عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 20-09-2004, 06:31 PM
الهادئ الهادئ غير متصل
جهاد النفس الجهاد الأكبر
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2003
الإقامة: بلد الأزهر الشريف
المشاركات: 1,208
إفتراضي

موقف حزب الغلاة من العلماء والدعاة والجماعات

لن يعرف القراء موقف حزب الغلاة من العلماء والدعاة والجماعات إلا إذا عرضنا نماذج من أقوالهم فيهم، وقبل عرض هذه النماذج لا بد لي من الاعتذار لأنني مضطر للاستدلال بمقاطع مليئة بالفحش والسفاهة.

أولاً - موقفهم من العلماء: قالوا عن الأزهر، وهو أكبر مؤسسة في العالم الإسلامي لتخريج العلماء والدعاة: "أما الضربة الأخطر من ذلك فهي قانون تطوير الأزهر، وهو القانون رقم 103 لسنة 1966 الذي دمرَّ الأزهر حتى أصبحنا لا نرى من الأزهر إلا هذه الوجوه القبيحة أمثال النمر والشعراوي والغزالي وجاد الحق وغيرهم من الأجيال الحديثة من دكاترة الأزهر المتفرنجين أمثال الأحمدي أبو النور ومن على شاكلته. وقانون تطوير الأزهر المشؤوم سلب أوقاف الأزهر، وهي مورده المالي، وبالتالي سلبه كل استقلاليته حتى نص القانون في مادته الثانية على أن الأزهر هيئة تابعة لرئاسة الجمهورية"(2).

وقالوا عن شيخ الأزهر السابق جاد الحق علي جاد الحق رحمه الله: "وأما الدجال الأكبر شيخ الجامع الأزهر جاد الحق فقد نال منصبه هذا مكافأة له على فتواه بإهدار دم الإخوة المجاهدين الذين نفذوا حكم الله في أنور السادات، فتم ترقية جاد الحق من منصب المفتي إلى منصب وزير الأوقاف إلى منصب شيخ الأزهر. كل هذا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 1982، وقد قال القاضي المجرم سمير فاضل إنه اعتمد في قراره بإعدام هؤلاء الإخوة على ما قاله المفتي جاد الحق في حقهم (انظر جريدة الأخبار 25/3/1982)، فلا ينبغي للمجاهدين أن ينسوا ثأرهم من هؤلاء الزنادقة الذين يستحلون دماء المجاهدين"(3) .

وعن الشيخ محمد الغزالي رحمه الله قالوا: "أما محمد الغزالي وما أدراك ما الغزالي؟ فحدث ولا حرج بدأ الغزالي حياته شاباً ثائراً انتهى به الحال كما ترون حذاءً في أقدام الطغاة يلبسونه اليوم في الجزائر وغداً في مصر يتوصلون به إلى مآربهم. وفي كل أحواله لم يفارقه بطر الحق وغمط الناس وهما علامتا الكبر"(4) .

وقالوا عنه في موضع آخر: "والغزالي أيها الإخوة ينكر معلوماً من الدين بالضرورة وهو جهاد الطلب، ومنكر مثل هذا حكمه معلوم لأهل الإيمان"(5) .

وقالوا عن الشيخ يوسف القرضاوي: "أما يوسف القرضاوي الذي كان يدس أفكاره باستحياء في كتبه مثل حتمية الحل الإسلامي والصحوة الإسلامية بين الجمود والتطرف يحاول أن يهاجم الشباب المسلم المجاهد وينشر روح الاستخذاء والتخاذل على تستر إلى أن دعا داعي الحكومة وصرخ صارخها أن أغيثونا وضغط عليهم زكي بدر ضغطة فلم يملك إلا طاعة الأمر"(6) .

ويبدو أن مرور الوقت عليهم يزيدهم حدة وتشنجاً، فبعد مرور حوالي عقد من الزمن قال قائلهم في وصف الشيخ يوسف القرضاوي: "هذا الكذاب المأفون، فقيه الحركة الإسلامية الأم، شيخ السوء، صاحب العمامة والقفطان أعني الدكتور الأزهري يوسف القرضاوي أما آن للناس أن يعرفوا حقيقته ويكشفوا باطله. هذا شيخ يحتاج إلى مجلدات لكشف خبث طويته، وسوء عقله وعلمه، وهو ممن يستحق أن يعرض بتفصيل ليعلم الناس مقدار شره في إسباغ الشرعية على الباطل والشر"(7) ، ومما أخذه هذا الكاتب على الشيخ القرضاوي تزلفه لأولياء أموره (كما ادعى)، ومن الأمثلة على ذلك موقفه من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي لقطر.

ومثل هذه الاتهامات والشتائم التي تصل حد الرمي بالزندقة والتكفير يرمون بها جميع العلماء لأنهم علماء للسلاطين، وينسحب هذا المصطلح على جميع من يتولى أعمالاً في وزارات الأوقاف والدعوة والشؤون الإسلامية ابتداء بالمفتي وانتهاء بأئمة المساجد وخطبائها، ومن الأمثلة على ذلك أن بعضهم يكفر الشيخ عبد العزيز بن باز مفتي الجزيرة العربية، وبعضهم الآخر يقول: لا أكفره تورعاً، ولكن هذا البعض يرميه بكل ماهو أقل من الكفر.

ومشكلتهم مع هؤلاء العلماء أن الناس يستفتونهم، ويحضرون خطبهم ودروسهم، وعندما تعرض عليهم أقوال وفتاوى حزب الغلاة يدحضونها، ويبينون بطلانها، والناس يستمعون إليهم، وخاصة لأهل الصلاح والورع منهم، ولذلك فإن الغلاة يخوضون في أعراضهم، وينهشون لحومهم، ويحصون أخطاءهم، ويصبح التشنيع عليهم مادة يجترونها في نواديهم ونشراتهم.

قلة من العلماء لا يحبونهم، ولكنهم لا يستطيعون التشهير بهم لأنهم ليسوا من علماء السلطة، وعلى نقيض ذلك فالسلطات تخشاهم وتضطهدهم وتنكل بهم، وإنهم لو تعرضوا لهم بسوء فلسوف ينفض عنهم كثير من أنصارهم الذين يقدرون هؤلاء العلماء ويقرأون ويسمعون كل ما يصدر عنهم من كتابات وأشرطة، لهذه الأسباب فإن قادة حزب الغلاة يستخدمون التقية نحو هؤلاء العلماء، وقد يوهمون أتباعهم بأنهم وهم كيان واحد، ثم ينتظرون الوقت المناسب للانقاض عليهم ونهش أعراضهم، ولابد لهم من التدرج في ذلك.