عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 30-08-2004, 05:21 PM
القوس القوس غير متصل
وما رميت إذ رميت
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2002
المشاركات: 2,350
إفتراضي خاص فقط للهلالي ....... مفهوم الرجل الشرقي والمرأة

بعد "لم أعد أبكي" تستعد لــ "امرأة خارج الزمن"
زينب حفني: الرجل الشرقي مقهور مثل المرأة



بيروت - رفيف صيداوي:



زينب حفني روائية وقاصة وكاتبة سعودية، ولدت في مدينة جدة، وبدأت العمل في الصحافة عام 1987 متنقلة في عدة صحف محلية من خلال عملها في التحقيقات الصحافية، ثم كان لها مقال اسبوعي في صحيفة “الشرق الاوسط” على مدى خمس سنوات.

تعيش زينب حفني حاليا في لندن، وقد اجرت “الخليج” معها هذا الحوار في لبنان الذي زارته بمناسبة صدور روايتها “لم اعد ابكي” عن دار الساقي.. بلغة بسيطة وبناءكلاسيكي استطاعت حفني ان تدخل الى عالم بطلة تتصارع مع بيئتها السعودية وأن تعري جوانب مختلفة من هذه البيئة.. تسألها “الخليج”:



الى اي جيل روائي تنتمي زينب حفني؟

- اعتبر انني انتمي الى جيل الوسط في الكتابة بالنسبة الى الكاتبات، لان هناك بالطبع رائدات في المملكة تعود اليهن الريادة في مجال الكتابة عموما، وكانت حظوظنا افضل من حظوظهن لأن عالم النشر والكتابة اليوم افضل بكثير من الأمس، من هؤلاء مثلا، الدكتورة فاتنة أمين شاكر، وهي أول رئيسة تحرير لمجلة نسائية، مجلة “سيدتي”، وسميرة خاشقجي وثريا قابل وسواهن، واعتقد ان الاجيال القادمة ستكون فرصتها في عالم النشر والكتابة افضل من جيلنا لان جيلهن هو جيل الفضائيات والانترنت.

لكن جيل الرائدات هذا مؤلف من صحافيات اكثر مما هو مؤلف من أديبات، فما هو تعليقك؟

- اعتبرهن رائدات لأنهن اخترقن الحواجز ومارسن فعل الكتابة بغض النظر عن النوع الذي كتبنه.

لكن معظم هؤلاء الرائدات، باستثناء ثريا قابل، كتبن من خارج المملكة، ومن لندن تحديدا، فكيف تفسرين ذلك؟

- المهم أنهن اخترقن الاسوار وانكببن على الكتابة..

بماذا تفسرين الاقبال الحالي للنساء في المملكة على الكتابة الادبية تحديدا؟

- لا شك ان هناك موهبة، والمرأة السعودية الموهوبة لديها نهم شديد في التعبير عن مشاعرها كونها نشأت في مجتمع صارم في عاداته وتقاليده، والمجتمع الصارم، الشديد الخصوصية، يدفع الانسان، رجلا او امرأة، الى التعبير عن ذاته بالقلم، فكيف الحال في وضع المرأة السعودية التي تعيش مكبلة اجتماعيا والتي لابد لها من التنفيس عن نفسها بالكتابة متى وجدت لديها الموهبة..

روايتك الاخيرة “لم أعد أبكي” ناضحة بتمرد البطلة “غادة” فإلى اي حد تشبهك بطلتك؟

- أنا بطبيعتي أتعايش مع ابطال رواياتي. وقد تعايشت مع “غادة” ومع جميع شخوصي الروائية، حتى انني تمردت في قتل “نشوى” التي شكلت بالنسبة لي نموذجا انسانيا من القاع السفلي، وعندما قررت قتلها اتخذت قراري بناء على قساوة مجتمعنا الذي لا يغفر بسهولة لمن يخرج عن تقاليده، وبذلك، قررت ان تأخذ “نشوى” خطيئتها معها الى القبر.

لكن هناك دوما، سواء عند الكاتب او الكاتبة شيء من السيرة الذاتية خاصة في الروايات الاولى؟

- هذا صحيح، ونجده في “شقة الحرية” وهي الرواية الاولى لغازي القصيبي، وفي ثلاثية تركي الحمد وفي “الخبز الحافي” لمحمد شكري وسواهم وكذلك في روايتي الاولى “رقص على الدفوف”.

“غادة” في الرواية فقدت طفولتها وبراءتها عندما خضعت لعلاقة جنسية مبكرة مع زيد. لكن يبدو الراوي متعاطفا مع هذا الاخير على الرغم من تحرشه، هو الراشد، بقاصر، فكيف تفسرين ذلك؟

- لا ليس هناك من تعاطف، بل هناك اضاءة على جانب من الانسان، اردت ان ألقي الضوء على حقيقة ان الانسان، على اختلاف انتماءاته الاجتماعية والطبقية، هو انسان، حاولت ان ابرز ان الرغبة الجنسيه لديه ولدى الحيوان واحدة كونها رغبة فطرية، فلماذا نخفي هذا الجانب الذي تقام عليه كل أسس العلاقات السليمة في الدنيا؟ واعتقد انني نجحت بذلك.

لا شك ان روايتك مناصرة لحقوق المرأة، لكن في المقابل يستشف القارئ تعاطفا مع الشاعر طلال السعدي، لا سيما وأن الراوي يبرر اقدام طلال على وضع حد لعلاقته ب”غادة” التي منحته روحها وجسدها، أليس في ذلك شيء من التناقض؟

- لا ليس هناك من تناقض لأن العلاقة بين المرأة والرجل في مجتمعنا العربي علاقة شائكة. وطلال السعدي نموذج لكل مثقف نزيه وصاحب مبدأ في العالم العربي، لكن نزاهته لا تنفي ازدواجيته، لاسيما أنه رفض الاقتران بامرأة لها ماضٍ. أي حين ارتبط الأمر بالاقتران بالمرأة التي احبها تحكمت به عقدة الذكورة الشرقية.

هل يمكن الخلوص الى ان المجتمع الشرقي بعامة والسعودي بخاصة قاهر للمرأة وللرجل على حد سواء؟

بكل تأكيد. فالرجل الشرقي بصفة عامة مقهور مثل المرأة. وأنا مازلت الى اليوم أتذكر كلمة مي زيادة التي تقول: “أيها الرجل حررني لكي تتحرر”. هذه الكلمة تحمل، على ما أعتقد، كل المعاني التي يعيش فيها الرجل والمرأة على حد سواء.

هل لك ان تخبريني عن تجربتك اثناء كتابة روايتك الصادرة حديثا؟

لقد استغرقت كتابتي لها عامين، وراجعتها اكثر من خمس عشرة مرة، الى ان احسست أني راضية عنها تمام الرضى وقررت في النهاية ان ترى النور. الرواية هي دوما نظرة مرئية للمجتمع من بعيد، وهذا بعكس القصة القصيرة التي هي مجرد لحظة خاطفة. الرواية مؤرخ تاريخي اقوى بكثير من المؤرخ المتخصص لأنها تنبض بروح المبدع.

من الملاحظ ان كتابتك لا تعول كثيرا على الشكل، بمعنى انك ذات اتجاه كلاسيكي في السرد. فهل الأمر ناتج عن خيار؟

أنا حريصة على ان أكون قريبة من فكر الناس البسطاء، فضلا عن ان قراء الرواية في بلدي يختلفون عن قراء المدن العربية الأخرى، كمصر ولبنان وسوريا على سبيل المثال لا الحصر، لأن الرواية في المملكة السعودية بحاجة الى تراكم. هذا عدا عن كوني اكتب للطبقة المتوسطة وليس للنخبة المثقفة. فكيف بإمكاني التخلي عن كلاسيكية السرد اذا كنت أنا شخصيا اتعب لالتقاط طرف الخيط عند قراءة روايات تعتمد كثيرا على اللعبة الشكلية. هدفي الوصول الى القارئ البسيط وليس استعراض العضلات.. ثم انني مبهورة بأدباء عظام، امثال أمين معلوف وماركيز وسواهم ممن حققوا ابداعهم الادبي عبر سرد كلاسيكي.

ماذا عن مشاريعك المستقبلية؟

- اعتبر انني نجحت في كتابة المقال والقصة القصيرة والرواية والشعر المنثور ولي ديوان بعنوان “امرأة خارج الزمن” كما أن لي كتاباً من نوع الوجدانيات بعنوان “رسالة الى رجل” لكنني الآن اعكف على كتابة تجربتي او معاناتي في عالم الكتابة، اظن انها تجربة ثرية ارغب بتسجيلها. كما افكر باعداد جزء ثان لروايتي، ولا ادري صراحة، ان كنت سأكتفي بهذا الجزء أم اني سوف اباشر بكتابة رواية مستقلة عنه.
__________________
وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) (المائدة:83)