عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 30-08-2004, 11:53 AM
اليمامة اليمامة غير متصل
ياسمينة سندباد
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
الإقامة: السعودية
المشاركات: 6,889
إفتراضي

تضامناً مع انتفاضة الأسرى
د. إبراهيم علوش


إضراب الأسرى الفلسطينيين وغير الفلسطينيين عن الطعام في السجون الصهيونية عمل جماعي منظم من الدرجة الأولى يكمل العمل المسلح في بوتقة الانتفاضة. ولا ننسى أن عدداً كبيراً من الأسرى المضربين عن الطعام الذين يزيدون عن ثمانية آلاف اعتقلهم العدو الصهيوني بتهم أمنية بالأساس...
وليس الإضراب عن الطعام كالجوع، لأن الإنسان يمتلك قراره وزمام أمره في حالة الصوم، ولا يمتلكه في حالة الجوع، فيمارس بذلك إنسانيته في فضاءٍ من التمرد يتحول بدوره إلى فعل سياسي يستند إلى وعي الثورة على الظلم. فالإضراب عن الطعام هو هجوم سياسي على العدو تحققه إرادة النصر على الذات. وفي ممارسة الفعل الإرادي، جماعياً، يتحول تجويع الذات إلى سلاح. فالمناضل أو المجاهد ثائر لأنه إنسان، وهو يحقق إنسانيته من خلال ثورته وتمرده، وإن اختلفت أشكال الثورة والتمرد المكملة لبعضها بالضرورة.

لا بد من هذا القول حتى لا تتحول حملات التضامن مع بطولة الأسرى المضربين عن الطعام في سجون العدو الصهيوني إلى مدخلٍ، عن البعض فقط، للدعوة لما يسمونه زوراً "الانتفاضة السلمية"، وهم أنفسهم الذين يميلون عادةً للتهدئة والمساومة على أي تحرك جماهيري في النهاية. بالمقابل، من البديهي أن يدعم العمل المسلح انتفاضة الأسرى، المتفرعة بالتعريف عن انتفاضة الشعب الفلسطيني، كما وعدت بعض الفصائل الفلسطينية المقاومة أن تختطف "إسرائيليين" لتفتدي الأسرى كما فعل حزب الله من قبل. والحل الحقيقي لقضية الأسرى في النهاية هو الإفراج عنهم، وليس تحسين ظروفهم آنياً فحسب، وهو ما تجاوزته معظم الاتفاقيات المعقودة مع العدو الصهيوني.
ولكن بالمقابل، يبقى البعد الأساسي في معركة إضراب الأسرى عن الطعام، خاصةً بالنسبة لنا كمؤيدين ومؤازرين، بعداً إعلامياً. فالثائر الذي يضرب في السجن عن الطعام يخوض صراع إرادة مع سجانه، ولكنه يظل بعد ذلك صاحب رسالة. وهي الرسالة التي يفترض بنا نحن أن نحملها معه ما قبل القضبان. ومن هنا، تطرح انتفاضة الأسرى علينا مهمات سياسية وإعلامية وتعبوية على رأسها القيام بكل ما من شأنه أن يشد أزرهم ويرفع روحهم المعنوية، لأن العدو الصهيوني سيقول لهم دون ذلك أن أحداً لا يهتم بهم، وأنهم يؤذون أنفسهم فحسب!
فلا يجوز أن نقلل أيضاً من شأن الأعمال التضامنية مع الأسرى المضربين عن الطعام من جانبين: 1) المساهمة بتقديم الدعم المعنوي لهم، حيث يقوم صمودهم على الإرادة فحسب، أي على البعد المعنوي، و2) إيصال مطالبهم ورسالتهم السياسية المناهضة في جوهرها، في النهاية، للاحتلال الصهيوني لفلسطين.
وحتى لا نبقى في العموميات، اقترح القيام بنشاطات ملموسة للتضامن مع الأسرى، مهما بدت بسيطة ورمزية. والنشاطات البسيطة الرمزية تصبح تعبيراً جباراً عن حراك الشارع عندما يمارسها عددٌ كافٍ من الناس. وفي هذا السياق، اسرد تجربة مجموعة من نشطاء الإنترنت الذين جاء في رسالتهم:
تداول أعضاء لائحة القومي العربي البريدية مجموعة من الاقتراحات للتضامن مع اكثر من ثمانية آلاف سجين فلسطيني مضرب عن الطعام في سجون العدو الصهيوني، وخلصوا إلى اختيار يوم الخميس الموافق في 26 آب كيوم تضامني خاص يدعون زملاءهم نشطاء الإنترنت لتبنيه لإثارة قضية السجناء المضربين عن الطعام إعلامياً على أوسع نطاق.
المطلوب القيام به في ذلك اليوم، على الأقل، هو:
1) الامتناع عن تناول الطعام فقط
2) إخبار كل من تعرفه أو من يسألك أنك ممتنعٌ عن الطعام في ذلك اليوم تضامناً مع السجناء الفلسطينيين المضربين عن الطعام
3) إرسال رسالة إيميل واحدة في ذلك اليوم، على الأقل، تخبر فيها صديقاً أنك مضرب عن الطعام تضامناً مع السجناء الفلسطينيين

ولا يتعارض هذا، بل نشجعك على المشاركة في أية نشاطات تضامنية أخرى تقوم بها مجموعتك أو تقام حيث تسكن. ولكن هذا اليوم بالذات هو لنشطاء الإنترنت، ولتحويل الإنترنت إلى سلاح إعلامي بالنيابة عن السجناء الفلسطينيين المضربين عن الطعام. فلنجعل أجهزة حاسوبنا العديدة متصلة في شبكة عملاقة من أجل قضية العرب، قضية فلسطين. معاً، يمكن أن نجعله يوماً الكترونياً تضامنياً يفتخر به السجناء..
نعم، قد يبدو هذا عملاً بسيطاً ورمزياً، ولكنه وما يشبهه كقطرات الماء التي تسيل إذا تجمعت كالموج الهادر...
__________________