ان من لوازم الايمان وشروط صحته الكفر بالطاغوت وهو المراد من النفي الوارد في شهادة التوحيد كما قال تعالى ( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى)
ومن لوازم الكفر بالطاغوت تكفيره واجتنابه كما قال تعالى( ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوالله واجتنبوا الطاغوت) فكيف يكون مع وجوبه على جميع افراد الامة ومع اعتباره من لوازم الايمان هو صعب جدا لاينبغي ان يقدم عليه الا الفحول من علماء الامة!!
تكفير الطواغيت وغيرهم من الكافرين هو موقف ايماني عقدي لايمكن تجاوزه وهو من لوازم عقيدة البراء الواجب على المسلمين نحو الكافرين وهو من جهة امر قد تعبدنا الله به لامناص منه بغض النظر عن الاستفادة الدنيوية المرجوة منه.
قال تعالى

قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه اذ قالوا انا براء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء حتى تؤمنوا بالله وحده ).
هذه هي ملة ابراهيم التي امرنا باتباعها والتي لايرغب عنها الا من سفه نفسه كما قال تعالى (ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه).
ثم ان عدم تكفير الطواغيت الكفر وغيرهم من الكافرين يترتب عليه المحاذير التالية:
1-تعطيل حكم الله فيهم والله تعالى يقول( ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون) اذ لابد من ان نحكم بما انزل الله فيهم ونشير اليهم الذي اشار الله اليهم فيه،وإلا فان ايات سورة المائدة الثلاث تطالنا ونقع فيما وقعت فيه اليهود من كتمانهم لحكم الله استرضاء لشرفائهم وحكامهم.
2-ان عدم تكفيرهم يعتبر من كتمان العلم الذي امرنا ببيانه ،وبخاصة عندما تتأكد الضرورة للبيان وإظهار الحق وكاتم العلم في هذه الحالة -رهبة او رغبة- يطاله قوله تعالى (ان الذين يكتمون ما انزلنا من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا اولئك ما يأكلون في بطونهم الا النار ولايكلمهم الله يوم القيامة ولايزكيهم ولهم عذاب اليم اولئك اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما اصبرهم على النار).
3-ان عدم تكفيرهم يترتب عليه اضلال الناس عن حقيقة الطواغيت وكفرهم وجرمهم وبخاصة ان اظهرناهم كمسلمين واكسيناهم ثوب الاسلام والايمان.
4-ان عدم تكفيرهم يجعل الطواغيت الحكم يزدادون في طغيانهم وغيهم وظلمهم ويتصرفون مع شعوبهم على ان لهم عليهم حق الطاعة والانقياد حيث ان السادة العلماء مشايخ الارجاء لك يكفروهم وقد حكموا لهم بالاسلام..!!
واليك اخيرا هذه الكلمات لشيخ التوحيد محمد بن عبدالوهاب
عسى الله ان ينفعك بها حيث يقول:
فالله الله يا اخواني تمسكوا باصل دينكم واوله واخره ورأسه شهادة ان لا اله الا الله واعرفوا معناها واحبوها واحبوا اهلها واجعلوهم اخوانكم ولوا كانوا بعيدين واكفروا بالطواغيت وعادوهم وابغضوهم وابغضوا من احبهم او جادل عنهم او لم يكفرهم او قال ماعلي منهم او قال ما كلفني الله بهم فقد كذب هذا على الله وافترى فقد كلفه الله بهم وافترض عليهم الكفر بهم والبراءة منهم ولوا كانوا اخوانهم واولادهم فالله الله تمسكوا بذلك لعلكم تلقون ربكم لاتشركون به شيئا
وجزاك الله خيرا اخي