عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 14-09-2004, 03:21 AM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي بيان حقوق ولاة الأمور ....!!!

بيان حقوق ولاة الأمور على الأمة بالأدلة من الكتاب والسنة
وبيان ما يترتب على الإخلال بذلك


لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز- رحمه الله-

الحمد لله رب العالمين، والعاقبــة للمتقين، والصــلاة والسلام على نبيــه ورسولـــه وخليله، وأمينه على وحيه، نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبدالله، وعلى آله وأصحابه، ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد: فلا ريب أن الله جل وعلا أمر بطاعة ولاة الأمر، والتعاون معهم على البر والتقوى، والتواصي بالحق والصبر عليه، فقال جل وعلا: ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تاويلا) [ النساء: 59]. هذا هو الطريق، طريق السعادة وطريق الهداية، وهو طاعة الله ورسوله في كل شيء، وطاعة ولاة الأمور في المعروف من طاعة الله ورسوله، ولهذا قال جل وعلا: ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم) [ النساء: 59]. فطاعة ولي الأمر تابعة لطاعة الله ورسوله، فإن أولى الأمر هم الأمراء والعلماء، والواجب طاعتهم في المعروف، أما إذا أمروا بمعصية الله، سواء كان الآمر أميراً أو ملكاً أو عالماً أو رئيس جمهورية أو غير ذلك، فلا طاعـة له في ذلك، كما قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: "إنما الطاعة في المعروف" [ رواه البخاري برقم 6612 ومسلم برقم 3424]. والله يقول: ( ولا يعصينك في معروف) [ الممتحنة: 12] يخاطب النبي عليه الصلاة والسلام، ويقول الله عز وجل: ( فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيراً لأنفسكم) [ التغابن:16]. فالله عز وجل أمر بالتقوى، والسمع والطاعة، يعني: في المعروف، لذا فإن النصوص يشرح بعضها بعضاً، ويدل بعضها على بعض. فالواجب على جميع المكلفين التعاون مع ولاة الأمور في الخير، والطاعة في المعروف، وحفظ الألسنة عن أسباب الفساد والشر والفرقة والانحلال. ولهذا يقول الله جل وعلا: ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول) [ النساء:59]، أي: ردوا الحكم في ذلك إلى كتاب الله، وإلى سنة رسوله- صلى الله عليه وسلـم- في إتباع الحق، والتلاقي على الخير، والتحذير من الشر. هذا هو طريق أهل الهدى، وهذا هو طريق المؤمنين. أما من أراد دفن الفضائل، والدعوة إلى الفساد والشر، ونشر كل ما يقال مما فيه مدح بحق أو باطل، فهذا هو طريق الفساد وطريق الشقاق، وطريق الفتن. أما أهل الخير والتقوى فينشرون الخير، ويدعون إليه، ويتناصحون بينهم فيما يخالف ذلك، حتى يحصل الخير ويحصل الوفاق والاجتماع والتعاون على البر والتقوى، لأن الله جل وعلا يقول: ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) [ المائدة:2]، ويقول سبحانه: ( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) [ العصر: 3-1]. ومعلوم ما يحصل من ولاة الأمر المسلمين من الخير والهدى والمنفعة العظيمة، من إقامة الحدود، ونصر الحق، ونصر المظلوم، وحل المشاكل، والأخذ على يد السفية والظالم... إلى غير هذا من المصالح العظيمة، وليس الحاكم معصوماً، إنما العصمة للرسل عليهم الصلاة والسلام فيما يبلغون عن الله عز وجل. ولكن الواجب التعاون مع ولاة الأمور في الخير، والنصيحة فيما قد يقع من الشر والنقص، هكذا فهم المؤمنون، وهكذا امر الرسول- صلى الله عليه وسلم-، أمر بالسمع والطاعة لولاة الأمور، والنصيحة لهم، كما قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: " إن الله يرضى لكم ثلاثاً، ويسخط لكم ثلاثاً: يرضى لكم: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاة الله أمركم.." الحديث [ رواه الإمام أحمد برقم 8444، ومالك برقم 1572]. ويقول عليه الصلاة والسلام: " الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة"، قالوا: يا رسول الله، لمن؟ قال: " الله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعاميتهم" [ رواه الترمذي برقم 1849، والنسائي برقم 4128، وأبو داود برقم 4293]. وقال عليه الصلاة والسلام: " من ولي عليه وال ٍ فرآه يأتي شيئاً من معصية الله، فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعن يداً من طاعة" [ رواه مسلم برقم 3448]. ولما سئل عن ولاة الأمر الذين لا يؤدون ما عليهم، قال- صلى الله عليه وسلم-: " أدوا الحق الذي عليكم، وسلوا الله الذي لكم" [ رواه الإمام أحمد برقم 3640، ومسلم برقم 1843]. فكيف إذا كان ولاة الأمور حريصين على إقامة الحق، وإقامة العدل، ونصر المظلوم، وردع الظالم، والحرص على استتباب الأمن، وعلى حفظ نفوس المسلمين ودينهم وأموالهم وأعراضهم؟! فيجب التعاون معهم على الخير، وعلى ترك الشر، ويحب الحرص على التناصح والتواصي بالحق، حتى يقل الشر ويكثر الخير. وقد مَنَّ الله على هذه البلاد بدعوة الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمـة الله عليه، ومناصرة جد هذه الأسرة الإمام محمد بن سعود- رحمه الله- لهذه الدعوة، وحصل بذلك من الخير العظيم، ونشر العلم والحق، ونشر الهدى، والقضاء على الشرك وعلى وسائل الشرك، وعلى قمع أنواع الفساد من البدع والضلالات ما يعلمه أهل العلم والإيمان ممن سبر هذه الدعوة، وشارك فيها، وناصر أهلها. فصارت هذه البلاد مضرب المثل في توحيد الله والإخلاص له، والبعد عن البدع والضلالات ووسائل الشرك، حتى جرى ما جرى من الفتنة المعلومة التي حصل بسببها العدوان على هذه الدعوة وأهلها. ثم جمع الله الشمل على يدي الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود، والد الإمام فيصل بن تركي، رحمة الله على الجميع، ثم على يد ابنه فيصل بن تركي، ثم على يد ابن ابنه عبدالله بن فيصل بن تركي، ثم حصلت فجوة بعد موت الإمام عبدالله بن فيصل رحمه الله، فجاء الله بالملك عبدالعزيز ونفع الله به المسلمين، وجمع الله به الكلمة، ورفع به مقام الحق، ونصر به دينه، وأقام به الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحصل به من العلم العظيم والنعم الكثيرة، وإقامة العدل، ونصر الحث، ونشر الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ما لا يحصيه إلا الله عز وجل، ثم سار على ذلك أبنـاؤه من بعده في إقامة الحق، ونشر العدل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فالواجب على جميع المسلمين في هذه المملكة: التعاون مع هذه الدولة في كل خير، وهكذا كل من يقوم بالدعوة إلى الله ونشر الإسلام والدعوة إلى الحق، وتدعو إلى تحكيم شريعة الله، وتنصر دين الله، يجب التعاون معها أينما كانت. وهذه الدولة السعودية دولة مباركة، نصر الله بها الحق، ونصر بها الدين، وجمع بها الكلمة، وقضى بها على أسباب الفساد، وأمن الله بها البلاد، وحصل بها من النعم العظيمة ما لا يحصيه إلا الله، وليست معصومة، وليست كاملة، كل فيه نقص، فالواجب التعاون معها على إكمال النقص، وعلى إزالة النقص، وعلى سد الخلل بالتناصح، والتواصي بالحق، والمكاتبة الصالحة، والزيارة الصالحة، لا ينشر الشر والكذب، ولا بنقل ما يقال من الباطل، بل يجب على من أراد الحق أن يبين الحق ويدعو إليه، وأن يسعى في إزالة النقص بالطرق السليمة، وبالطرق الطيبة وبالتناصح، والتواصي بالحق. هكذا كان طريق المؤمنين، وهكذا حكم الإسلام، وهكذا طريق من يريد الخير لهذه الأمــــة، أن يبين الخير والحق، وأن يدعو إليه، وأن يتعاون مع ولاة الأمور في إزالة النقص، وإزالة الخلل. هكذا أوصى الله جل وعلا بقوله سبحانه: ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب) [ المائدة:2]. ويقول سبحانه: ( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) [ العصر: 3-1]. فالدين النصيحة، الدين النصيحة. فمن أهم الواجبات: التعاون مع ولاة الأمور في إظهار الحق والدعوة إليه، وقمع الباطل والقضاء عليه، وفي نشر الفضيلة، ومحاربة الرذيلة بالطرق الشرعية. ويجب على الرعية التعاون مع ولاة الأمور، ومع الهيئات ومع كل داع ٍ إلى الحق، يجب التعاون على الحق وعلى إظهاره والدعوة إليه، وعلى الفساد والقضاء عليه. هذا هو الواجب على جميع المسلمين، بالطرق التي شرعها الله في قوله سبحانه: ( أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هى أحسن) [ النحل: 125].، وفي قوله سبحانه: ( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً) [ فصلت: 33]، وفي قوله سبحانه: ( ولا تجدلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم) [ العنكوت: 46]، وفي وقوله سبحانه: ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لا نفضوا من حولك) [ آل عمران: 159]، وفي قوله عز وجل لموسى وهارون لما بعثهما إلى فرعون: ( فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى) [ طه: 44].

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }