الدرس التاسع عشر /2
قولُ الله تعالى ( ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حماء مسنون والجآن خلقناه من قبل من نار السموم ) " الحجرات 26 ، 27 "
الــــشــرح :-
قوله تعالى ( ولقد خلقنا الإنسان ) المراد بالإنسان هنا آدم عليه السلام ، والصلصال الطين الممزوج بشيء من الرمل إذا يبس صار له صلصلة قيل فيه صلصال . والحمأ طين أسود ، والمسنون المتغيّر الرائحة ، وترتيب هذا الخلق هو أنه تراب بُلَّ بالماء فصار طيناً ثم ترك حتى أنتن فصار حماً مسنوناً ، ثم يبس فصار صلصالاً . وقوله تعالى ( والجآن خلقناه من قبل ) أي من قبل آدم . وقوله ( من نار السموم ) وهي النار التي لا دخان لها تنفذ في مسام الجسم . وقد جاء في حديث مسلم بيانُ مادة كل مخلوق إذ قال صلى الله عليه وسلم ( خُلقَت الملائكة من نور وخلقت الجان من مارج من نار ، وخلق آدم مما وصف لكم ) . والجان هو أبو الجن وإبليس هو أبو الشياطين ولا يموتون إلا معه ، وآدم أبو الإنس ، والجن منهم الكافر ومنهم المؤمن كالإنس .
إرشـــــادات للــــمــــربي :-
1- اقرأ الآيتين مرتلاً لهما ، والمستمعون يرددونهما معك سراً حتى ترى أن أكثرهم قد حفظهما .
2- اقرأ الشرح بتأنٍ مبيناً المعاني معنى بعد آخر حتى يفهم المستمعون المراد من الآيتين إذ هو المقصود من اجتماعهم وطلبهم العلم .
3- آدم والإنسان والبشر هذه أسماء أطلقها الله تعالى في القرآن الكريم على آدم إذ قال ( يا دم أنبئهم بأسمآئهم ) البقرة : 33 وقال ( ولقد خلقنا الإنسان من صلصال ) الحجرات : 26 . وقال ( إني خالق بشرا من طين ) ص :71 .
4- ذَكِّر المستمعين بشرف أبيهم آدم إذ خلقه الله بيديه ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته ، وأن من تشريف آدم احترام بنيه وإكرام الصالحين منهم .
5- علمهم أن إبليس وذريته تحرقهم النار ويعذبون بها كما يحرق بها ويعذب الإنسي والجني ، ولا يقال كيف يعذب بالنار وهو مخلوق منها ، لأن المادة الأولى تغيَّرت كما تغيَّرت في الجان والإنسان ، وأصبحت تقبل ما يعرض لها مما يضر أو ينفع .
وقفه :-
إذا رأيتم أخاكم ذا زلَّةٍ فقوِّمُوهُ ، وسدِّدوه ، وادعوا الله أن يرجع به إلى التوبة فيتوب عليه ، ولا تكونوا أعواناً للشيطان على أخيكم " أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه "
الحقاق