آخر رسالة لي في هذه الخيمة !!! موجهة لكل عضو فيها ... فهل تقرؤون كلام مودع ؟؟
أخواني وأخواتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه رسالة خاصة لكل عضو منكم.. نعم موجة لك أنت ... اتمنى .. طباعتها .. قرائتها كلها.. قبل النوم .. وفي خلوة (على انفراد.. وهدوء) وحبذا نشرها بالطباعة والتصوير .. أو نقلها إلى منتدى آخر... فأنا مسافر لأداء العمرة وسوف أعود بإذن الله بعد اسبوعين ...
ـــــــــــ الرسالة الأخيرة ـــــــــــــــــــــ
شجعني بعض الأصدقاء على الكتابة عن هذا الموضوع ... وقد وافق ذلك ... رغبة مني في أن أعيد النظر في توبتي ،و الاستغفار من ذنوبي .. اقتداء بالأسوة والقدوة صلى الله عليه وسلم فقد كان يستغفر ويتوب في اليوم والليلة مائة مرة ، كما ثبت في الاحاديث الصحيحة... وهو المعصوم.. وقد غفر ما تقدم من ذنبه وما تأخر ... فكيف بنا نحن المسرفون على أنفسنا بالذنوب والآثام .. والغارقون في المباحات ..؟؟ ونسأل الله السلامة من المعاصي والمحرمات .. والمغفرة..
قال تعالى {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}
فيجب على كل مسلم ومسلمة أن يجديد التوبة والاستغفار من كل ذنب صغير وكبير.. فالمرء لا يدري متى ساعة رحيله ... كم ودعنا من صديق ؟ وكم فارقنا من حبيب ؟ ... وكم فجعنا بالقريب ؟ وكم.. وكم سمعنا من خبر فاجع ؟ فالموت لا يأخذ كبيرا لكبره ... ولا صغيرا لصغره... بل لو دققت النظر لوجدت أن موت الشباب أكثر من موت الاطفال .. والشيوخ والعجائر... وهذا ملاحظ وملموس...
ماذا لو كنت أنا ... أو أنت أخي القارئ ذلك الراحل ... ذلك الميت ... ذلك المسجى في مؤخرة المسجد قبل الصلاة عليه .. ذلك المحمول على الاكتاف .. ذلك الذي (التي) وضع في اللحد .. وأهيل عليه التراب !!! كيف سيكون حسابك ؟؟ ألم تسأل نفسك : ماذا أعددنا لوم الرحيل ؟؟؟ ألم تعلم أنك سوف تسأل ؟؟
في الحديث [لن تزولا قدما ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما افناه ،وعن شبابه فيما أبلاه، و‘عن ماله من أين اكتسبه وفيما انفقه، وعن علمه ماذا عمل به]
إذن أعد للسؤال جوانا .. وللجواب صوابا...
لا بد أن يكون استعدادك للموت على كل وقت .. أنت راحل .. وأنا كذلك ... هذه الدار (الدنيا ) دار عمل .. ليست لك ..وليست لي ... هذه دار ممر .. واستعداد ... للدار الحقيقية في الآخرة .. إما جنة .. وإما نار ... نسأل الله من فضله .. وكل منهما تريد أهلها .. ؟ هذه لها أهلون ... وتلك لها كذلك أهلون ... فاعمل لتصل للدار التي تريد ...
قال تعالى {واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه} انظر يا عبد الله .. استغفار ... ثم التوبة .. الخالصة ... الصادقة ... فلا تخادع نفسك ... وتسوف ... غدا أتوب ..أو عندما أكبر أقلع عن المعاصي... لا زلتُ في ريعان الشباب !!
فهذا من كيد الشيطان لك
فياأيها المسلم.. الحذار ... الحذار ... بادر بالتوبة ... بادر بالانابة ... بادر بالاستغفار .. بادر بالأعمال الصالحة.. فالاخرة إما جنة ..وإما نار..
وقال تعالى {وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون} هذا الخطاب موجه للمؤمنون .. يأمرهم بالتوبة ... ليحصل لهم الفلاح ... فسبحان الله ... كلنا يطلب الفلاح في الدنيا... كلنا يسعى للنجاح في الامور كلها .. كلنا ينشد السعادة !!! أليس كذلك ؟؟
إذن أين نجد ذلك كله؟؟؟ الجواب : في الآية السابقة !!!
وفي الحديث [إن الله سبحانه وتعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهارليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها]
لكن لا يسوف الانسان .. لأنك قد تموت وأنت نائم .. قد تموت وأنت في العمل... قد تموت وأنت في طريقك للمنزل .. أو ..أو.. فلا تتمكن من التوبة.. فكن مستعدا للموت !!! في أي لحظة ... في اي ساعة .. في أي دقيقة ..
وفي الحديث الآخر [أن الله يفرح بتوبة عبده إذا تاب] بقي أن نعرف شروط التوبة ، وقد ذكرها العلماء ، فهي :
1- الإقلاع عن الذنب ..رغبة فيما عند لله ، وخوفا منه وحده .
2- الندم على ما فات من ذنوب وتفريط وتقصير..
3- العزم على عدم العودة للذنوب والمعاصي .
4- (وهذا خاص في في حق الآدمي) أن يستبرئه إن أمكنه رد حقه إن كان مالا.. أو طلب الحل منه إن كان عرضا أو غيره...
أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يتوب علي وعليكم ، وأن يغفر لنا ذنوبنا ، وإسرافنا في أمرنا، وهو المسؤول سبحانه أن يأخذ بأيدينا للعلم النافع والعمل الصالح .. كما نسأله أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
إن وجودت أماكن للإتصال من مكة فساتصل بكم بإذن الله تعالى .. استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ...
محبكم في الله
أبو عاصم
|