عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 02-09-2004, 11:22 AM
فارس ترجل فارس ترجل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
المشاركات: 563
إفتراضي




بدايةً لا انكر ان للكاتب خفة ظل مميزة ، و قد نجح في إضحاكي اكثر من مرة باسلوبه الكوميدي ، و هو يستغل هذه الميزة التي يتمتع بها قلمه حتى يمرر افكاره ناسياً ان القاريء بحاجة الى اسس منطقية و لا يكتفي عادة بان يضحك فيقتنع !!
و لكن هذا دأب امثال هؤلاء الكاتب الذي اضمه الى نوعية الكتاب البهلوانات او المهرجين.



و الحقيقة ان جميع المتتبعين لهذا التنظيم بما في ذلك الكتاب المحسوبين على انهم يكتبون بأسمه يُجمعون على انه تنظيم واحد من الناحية الايدلوجية او الفكرية و لكنه عدة تنظيمات او خلايا من الناحية العسكرية ، و هي تقريباً منفصلة بشكل عنقودي مستقل.


فعندما اقتربت غزوة منهاتن المباركة ، توقعت قيادات التنظيم ردة فعل امريكية ضخمة ، حتى انهم خططوا على ان افغانستان سوف تمسح من الخريطة و ليس فقط طالبان ستسقط.

لهذا قاموا بتوزيع الشباب المقاتل و المتدرب في افغانستان الى عدة دول حول العالم و ذلك قبل ضربة سبتمبر و قبل ان يضيق الخناق في الحركة و الاتصال ، حيث تم تقسيم الشباب الى فئتين :-

- فئة تتقن اكثر من لغة و على درجة عالية من التعليم و مطلعة على ثقافات الشعوب الاخرى ، حيث تم تسكينها في الدول الاوربية و ربما إحدى الولايات الامريكية كخلايا نائمة رأينا بعضها يستيقظ مؤخراً في اسطنبول و مدريد.

- فئة تفتقر الى مزايا الفئة الاولى و إن كانت على ذات الدرجة من الايمان و الحس القتالي ، و هذه تم تسكينها في الدول الاسلامية و العربية خصوصا كخلايا نائمة رأينا بعضها يستيقظ مؤخراً في الرياض و الرباط.

بهذا كانت عملية إيجاد التغطيات المناسبة و التصريحات الكافية لتسكين هذه الخلايا حيث هي قد تمت بشكل ممتاز ، و لم يبق إلا ايجاد طريقة جيدة لتوفير حد ادنى من الإتصال فقط لتوجيه الاوامر و ليس التنسيق او التخطيط حيث تترك هذه المهمة لكل خلية وفقاً لظروفها و متطلباتها ، و قد تكفل بربط هذه الخلايا بمنظومة اتصال ثلة من الشباب الباكستاني الملتزم و النابغ في علم الحاسوب ، حيث وضعوا شفرة مناسبة تمكن هذه الخلايا من تلقي الامر بالتحرك عندما يصدر ، و بشكل مشفر يجعلها توقن ان هذه التعليمات صادرة من القيادة.

و لقد تسرب شيء من هذا عندما تم اسر مهندس الكمبيوتر الباكستاني مؤخراً.



بقيت مشكلة التمويل ، و قد تنبهت القيادة الى هذه المشكلة مبكراً و قبل ان يستيقظ بوش بعد ضربة سبتمبر و يعمل على تجميد الارصدة و عرقلة تحويل الاموال.

حيث تم تجميع كافة موارد القاعدة و شراء مقابلها ذهب سبائك ، و لو لاحظتم فإن الشيخ اسامة في رسالته الى الشعب العراقي و إعلانه مكافأة لكل من يقتل امريكي ان القيمة ستقدم ذهباً.

فمهما قمت بإجراءات تقيد بها اموال "الارهابيين" فإنك لا تستطيع منعهم من بيع الذهب و تسييل المبالغ عند الضرورة لتمويل عملياتهم.

بهذا يتضح ان سخرية الكاتب في غير محلها عند التمعن

و إن كنت اتفق معه جداً في ان هناك هالة إعلامية ضخمة ساهمت في صناعتها امريكا احاطت بنظيم القاعدة و جعلته يبدو تنظيماً اسطورياً و إخطبوطياً و ذلك لاهداف سياسية و انتخابية .


كذلك فإن البعض منا انجرف وراء تيار التأييد لهذا التنظيم كنوع من الانسياق الناجم عن كراهيته لامريكا و شعوره بالقهر فلم يعد يميز بين ماهو حقيقي و ما هو مختلق ، و اخذ يؤيد و يناصر و يكابر على طول الخط ، و كأننا بإزاء مباراة كروية ، و هؤلاء اساؤوا الى مواقفهم من حيث ارادوا تحسينها.

و لكن في نفس الوقت علينا الا نستخف بحركة فكرية لقتال الصليبيين و اليهود الصائلين على ديار الاسلام ، فمثل هذه الحركة متجذرة في الوجدان الاسلامي و لا علاقة لها بالشيخ اسامة او سواه في الحقيقة ، و هناك حالة تبرعم او توالد مستمر من رحم هذا التنظيم بضم عناصر جدد ، و هذا ما اذهل العدو قبل الصديق ، و اذا اندثرت القاعدة فسيخرج بديل عنها و هكذا...حتى قيام الساعة .

و قبل ان يسخر الكاتب كان عليه ان يتذكر قول الرسول صلى الله عليه و سلم :

( لن يبرح هذا الدين قائماً يقاتل عليه عصبة من المسلمين حتى تقوم الساعة)

ثم ليسأل نفسه اين هذه العصبة الآن ، و هل يجوز له ان يسخر منها؟




من سوء حظه انه وجد من ينقل له غثاؤه الى هنا فاتاح لنا الفرصة لتبيان عواره و تفنيد ما اراده.



و الله من وراء القصد
__________________
إن هذه الكلمات ينبغي لها أن تخاطب القلوب قبل العقول .. والقلوب تنفر من مثل هذا الكلام .. إنما الدعوة بالحكمة ، والأمر أعظم من انتصار شخصي ونظرة قاصرة !! الأمر أمر دين الله عز وجل .. فيجب على من انبرى لمناصرة المجاهدين أن يجعل هذا نصب عينيه لكي لا يضر الجهاد من حيث لا يشعر .. ولا تكفي النية الخالصة المتجرّدة إن لم تكن وفق منهج رباني سليم ..
وفقنا الله وإياكم لكل خير ، وجعلنا وإياكم من جنده ، وألهمنا التوفيق والسداد.
كتبه
حسين بن محمود
29 ربيع الأول 1425 هـ



اخوكم
فــــــــــارس تـــــــــــرجّلَ