الدرس السابع عشر /2
قولُ الله تعالى : ( وهو الذي يبدؤا الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الأعلى في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم )
الــــشـــرح :-
قوله تعالى ( يبدؤا الخلق ثم يعيده ) يخبر تعالى مقرراً قدرته وعلمه وحكمته الموجبة لعبادته وحده دون من سواه بأنه هو الذي بدأ خلق الإنسان آدم ودريته فأحياهم ثم يميتهم ثم يحييهم ، ولما أنكر المشركون المعاد أعلم أن الإعادة أسهل من البداية ، فالقادر على البدء قادر على الإعادة وهي أهون عليه ، وهذا من باب البيان بما تعارف عليه الناس ، وإلا فالله الذي يقول للشيء كن فيكون لا يقال فيه الإعادة أهون عليه من البدء ، لذا كلمة أهون ليس هي من باب التفضيل بل هي بمعنى هين . وقوله ( وله المثل الأعلى ) أي الوصف الأكمل الأتم وهو الأولوهية في السموات والأرض ، كقوله تعالى ( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض له ) وقوله ( وهو العزيز الحكيم ) أي الغالب القاهر الذي لا يمتنع عنه شيء أراده الحكيم في تدبيره وتصريفه لشؤون عبادة وخلقه .
إرشادات للمربي :-
1- اقرأ الآية مرتلة وليقرأها معك المستمعون سراً حتى ترى أن أكثرهم قد حفظها .
2- اقرأ الشرح جملة جملة مبيناً لهم ما يصعب عليهم فهمه .
3- علمهم أن أول ما خلق الله القلم ثم خلق السموات والأرض ثم خلق آدم .
4- علمهم أن الله تعالى كان ولم يكن شيء غيره ثم خلق العرش والماء ثم خلق القلم ثم خلق السموات والأرضين ثم خلق آدم ثم خلق ذريته .
5- ذكرهم بأن الآية تقرر المعاد أي البعث والجزاء يوم القيامة ، لأن المشركين تعجبوا من إعادة الخلق بعد فنائهم .
6- ذكرهم بأن العبادة هي سر الحياة وعلة الوجود لقوله تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) " الذاريات :56" فلذا كان الكفار مخلدين في النار .
وقفه :-
عن القاسم بن راشد الشيباني قال :- كان زمعة نازلاً بالمحصب وكان له أهل وبنات وكان يقوم فيصلي ليلاً طويلاً فإذا كان السحر نادى بأعلى صوته :- ( أيها الركب المُعَرسون أكُل هذا الليل ترقدون أفلا تقومون فترحلون ؟ فيتواثبون ، فيسمع من ههنا باك ، ومن ههنا داع ، ومن ههنا متوضىء ، فإذا اطلع الفجر نادى بأعلى صوته " عند الصباح يحمدُ القوم السري "
الحقاق