ذكرني هذا الجدال بقصة الرجلين اللذان كانا يسيران في الصحراء
فرأيا سوادا من بعيد , فقال أحدهما : هذه عنز . فقال الآخر : لا بل طائر .
وأخذا يتجادلان , وإرتفع صوتهما , فلما إقتربا طار هذا الشيئ الأسود ,
فقال أحدهما : ألم أقل لك بأنه طائر . فقال الثاني : كلا إنها عنز ولو طارت .
وهذا صاحبنا الهادئ , مصمم على أن النصارى لايكذبون , وهم على الصواب
دائما , فمهما زدنا أو عدنا , فهي عصيدة .... نعم عصيدة ولو طارت .
__________________
http://hewar.khayma.com/showthread.php?s=&threadid أن المفهوم السياســي للوطن في الإعلام العربي والخطاب السياسي ـ غالبا ـ ينتهي إلى أنه الكذبة الكبرى التي اصطلح الجميع على إستعمالها للوصول إلى أطماعه الخاصة ، الحزب الحاكم يستعملها مادامت توصله إلى أطماعه ، وطبقة التجار كذلك ـ إن كانت ثمة طبقات تجار خارج السلطة التنفيذية ـ مادموا يحصلون على الصفقات الكبرى ، والأحزاب الساعية للسلطة يمتطــون هذا المفهوم للوصول إلى السلطة .
ولهذا ينكشف الأمـر عندما يتخلى الزعيم عن الأرض هاربا عندما يفقد سلطته ، وتعيش الأحزاب السياسية خارج الوطـن ، وهي تتاجر سياسيا بشعاره ، ويُخرج التجار أموالهم ليهربوا إليها عندما تتهدد مصالحهم التجارية في الوطــن ، بينما كانوا يجعلون الأرض سوقا استثماريا فحسب ، ويبقى فيها الشعب المسكين الذي كان مخدوعا بهذه الكذبة ، حبّ الوطن ، إنه حقـا زمــن الزيــف والخــداع .
=46969
|