الموضوع
:
بمناسبة ذكراه - الشخصيات في رسومات ناجي العلي
عرض مشاركة مفردة
#
8
02-09-2004, 01:22 PM
Ali4
عضو مميّز
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الوطن العربي - ومن القطر الفلسطيني تحديدا !
المشاركات: 2,299
وذلك ما شكل ميزة من ميزات كاريكاتور ناجي العلي فهو المبشر والمحرض حتى في اشد اللحظات حلكة وألماً .. فالأمل ينبعث من ثنايا الرماد ، من وسط الركام ، من قلب الأحزان ، من الم النازف والجرح الأخضر ولا مكان للسكون أو الاستكانة .. أما " مصر" تلك الفتاة الجميلة الرافعة علم فلسطين عالياً متحدية كل الظروف ، هي " مصر أم الدنيا " وهي " مصر" التي يزين شعرها وردة دامعة بينما تحتل القضبان وحبال المشانق عينيها ، وسط أرضية لوحة تزينها كوفية فلسطينية منقطة بالقلوب كتب عليها :
تعيشي يامصر والله يجبر بخاطرك
إنها مصر " سليمان خاطر " مصر المتمسكة بعروبتها ، مصر الداعم والمساند لفلسطين وشعبها ، مصر الرفض للصهاينة ووجودهم .. إنه الحب لمصر كما هو الحب للبنان وكما هو الحب للأردن وكما هو الحب لفلسطين ..
لوحات عديدة أخرى تعبر عن المدن العربية في لبنان وفلسطين عبر شخص المرأة ، كرمز لعطاء الشعب وتضحياته ، وكرمز للخصوبة بولادة جيل الأمل من قلب الهزيمة والألم ..
هذه هي المرأة في فن ناجي العلي .. أما الشخصية الأساسية الثابتة للمرأة في رسوم ناجي العلي فهي " فاطمة " الفلسطينية المكافحة "فاطمة " العربية الصابرة المثابرة .
ففاطمة ذات الإزار الطويل والمنديل والوجه المستدير الطيب والعينين السوداوين الشرقيتين ، هي الرمز ، الرمز العربيات المناضلات بكافة أشكال النضال .
هي أولاً المرأة الولادة المعطاءة التي تشبه خصوبتها خصوبة الأرض وعطاءها ترفد الوطن بالمناضلين والمبدعين ، وهي أم الشهداء الذين سقطوا ولا زالوا يسقطون من أجل الوطن ..
وهي ثانياً المرأة الصلبة كصلابة حجارة الوطن ، لا تلين لها قناة أمام شظف العيش ومحنة التشرد ، تتجول حافية القدمين وهي باسمة دامعة محتضنة طفلها الرضيع الذي ترضعه حب الوطن ممزوجاً بحنانها وحبها وسط أكوام الركام والدمار ووسط أزيز القذائف والرصاص ليكبر ويحمل البندقية ويتابع الطريق الذي سبقه إليه أبناؤها الآخرون .. إنها تزرع فلسطين في دمائه مع كل جرعه رضاعة ومع كل لمسة حنان وكل كلمة حب .. تدفع زوجها وأولادها إلى متابعة التحرير والاستشهاد فها هي " فاطمة " في إحدى لوحات ناجي تطلب من زوجها " أبو حسين " – الرجل الطيب – البافطات المليئة بالعبارات الطنانة لتعمل له منها كفناً طالما القيادة " الإسرائيلية " قريبة .. وها هي أيضاً في لوحة أخرى يطمئن قلبها عندما يخبرها زوجها – الرجل الطيب- بأن ابنهما استشهد على شط " يافا" .
إنها " فاطمة " التي يقول فيها زوجها " الطيب" في لوحة أخرى ومن خلال مقابلة مع الصحافة الأجنبية :
" .. and if كل أولادي استشهدوا ، me فاطمة مستعدين نستنفر ونخلف أولاد يرجمون الحجارة ..." .
والذي يضيف: " فاطمة my love أخت الرجال بتسوى ألف زلمة من اللي شاطرين بزط الحكي بس.. yes فاطمة اللي بعدها معاقة مفتاح بيتنا بالناصرة برقبتها .. " .
و" فاطمة " لم تقف في فن ناجي العلي عند حدود المرأة الولادة والصلبة والمعطاءة ، بل تعدت ذلك لتكون المشاركة في الحوار والموقف والشريكة في الموت والمصير، فهي بوصلة الأمان لزوجها " الرجل الطيب " في اقترابه وابتعاده من المسار الصحيح في الحكم على الأمور . لنقرأ هذه اللوحة لناجي العلي :
Ali4
عرض الملف الشخصي الخاص بالعضو
إرسال رسالة خاصة إلى Ali4
إيجاد جميع المشاركات للعضو Ali4