عرض مشاركة مفردة
  #9  
قديم 13-09-2004, 10:38 AM
ahmednou ahmednou غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 477
إفتراضي


جزاك الله خيرا أخي أبا ذر على فتح هذا الموضوع المهم..

ولكن يجب أن نضع القواعد قبل أن نتحدث في هذا الموضوع..

أهم قاعدة هي: إن الخطأ في أمور الدنيا بالنسبة للخطأ في أمور الآخرة، يساوي نسبة الدنيا للآخرة..

أقصد لو لم تقود المرأة السيارة أصلا.. فإن ذلك قد يسبب متاعب في الدنيا...
وإن قادت السيارة وأدى ذلك إلى وجود مفاسد تؤثر على الآخرة، فعلينا أن نختار بين متاعب الدنيا ومشاكل الآخرة، على حسب إيماننا بقدر الدنيا وقدر الآخرة.. وكلنا نعلم قدر الدنيا وقدر الآخرة.. كمثل ما يضع أحدكم أصبعه في اليم فلينظر بم يرجع..

فلما عظمت الدنيا في قلوبنا، عظمت مشاكلها كذلك في قلوبنا، فاحتطنا (من الاحتياط) لحل مشاكلها جميع الاحتياطات، وإن كان ذلك على حساب الآخرة، أو العدوان على حمى الآخرة، كالراعي يرعى حول حمى ملك يوشك أن يرتع فيه فيقع في عقوبة الملك.. ولم نبالي بما خسرنا من الآخرة بسبب هذه الاحتياطات للدنيا..

ولو عظمت الآخرة في قلوبنا، لعظمت كذلك مشاكلها عندنا، ولاحتطنا لحل مشاكلها جميع الاحتياطات، ولو أدى إلى فقدان بعض مصالح الدنيا..
كما قال بعض الصحابة أو التابعين: تركنا سبعين بابا من الحلال خشية الوقوع في باب واحد من الحرام..

فلما كانت الدنيا حقيرة والآخرة عظيمة في قلوب العلماء، احتاطوا لديننا ولآخرتنا ولو كان على حساب دنيانا… فلما رأينا أن ذلك يمس ببعض أمور دنيانا مثل سعادة وترف أزواجنا أو أولادنا أو أموالنا أو مساكننا، أعلنا النفير العام على هؤلاء العلماء، وقلنا بلسان الحال لا المقال: أيها الناس إن العلماء قد انتقصوا من آلهتنا -أمور دنيانا- وعابوا أوثاننا وذموا أصنامنا، فالنفير النفير عليهم…


وهذه المسألة على الحقيقة اجتهادية وقياسية على حسب نصوص الشريعة..
فمثلا حرم القرآن إبداء المرأة لزينتها... فإذا رأى بعض العلماء أن في ذلك زينة، أو لرؤيته أن المفاسد أكثر من المصالح فأفتى لشعبه بالتضييق على هذا الأمر... فهذا اجتهاد منه يثاب عليه أجرين إن أصاب وأجر إن أخطأ..

وإن قام أحد من غير العلماء فأفتى اجتهادا منه، فعليه وزر إن أصاب ووزران إن أخطأ..

وإن تهجم أحد على أحد من العلماء بسبب خطأه أو مخالفته لرأيه، فلا يعدل ذلك أي مصيبة من مصائب الدنيا.. لأنها سوف تكون مصيبة له في الآخرة، ومشاكل الآخرة ليس لها نهاية، بينما مشاكل الدنيا لا بد لها من حل، لأن الدنيا كلها بمشاكلها مؤقتة، وقد وعد الله فيها عز وجل باليسر بعد كل عسر..

وإن ترك أحد هذا الكلام وهذه الفتاوى للعلماء، وتفرغ للقضاء على الشذوذ الجنسي الذي ينادى به الآن أصحاب دعاة حقوق المرأة.. والقضاء على محاربة فرنسا للحجاب الذي هو موجود في دين المسلمين والنصارى وجميع الشرائع السابقة.. والقضاء على الحريات الجنسية التي تريد أمريكا تطبقها على بلاد المسلمين باسم حقوق المرأة وحقوق الإنسان، والقضاء على الزنى والمخدرات والزواج العرفي، والقضاء على الفجور والميوعة والفساد الخلقي في وسائل الإعلام... والقضاء على.. إلخ... فهو خير له في الدنيا والآخرة، ولهداه الله ولنصره الله ولوفقه الله ولرزقه الله من حيث لا يحتسب ولأعزه الله ولقربه الله ولرزقه الله الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة، ولرزقه نعيم الجنة الأبدي ملايين ملايين السنين خالدا فيه أبدا...
__________________
أبو سعيد