لم يكن القصد أخ وافي كما يرى القارئ المدقق لما كتبت الحكم على نوايا التجارب السياسية العربية.
وبالعكس فإنني أميل إلى الاعتقاد ب‘خلاص الفاعلين السياسيين العرب في مائة العام الماضية.
القصد كان أولاً لفت الانتباه إلى الإخفاق في تحقيق الحد الأدنى من النهضة المطلوبة فلم يخرج أـي بلد عربي من حيز اسمه "البلدان المتخلفة صناعياً" ولم تتمكن أي دولة عربية من التخلص من ظاهرة الاعتماد على الخارج أما الوحدة فإلى الوراء والأقطار موجودة مهددة بالتمزيق.
وكاقتراح مني طرحت فكرة جديدة على الأقل هنا وهي ضرورة الإقلال من الانتباه إلى الحكام والسلطة والتركيز عليهم وعلى ذمهم وشتمهم والالتفات إلى البعد الاجتماعي الذي لا ينجح حاكم حتى لو كان من الناحية الشخصية مخلصاً بدونه.
الحركة السلفية مثل غيرها وأعني في السعودية قامت على أساس نوايا حسنة ولكن علينا الآن أن نرى النتيجة وهي كما في جميع الحالات العربية لا تسر الخاطر فظاهرة التبعية والضعف وفقدان القدرة على التأثير حتى في المصير الخاص تشملها كما تشمل غيرها.
أما النقاشات الدينية والأيديولوجية فنحن مغرمون بها كما نحن مغرمون بالسياسة ولكن لا أحد ينتبه إلى البعد الاجتماعي.
ذكرت هذا للأخت رشيدة فعادت ووضعت رداً آخر فيه التوجه نفسه دون أن تحاول المناقشة وهي حرة طبعاً أما أنا فأعتقد أننا شبعنا من هجو الحكام وكأن الدنيا ستصبح بخير عند سقوطهم، وفي الحقيقة أشك في ذلك كثيراً والبدائل الموجودة قد تبد لي أسوأ في كثير من الحالات.
|