عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 28-08-2004, 04:46 PM
نبيل عطوه نبيل عطوه غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2004
المشاركات: 7
إفتراضي تابع

أولا- محبة الله لعباده المؤمنين في الدنيـا
تأمل كيف أن كل هذا الحب من الله سبحانه وتعالى لكل بني آدم ،وهذا ما يسميه العلماء: عطاء الربوبية يستفيد منه المؤمن والكافر على حد سواء، ولكن عطاء الربوبيه ينتهي بالنسبة للكافر بمجرد موته ،وذلك لأنه رفض عطاء آخر من الله سبحانه وتعالى وهو: عدم قبوله التكليف الذي أمر الله به ،وهو ما يسميه العلماء، عطاء الألوهية ،وهذا ليس تكليفا بقدر ما هو تكريم وتشريف لأن الله أراد لنا النعيم الدائم في الآخرة ،وأن العبادة تكون في مصلحة العبد ،وليس في مصلحة الله .
الحب والقبول في الأرض
إذا أحب الله عبدا أحاطه برعايته وعنايته ،وجعل كل شيء في طاعته، ويسر له كل صعب، وقرب إليه كل بعيد، وهون عليه أمر الدنيا ،فلا يحس بتعب ولانصب ،وكُتب له القبول في الأرض ،وأحبه كل شيء ،وهذا ما يدل عليه الحديث: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحْبِبْهُ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ(صحيح: رواه البخاري وصححه الألباني ) أي أن العبد إذا التمس محبة الله تعالى يقول لجبريل: ألا وإن رحمتي سبقت غضبى ،ألا وإني أنا الرحمن الرحيم، يا جبريل اجعل كل من في السماوات والأرض يحبون هذا العبد، لأنه اختارني على من سواي، واجعل بين المؤمنين مودة ورحمة ودليل ذلك قوله تعالىإِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا) مريم : 96 أي مودة ورحمة .وسأضرب لكم مثالا بسيطا :لو أنك نظرت إلى رجل أسمر اللون ،ولكنه يستقبل فيوضات الله، تجد في وجهه نورا يفيض منه ،أما إذا نظرت إلى رجل أبيض اللون ،ولكن لم ينعم الله عليه بنوره، لا تجد في وجهه نورا، وأيضا إنك قد ترى إنسانا لأول مرة، ولكنك تقول له أنا رأيتك من قبل ذلك، فهذا القبول ما هو إلا فيض من حب الله .
المؤمن في معية الله
إذا أحب الله العبد كان الله معه يرعاه ،ويحيطه بعنايته، ينظر إليه فلا يعذبه أبدا، ولا يسلط عليه أحدا فيؤذيه أو يسوءه، ويُذِل له رقاب من يكرهه ويعاديه، ثم يرزقه الله العزة على الكافرين ،فلا يسمع إلا ما يُرضي الله، ولا يبصر إلا ما يُحبه الله ،وكانت يده ورجله وجميع جوارحه في طاعة الله ،فلا تمتد يده إلى ما يُغضب الله، ولا تسير رجله إلى مُحَرَّم، فتجده دائمَ الذهاب إلى المساجد متعلقا بها كما في الحديث القدسي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وأنا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ (صحيح :رواه البخاري) انظروا إلى حب الله لنا يعلن الحرب على من يؤذي له وليا، ،وكأنه يقول للمؤمن إذا كنت حبيبي جعلتك لا تسمع ولا تبصر إلا ما يرضيني. انه الحب الإلهي!! ولا أريد أن أسهب في شرح الحديث، ولكني اكتفيت بمعنى وحيد منه وهو حب الله لنا ولأوليائه ،وهذه المعية هي المعية الخاصة المذكورة في قوله تعالى إن الله معنا) وقول رسول الله: (ما ظنك باثنين الله ثالثهما) وقوله تعالى (وإن الله لمع المحسنين) وإذا كان الله معنا فمن يكون علينا.
البركة في الرزق
إذا أحب الله العبد بارك له في رزقه ،ورَزَقه القناعة، فلا يشكو من الفقر أبدا .كما في الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" يَا أَبَا هُرَيْرَةَ كُنْ وَرِعًا تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ وَكُنْ قَنِعًا تَكُنْ أَشْكَرَ الناس"(رواه ابن ماجه وحسنه الألباني) ومن دلائل حب الله لنا سعة العيش، والبركة في الرزق، والطمأنينة في الدنيا، كما قال تعالىوَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى)طه :124 أما من يطع الله فيبسط الله له في رزقه ،ويرزقه القناعة
استجابة الدعاء
من دلائل حب الله لعباده المؤمنين أن يستجيب لدعائهم ،وينعم عليهم بنعمه بمجرد أن يرفع يده للسماء ويقول يا رب كما في قوله (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) البقرة:186، وانظر إلى هذا الحديث القدسي عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا رَوَى عَنْ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وأنا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا(صحيح: رواه مسلم وصححه الألباني) انظر إلى رقة النداء في يا عبادي -ولله المثل الأعلى- كما يخاطب الأب ولده فيقول له يا بني ،ولم يكلفنا سبحانه مشقة، فكل ما علينا هو أن نطلب فقط، وهو يجيب. نطلب الهداية فيهدنا، نطلب الرزق فيرزقنا، نطلب المغفرة فيغفر لنا.وهنا يجب أن نسأل أيوجد حب مثل ذلك؟! أيضا في الحديث القدسي ٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وأنا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً (صحيح :رواه البخاري) كأنه يقول يا عبدي إذا تقربت إلي فسوف أتقرب إليك بضعف أضعاف ما تتقرب به إلي ، يا عبدي إذا كنت تتعب من المشي فأنا آتي إليك هرولة ،فأنا لا أتعب أبدا، وكما في قوله تعالى: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ)البقرة :255 كأنه يقول لنا ناموا واطمأنوا ،فإن كانت الأم تسهر على ولدها حتى ينام، فإنها أيضا تنام، أما أنا: فأنا الحي الذي لا ينام ولا ينبغي له أن ينام،فأنا قيوم عليكم فاطمأنوا واهدأو ،ولا ترهقوا أنفسكم.
أمن المؤمن عند الموت
وإذا أحب الله العبد أمَّنَه في الدنيا ،ورزقه عند الموت أمنا وثباتا، فيرسل عليه ملائكته يقبضون روحه برفق وحنان، ويُثبتونه عند الموت، ويبشرونه بالجنة ،ويقولون له لا تخف ولا تحزن ،فان الله أرسلنا إليك مبشرين، فاطمئن سننقبض روحك، ونضعها في حنوط من حنوط الجنة، ونصعد بها إلى بارئها، ونناديك بأحب أسمائك إليك،وسيكون مصيرك إلى الجنة كما في قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) فصلت :30فلا تخف ولا تحزن، وأبشر بالجنة التي وعدك الله بها، فهذا جزاء محبتك لله في الدنيا، وأما في الآخرة فلك جزاء عظيم، وكما جاء في الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى إِذَا أَحَبَّ عَبْدِي لِقَائِي أَحْبَبْتُ لِقَاءَهُ وَإِذَا كَرِهَ لِقَائِي كَرِهْتُ لِقَاءَهُ( رواه النسائي وصححه الألباني4303) وذلك عند موته وإن الله يحب عباده الصالحين الطائعين كما في قوله (إن الله يحب المحسنين) وقوله(إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) والله لا يحب الكافرين الظالمين كما في قوله( إن الله لا يحب المعتدين ) وقوله (إنه لا يحب المسرفين )وقوله (إن الله لا يحب الخائنين
__________________
نبيل عطوه
مصر الاسلامية