أخي الهلالي
أولا أشكرك على ثنائك العطر على أسلوبي العاجز، وأيم الله إنني لا أراه كما
تراه..ولقد رميتني بداء السخرية والاستهزاء وبذئ القول حين المداخلات،
وماكان ذلك طبعي،وإنما هو دأب العاجزين الضعاف عن
مقارعة الحجة بالحجة، إلا إذا استدعاه المقام ومقتضى الحال البلاغي،
والمعنى المقصود، وما كنت ألجأ إليه إلا حينذاك،وهذا منحى في الكلام
تعودت عليه العرب، ثم إن السخرية ـ أحيانا ـ تأتي على قدر التعجب من
الخطأ الوارد في المقالة، على الأقل حسب ما أعتقد، ,وإن كنتَ محسنا الظن
بي ؛ فاعلم أنني ما دخلت النت يوما للاستهزاء ، أو السخرية..
أما قولك إن مشاركتي تغدو آنذاك غير مفيدة فأقول إن هذا نابع من
المصادمة بيني وبينك في الرأي، وبالتالي لاتثريب علي وعليك..
وأنا يا أخي لست ضدك ولا ضد غيرك ممن معك!!، وليس في قلبي كره أو ضغينة
لأحد من المسلمين ، ولكنني أعبر عن حنقي من رأي يصادم ما أراه من
المعتقد الإسلامي السليم، والذي تعلمناه وربينا عليه، وعلى قدر إحساسي
بالرفض لهذا الرأي قد تتوهم أني أكره أو أبغض، ولنكن أنا وأنت ممن يبغض
الباطل ويحب الحق، دون دخل للأشخاص المعبرين ، ما لم يتبين أحدنا بيانا
صريحا على أن المخالف له يستحق البغض أو الكره ،وهذا لايتحقق في عالم
النت!!
وأنا أخي أحب وطني ، وأدين بالسمع والطاعة لولاة أمري من العلماء
والأمراء، ويغيظني أن يطعن فيهم طاعن، أو يقذفهم قاذف ، أو يسبهم سابٌ،
فهل أنا ملام ؟!
أما قولك عن علمائكم وعلمائنا ؟! فهل نحن افترقنا فسطاطين هداك الله؟!
وليس لنا مع أحد من العلماء جولة من البغض والتحقير ، وأنا أخي لاأراك
تفيض من نبع عالم حقيقي أجمعت الأمة على علمه وفضله،ووضعته موضع الأمانة
والذمة، وإن كان لديك فهبني واحدا، أرجع معك إليه،وأغرف من نبعه،
وبالتالي لاتطلب مني أن أغادر البحر الطامي المملوء بعلم لابن باز، وابن
عثيمين، ومحمد ابن إبراهيم ،وابن حميد، ومن قبلهم ابن عبد الوهاب إلى
مستنقع يكتب فيه المجهولون ،والذين غدا رأيهم الأول في طي التوبة كالفهد
والخضير، والخالدي،أو يكتب فيه من لايعرف بمزيد العلم والفضل إنما اشتهر
بالبغضاء لكل ولي أمر، ولكل حاكم، وأنت أخي أعلم مني بهم ولن أذكرهم
هدانا الله للحق جميعا..
وأما حوارك عن التزكية، فهي حصلت لمجهول جهلا عاما طاما،غير معروف منه
إلا معرف انترنتي،والأصل في النت الكذب ،والدجل،والتدليس،وأما أن الأصل في
الإنسان البراءة فصحيح ذلك بشرط العلم به، وببعض أحواله، وأنت تطلبني
للتخيل، وأنا أطلبك أخي للتعقل، وأن تثبت لي وجود علي بن محمد بريء
الذمة الذي تذكره،وأن تثبت لي أنه ليس دجالا ، أو منافقا، أو مدلسا،
يريد أن يدس السم في العسل المخلوط بغذاء الملكة!!
وبناء على افتراضك، وبناء على طلبي إياك للتعقل؛ فإن الافتراضات الستة
الأخرى تبطل لأنها بنيت، على خيال غير متحقق إلى الآن!!
وأما تزكيتك لأسامة بن لادن هدانا الله وإياه إلى الحق؛فهي أخف وطأة من
تزكيتك للمجهول،لما تعلمه من حاله الذي قد يُلْبٍسُ عليك،ولكنه لا يلبس على
غيرك من العلماء الذين جرحوه، وجرموا أفعاله، من سائر علماء الأمة لافي
السعودية فقط،
وحين ذاك فلا تثريب علي إذ لم أكن له محبا، وكنت لفعله من الكارهين
أخي، أعتقدُأن الآراء بحر متلاطم، وأن الصواب يلهمه الله من يشاء،وأن الحق
ضالة المؤمن ، وعليه أن يطلبها، وعليه فإني أوصيك ونفسي بتقوى الله في
السر والعلن، وأن نرجع إلى كتاب الله ، وسنة نبيه،وأن نسأل العلماء
الراسخين في العلم ،وأن لا نتصدر للفتيا في عموميات المسلمين، وأن ندعو
الله تعالى أن يظهر الحق ويرفعه،وأن يبين الباطل ويدمغه
وأسأل الله لك الهداية ،والتوفيق..
|