عرض مشاركة مفردة
  #9  
قديم 22-09-2004, 04:05 AM
غــيــث غــيــث غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الخيمة العربية
المشاركات: 5,289
إفتراضي

في معرض الإجابة على وفد الفاتيكان للحوارطرح هذا السؤال :


** المنسنيورالدكتور خالد عكاشة مسيحي أردني مسؤول الشؤون الاسلامية في المجلس البابوي الفاتيكان
أرجوا من الزملاء في الوفد الاسلامي أن يتسع صدرهم لتكرار تساؤلنا حول عدم سماح المملكة العربية السعودية ببناء كنائس على أرضها ، رغم أنه يوجد الآن في السعودية قرابة نصف مليون مسيحي كاثوليكي مع نصف مليون مسيحي من الكنائس الأخرى ، مما يجعلنا نشعر بأن الأقلية المسيحية في السعودية لا تتمتع بحقها الديني وممارسة عباداتها أسوة بالأقليات المسلمة في ديار الغرب المسيحي

**:وقد أجيب على النحو التالي


أولا نؤكد للزميل خالد ولجميع أعضاء الوفد الكاثوليكي بأن تكرار هذا السؤال لا يحرجنا ولا يزعجنا ، لأن الاجابة عليه هي من الثوابت عندنا التي لا تقبل المجاملة والمساومة ولأنها قضية عقدية محسوم أمرها في قيمنا الاسلامية من القرآن والسنة

ان جوابنا الثابت والذي سبق أن وضحناه في كل مناسبة يثار معها هذا السؤال يتلخص بأننا نحن المسلمين نعتقد ونحسب أنكم في الكنيسة الكاثوليكية تعتقدون كذلك بأنه يجب أن يكون لكل عقيدة دينية حصانة جغرافية خاصة بها لا تشاركها ولا تعايشها في تلك الجغرافية عقيدة دينية أخرى ، لكي يتوفر للعقيدة الدينية الحرية والاستقلالية المطلقة في الأرض الخاصة بها ، فمثلا أنتم الكاثوليك اتخذتم من حدود الفاتيكان الحصانة الجغرافية للعقيدة الكاثوليكية واعلنتم أن دولة الفاتيكان هي دولة العقيدة الكاثوليكية ، وأنها المعنية برعاية أتباع شؤون العقيدة الكاثوليكية في العالم ، وحرصا منكم على حرية وصفاء مرجعية العقيدة الكاثوليكية ترفضون أن يشارككم او يتعايش معكم في حدود الفاتيكان أحد من أتباع الكنائس المسيحية الأخرى ، ولا تسمحوا ببناء كنائس في داخل الفاتيكان لاتباع الفرق المسيحية الأخرى مثل البروتستانت أو الارتذوكس وغيرهم ، وطبعا لا تسمحوا ببناء مسجد للمسلمين في داخل حدود الفاتيكان لتضمنوا للعقيدة الكاثوليكية عدم اختلاطها مع المفاهيم العقدية الاخرى معها ونحن المسلمين اعتقادا منا بهذا المبدأ السليم الذي قررته النصوص الشرعية وأكد عليه رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قرر أن الجزيرة العربية كلها تمثل الحصانة الجغرافية لعقيدة الاسلام ، ولا يجوز أن يشاركها او يتعايش معها في هذه الجغرافية أي عقيدة دينية أخرى فهي جغرافية حرة لعقيدة الاسلام ، أما خارج هذه الجغرافية العقدية لشريعة الاسلام أي خارج الجزيرة العربية فها هي كنائسهم تجاور مساجدنا في بلدان المسلمين ، والمسيحيون هناك يتمتعون بكل حريتهم التعبدية والوطنية ، بل أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عندما قدم الى القدس ورغب المسيحيون من أهل القدس ان يدخل عمر رضي الله عنه كنيسة القيامة وأن يصلي فيها ، رفض عمر تلك الرغبة وقال أخشى أن يقول المسلمون هنا صلى عمر فيتخذها المسلمون مسجدا ، وكما تعلمون أن مفتاح كنيسة القيامة لا يزال حتى يومنا هذا بيد عائلة مسلمة بعد أن اتفق المسيحيون من الطوائف المختلفة على هذا الأمر ، بسبب من الخلاف الذي نشب بينهم على شرف حمل مفتاح الكنيسة بعد أن تراضوا على اقتسام داخل الكنيسة وتنازعوا في شأن الباب من يحمل مفتاحه ، فكان الحل أن أسند هذا الأمر لأحد المسلمين أرتضوه لهذا الأمر من دونهم

أما قولكم أن هناك مليونا من الطوائف المسيحية المختلفة منها نصف مليون كاثوليكي في المملكة العربية السعودية فلا نريد أن ندخل معكم في جدل حول هذا الرقم المبالغ فيه والذي نعتقد أنه يحتاج الى كثير من الدقة والمراجعة ، ولكن نريد أن نؤكد لكم أنه لايوجد في المملكة العربية السعودية مواطن واحد غير مسلم أو يقيم اقامة دائمة ، وأن جميع غير المسلمين من مسيحيين وغيرهم قد قدموا الى المملكة بعقود عمل مؤقتة ، وأن عقود العمل تشترط على غير المسلم احترام والتزام آداب واعراف وتقاليد المملكة العربية السعودية ، والعقد كما هو معلوم ملزم لأطراف التعاقد ، لذا فان المتعاقد غير المسلم بنص عقد العمل صاحب خيار لا أحد يجبره على الاستمرار ان وجد أن عدم بناء الكنيسة يشكل أمامه عقبة او مشكلة دينية ، أما عن ممارسة الطقوس الدينية الفردية ، فالمعروف أن المملكة العربية السعودية لا تمنع أحدا من المسيحيين أن يمارس حريته الدينية في منزله أو في السفارات والقنصليات ، بل ان نظام المملكة يسمح بفتح مدارس خاصة بأبناء الجاليات التابعة للسفارات والقنصليات

أما قولك باعطاء حق الممارسة الدينية وبناء الكنائس للمسيحيين في المملكة أسوة بالأقليات المسلمة في ديار الغرب المسيحي ، نود أن نؤكد أن هذه المقارنة والمقابلة فيها كثير من المغالطة للأسباب التالية

الأقلية المسلمة في ديار الغرب المسيحي هي أقلية وطنية ، فالكثير من المسلمين هناك من أهل البلاد الأصليين والقسم الآخر حصلوا على الجنسية فهم مواطنون بالتجنس ، والقسم الثالث مهاجر ولهم صفة الاقامة الدائمة ، لذا فانه من المغالطة أن تقارن مجموعات وظيفية متعاقدة لفترة محدودة وفق عقد وشروط محددة في السعودية مع أقلية وطنية أو أقلية لها صفة المواطنين في ديار الغرب

ان الأقليات المسلمة في ديار الغرب المسيحي خارج دولة الفاتيكان دولة العقيدة الكاثوليكية تتمتع بأقل مما تتمتع به الأقلية المسيحية في معظم ديار الشرق المسلم مثل مصر وسوريا وتركيا وغيرها ، فالأقليات المسلمة في ديار الغرب المسيحي لا تزال تعاني الكثير من المحاربة والمقاومة في أبسط خصوصيلتها الدينية مثل قضية الحجاب والتعليم في المدارس والجامعات ، ولا يخفى عليكم أن بعض الجامعات في الغرب بدأت تحظر على الطلاب المسلمين بعض الاختصاصات العلمية وقصرها على المسيحيين من أبناء البلاد الأصليين

ان قولكم ان المسلمين قد سمح لهم ببناء مسجد ومركز ثقافي كبير في روما معقل الطائفة الكاثوليكية وهذا يتطلب المعاملة بالمثل ، فهذا أيضا فيه مغالطة تحتاج لاعادة النظر منكم في المقارنة ، لأن روما هي عاصمة الحكومة الايطالية وليست عاصمة الفاتيكان ، وليست من أرض الفاتيكان الذي يمثل الخصوصية الجغرافية للعقيدة الكاثوليكية مثلما أن المملكة العربية السعودية تمثل الخصوصية الجغرافية للعقيدة الاسلامية ، فاذا أردت أن تكون المقارنة مقبولة فايطاليا تقارن مع مصر مثلا ، حيث توجد الكنائس والمجالس البابوية في الاسكندرية والقاهرة وقل مثل ذلك في اسطنبول ودمشق والمغرب وكثير من بلدان المسلمين


بقلم
الدكتور / حامد بن أحمد الرفاعي
رئيس المنتدى الاسلامي العالمي للحوار
__________________