54 - حكم قول ( رب البيت أو رب المنزل أو رب الأسرة )
هذا القول ينقسم إلى أربعة أقسام :-
1- أن تكون الإضافة إلى ضمير المخاطب في معنى لا يليق بالله تعالى ، كأن يقول :- أطعم ربك ( وهو يقصد سيده ) فهذا منهي عنه لوجهين :-
أ - من وجه الصيغة ، لأنه يوهم معنى فاسداً بالنسبة لكلمة ( رب ) لأن الرب من أسماء الله تعالى وهو سبحانه يُطعِم ولا يُطعَم ، ولا شك هنا أن الرب غير الرب سبحانه وتعالى .
ب - من جهة أنك تُشعر العبد أو الأمة بالذل لأنه إن كان السيد رباً فالعبد مربوباً .
وأما إن كان ضمير المخاطب في معنى يليق بالله تعالى مثل : أطع ربك ( أي : سيدك ) فهو منهي عنه أيضا بسبب ما ذكر في الفقرة (أ) السابقة .
2- أن تكون الإضافة إلى ضمير الغائب مثل :- ربه وربها ( بمعنى سيدة وسيدها ) فإن كان في معنى لا يليق بالله تعالى كان من الأدب اجتناب ذلك مثل ( أطعم العبد ربه ) لكي لا يتبادر للذهن معنى لا يليق بالله وهو الأكل .
وإن كان في معنى يليق بالله تعالى مثل ( أطاع العبد ربه ) فلا بأس بذلك بسبب انتفاء المحذور .
3- أن تكون الإضافة إلى ضمير المتكلم ، كأن يقول العبد لسيده ( ربي ) فإن قوله ذاك يقتضي الذلة فلا يجوز . وإن لم يكن يقتضي الذلة فهو مثل ما ورد عن يوسف عليه السلام في قوله تعالى ( إنه ربي أحسن مثواي وكان يقصد العزيز ، والإذلال منتف هنا .
4- أن يُضاف إلى الاسم الظاهر فيُقال :- هذا رب الغلام أي سيده ، فظاهر هذا الجواز ما لم يُوجد محذور بحيث يظن السامع أن السيد هو رب حقيقي فيمتنع حيئذ قول : رب الغلام ، وإن لم يوجد ذلك المحذور فظاهره الجواز .
56 - حكم قول بعض الناس عندما ينزل المطر مطرنا بنوء كذا وبنجم كذا :
من قال إن المطر نزل بسبب النوء الفلاني أو النجم الفلاني فهو قول لا يجوز وإنما تُنسب الأشياء إلى الله تعالى فيقول ( مُطرنا بفضل الله ورحمته ) " جزء من حديث متفق عليه "
وأما الأنواء والنجوم والكواكب فما هي إلا مواقع وأوقات وعلامات لا تُحمد ولا تُذم ، وما يكون فيها من النعمة والرخاء فهو من الله تعالى ولا يُنسب إلا لله تعالى وكذلك قولهم هذا نوء حسن وهذا نجم سيئ وهكذا فحكمه مثلما سبق ذكره . وكل ذلك ومثله كان في الجاهلية فأبطله الإسلام .
57 - حكم قول بعض الناس ( يا أحبائي في رسول الله .... أو أحبك في رسول الله )
إن مثل ذلك التعبير هو خلاف ما جاءت به السنة فقد ورد في الحديث ( ... من أحب في الله أو أبغض في الله ..... ) فالذي ينبغي أن يقوله الإنسان هو ( يا أحبائي في الله ) أما قولهم :- يا أحبائي في رسول الله فهو خلاف ما كان يقوله السلف ولأنه ربما يُوقع في الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم والغفلة عن الله تعالى ، وإن المعروف عن اهل السنة والسلف الصالح فولهم :- أحبك في الله .
وإن كان قصد القائل لعبارة " أحبك في رسول الله " أنه يجتمع وإياهم في محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو منهي عنه أيضا لأنه خلاف ما جاءت به السنة كما سبق بيانه .
58 - حكم قول ( السيد )
لفظ " السيد " بمعنى السيادة المطلقة ، هو وصف يختص بالله تعالى فالله تعالى هو السيد . أما غير الله تعالى فيوصف بسيادة مقيدة ، مثل أن النبي صلى الله عليه وسلم هو سيد ولد آدم ، أو أننا نصف شخصاً بالسيد لعلمه ونسبه أو لكرمه أو شجاعته ... أو نقول لمالك العبد ( سيد المملوك ) أو يقال للزوج أنه سيد بالنسبة لزوجته ، أو يُقال لمن كان من أهل البيت أنه سيد وذلك لشرف نسبه .
ويجوز كذلك توجيه لقب ( السيد ) لكل من كان أهلا للسيادة بشرط عدم وجود محذور مثل إعجاب المخاطب بذلك أو تكبُّره أو إحساسه بالعظمة ، أو يكون هناك ذلة أو خضوع من القائل فحينئذ لا يجوز قول : السيد . كما لا يجوز وصف من لم يكن أهلا للسيادة بالسيد .
ولا يجوز وصف الكافر أو الفاسق أو المنافق بالسيادة حتى لو كانت له سيادة في العلم أو النسب أو الكرم .....
وقد ورد في الحديث عن رسول الله صلى ا لله عليه وسلم قوله ( لا تقولوا للمنافق سيد ، فإنه إن يك سيداً فقد أسخطتكم ربك عزوجل ) رواه البخاري في الأدب المفرد .
ويُكره التسمي باسم السيد بصيغة المفرد أو بإضافة ( ال ) ويجوز التسمي باسم ( سيد ) إن كان له سيادة فعلا بشرط أن لا يكون كافراً ولا فاسقاً ولا منافقاً .
59 - حكم قول ( فال الله ولا فالك )
هذا التعبير صحيح لأن المراد هو الفأل الذي هو من الله ، وهو أني أتفاءل بالخير ولا أتفاءل بما قلت ، وهو معنى صحيح فالإنسان يتمنى ألفأل وهو الكلمة الطيبة من الله دون يتفاءل بما سمعه من ذلك الشخص الذي تشاءم من كلامه .
إلى اللقاء في الأخطاء الشائعه ( وصف أم المؤمنين على زوجته .... )
وقفه :-
ما أضمر أحدٌ في نفسه سراً ، إلا ظهر على صفحات وجهه وفلتات لسانه . " علي بن ابي طالب رضي الله عنه "
الحقاق
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه
|