنا بالابادة على يد العدو الصائل دون ان تحرك ساكناً ، و لماذا ؟ ، اخذاً بالتقية ، معقول؟!!


(( هل قال صلى الله عليه وسلم (التحريض على الخروج على السلطان الجائر ) .. إن الواضح من مقتضى هذا الحديث هو أن يقول كلمة الحق عند السلطان إذا رأى أنه خالف شرع الله بأمر ما ... كما كان الإمام أحمد يفعل عند المأمون فهو لم يتفق معه عند مسألة خلق القرآن .. فلا يعني ذلك أن يأمر بالخروج على الإمام والتعدي على صلاحياته ..))

(( فمثلاً لو أن شيخاً كان يعتقد بوجوب إخراج الأجانب الكفار الذين يعملون في الدولة .. وإذا افترضنا أن رأيه هو الصواب .. فإن كلمة الحق عند السلطان الجائر هنا هو أن يذهب إلى الإمام بنفسه وينصحه أن يخرج المشركين من جزيرة العرب وإن تأذى بذهابه إليه .. لا أن يحرض جماعات على الخروج على الإمام وتطبق فعله على هذا الحديث الشريف ... ))


اخي..قولي كلمة حق عند سلطان جائر ، اذا طبقناها على عصرنا هذا ، فهي ليست كما كان قبلاً يجب ان يستأذن المرء بنفسه على السلطان ثم يدخل عليه و يقول له في مجلسه و بين حاشيته كلمة الحق فينطبق عليه عند ذاك الحديث ففي عصرنا هذا يمكن لعالم في احد مساجد الدواخل ان ينطبق عليه هذا الحديث ما ان ينطق بالكلمة ، و ذلك لما يتسم به عصرنا من سرعة الاتصال و سهولة وصول المعلومة الى الافراد العاديين فما بالك بالسلطان الجائر الذي يبث عيونه في جميع الانحاء.
فهمتني يا مساهم ؟ ، الشيخ سعيد بن زعير مثلاً لم يكن في مجلس المدعو فهد بن عبدالعزيز عندما قال كلمة الحق فسجن بسببهاو لم يكن حينها يحرض على الخروج على السلطان الجائر حسب تعبيرك.


(( يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ( لا تجتمع أمتي على ضلال ) واستناداً على هذا الحديث .... إن كنت لا تدري ... فإن إجماع أهل العلم يعتبر حجة عند العالِم !! .. هل تدرك ما الحجة ؟ أي أن العالم يصح له أن يحتج بالإجماع كما يصح له أن يحتج بالكتاب والسنة ... فإن لم تصدقني فاسأل أهل الذكر ولا تكذبني هكذا ...))
حاشاك ان اكذبك ، كل ماهناك ان بعض الامور اختلطت عليك و هاانا اوضح لك:

الاجماع يعني اجتماع الامة على امر ، اجتماع الامة و ليس علمائها كما تتصور، والحقيقة ان فكرة " رجل الدين " بالمعنى العصري لم يعرفها ديننا من قبل قط !! ، نعم ، فابن حنبل مثلاً كان تاجراً و كذلك الامام مالك عالم المدينة المنورة الاول صاحب الموطأ كان ايضاًتاجراً ، و لم نعرف رجل الدين الذي يرتزق من علمه بالدين و عن طريق فتاويه الا في عصور متأخرة ، و قد تغلغل ذلك فينا من فكرة الرهبان في النصرانية و الحاخمات في اليهودية عبر التاريخ ، و لكن هذا جانب تاريخي لن اخوض فيه معك كثيراً حرصاً مني على عدم تشعب الموضوع مثلك.

المهم..إن إجماع الامة يعني إجتماع افرادها على امر ما ، تماماً مثلما نرى الآن إجماع الامة على ضرورة و فرضية جهاد العدو الصليبي الصائل على ديار الاسلام بإستثناء الحكام طبعاً.

و حتى لو وافقتك على فكرة ان اهل العلم اجمعوا على ما تريد اثباته ، فانت مخطيء ، و كان يفترض ان تقول إجماع العلماء المرضي عنهم من حكامنا و بعد إستثناء الذين في السجون و المطاردين و المتخفين ، و هؤلاء لا يمكن اسقاطهم من المعادلة و القول ببساطة هكذا ان هناك اجماع.



(( مثلاً .. أنا لا أعلم في أي جزئية تمت معاقبة كل من هؤلاء من قبل الدولة .. وفي أي نقطة اتفقوا عليها ؟))

حسناً ، حان الوقت ان تعلم ، هؤلاء كلهم و من سيتلوهم في السجون اجتمعوا على جزئية هي في الحقيقة محل خلافنا الاساسي:

حكام اليوم موالين للكفار و بالتالي لا طاعة لهم ، و ان وجودهم لا يمنع من فريضة الجهاد و إن منعونا عنها نابذناهم بالسيف حتى يخلوا بيننا و بين العدو الصليبي الذي استباح الارض و العرض.

اوجد لي شيخ واحد ممن ذكرت لك من المدفونين في زنازين آل سعود يخرج عن هذه الحقيقة.


ختاماً

اقول ان اقتباسي لبعض كلامك و وضع ردودي عليه لا يعني تفنيده او ضحده بالضرورة ،بل انا اعتبر ما علقت به على كلامك هو تكمله لو و توضيح في معظمه و تصويب في بعضه و هذا كل شيء.
و اعلم ان النقاش معك يفتح آفاق كبيرة و هامة ، و ان ردودك علي تزيد الموضوع ثراءاً ، خصوصاً انه حساس و هام و يسبب خلط عند كثير من المسلمين الصادقين.

اخي الكريم

اريد ان اسألك سؤالاً:

هل قرأت لعلماء الجهاد ؟

هل قرأت لابن القيم و ابن تيمية ، و كذلك لاسامة بن لادن و فارس الزهراني ؟

إسألك لأنني عندما قرأت كلامك اشك في انك مطلع عليه ، و كل ما هناك انك لم تقرأه بل قرأت عنه ، و هناك فرق شاسع بين الحالتين.

يجب ان تعلم بأن فكر هؤلاء تم تزويره من اجل مصالح سياسية لا تخفى عليك ، و ان القراءة عنه بدل قراءته تشوهه في العادة و تلصق بها تهم ما انزل بها الله من سلطان.

فإن لم تكن قد قرأته بعد ، زودتك ببعضه ، لا لتقتنع به بل فقط لكي تناقشه و تفنده ان شئت عن بينة.

اما اذا كنت لم تقرأه قط بل قرأت عنه ، فعجل اخي بتصويب الوضع ، لأنه ما من قاضي عادل و نزيه يستمع الى طرف واحد فقط ثم يدعي ان حكمه عادل.


تقبل فائق الاحترام.
__________________
إن هذه الكلمات ينبغي لها أن تخاطب القلوب قبل العقول .. والقلوب تنفر من مثل هذا الكلام .. إنما الدعوة بالحكمة ، والأمر أعظم من انتصار شخصي ونظرة قاصرة !! الأمر أمر دين الله عز وجل .. فيجب على من انبرى لمناصرة المجاهدين أن يجعل هذا نصب عينيه لكي لا يضر الجهاد من حيث لا يشعر .. ولا تكفي النية الخالصة المتجرّدة إن لم تكن وفق منهج رباني سليم ..
وفقنا الله وإياكم لكل خير ، وجعلنا وإياكم من جنده ، وألهمنا التوفيق والسداد.
كتبه
حسين بن محمود
29 ربيع الأول 1425 هـ



اخوكم
فــــــــــارس تـــــــــــرجّلَ