تتمة البيان
وفي الدورة السابعة عشرة المنعقدة في شهر رجب عام 1401 هـ . في مدينة الرياض ، نظر المجلس في الموضوع وناقش الموقف الذي اتخذه حيال ما طلب منه ورأى أن يحاط ولاة الأمور بحاله والخطوات التي اتخذت لدفع ضرره وكف أذاه عن المسلمين ، وأعدت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء بياناً يشتمل على جملة من الأمور الشركية والبدعية الموجودة في كتابه الذخائر المحمدية منها :
1 ـ نقل في ص 265 من الأبيات التي جاء فيها :
ولما رأيت الدهر قد حارب الورى * * * جعلـت لنفسي نعـل سيده حصنا
تحصنت منه فـي بديع مـثـالها * * * بسـورٍ منيعٍ نلت فـي ظله الأمنا
2 ـ نقل قصيدة للبكري في الصفحتين 158 ـ 159 تتضمن أنواعاً من الشرك الأكبر وفيها إعراض عن الله عز وجل قال فيها :
ما أرسل الرحمن أو يرسل * * * مـن رحمة تصعد أو تنزلُ
فــي ملكوت الله أو ملكه * * * من كل ما يختص أو يشمل
إلا وطـَه المصطفى عبده * * * نـبـيـه مـختاره المرسل
واسـطـة فيها وأصل لها * * * يـعـلـم هذا كل من يعقل
فلذ به مـن كل ما تشتكي * * * فـهـو شـفـيع دائماً يقبل
ولذ به مـن كل ما ترتجي * * * فـإنه الـمـرجـع والموئل
وناده إن أزمةٌ أنـشـبـت * * * أظفارها واسـتحكم المعضل
يـا أكـرم الخلق على ربه * * * وخـيـر من فيهم به يسأل
كم مسني الكرب وكم مرةً * * * فرجت كـربـاً بعضه يذهل
فـبالذي خصك بين الورى * * * بـرتـبـةٍ عنها العلا تنزل
عـجل بإذهاب الذي أشتكي * * * فإن توقفت فـمـن ذا أسأل
3 ـ ذكر في ص 25 : أن ليلة مولده صلى الله عليه وسلم أفضل من ليلة القدر. وهذا خطأ واضح ، فليلة القدر أفضل الليالي بلا شك.
4 ـ ذكر في الصفحات الثالثة والأربعين والرابعة والأربعين والخامسة والأربعين قصيدةً لابن حجر الهيثمي فيها إثبات حياة النبي صلى الله عليه وسلم على الاطلاق ، وأنه يصلي الصلوات الخمس ويتطهر ، ويجوز أن يحج ويصوم ، ولا يستحيل ذلك عليه وتعرض عليه الأعمال.
ونقل عن الهيثمي استجارته بالرسول صلى الله عليه وسلم وأقره على ذلك ، والاستجارة بغير الله نوعٌ من الشرك الأكبر.
5 ـ أورد في ص 52 ـ ما نصه : من استغرق في محبة الأنبياء والصالحين حمله ذلك على الإذن في تقبيل قبورهم والتمسح بها ، وتمريغ الخد عليها. ونسب أشياء من ذلك الى بعض الصحابة ، وأقر ذلك ولم ينكره ، مع أن تلك الأمور من البدع ووسائل الشرك الأكبر ، ونسبتها الى بعض الصحابة باطلة.
6 ـ ذكر في ص 60 : أن زيارة قبره الشريف صلى الله عليه وسلم من كمال الحج ، وأن زيارته عند الصوفية فرضٌ ، وأن الهجرة الى قبره عندهم كالهجرة اليه حيا. وأقر ذلك ولم ينكره.
7 ـ ذكر عشر كرامات لزائر قبر النبي صلى الله عليه وسلم كلها رجم بالغيب وقول على الله بلا علم .
8 ـ دعا الى الاستجارة به صلى الله عليه وسلم والاستشفاع به عند زيارته فقال ما نصه ( ويتأكد بتجديد التوبة في هذا الموقف الشريف وسؤال الله تعالى أن يجعلها لديه نصوحاً ، والاستشفاع به صلى الله عليه وسلم في قبولها والاكثار من الاستغفار والتضرع بتلاوة الآية المذكورة ، وأن يقول بعدها وقد ظلمت نفسي ظلما كثيراً ، وأتيت بجهلي وغفلتي أمراً كبيراً ، وقد وفدت عليك زائراً وبك مستجيراً.
ص 100 : ومعلوم أن الاستشفاع والاستجارة به بعد وفاته صلى الله عليه وسلم من أنواع الشرك الأكبر.
9 ـ ذكر في ص 10 ـ شعراً يقال مع الدعاء عند زيارة قبره صلى الله عليه وسلم ومنه :
هذا نزيلك أضحى لا ملاذ له * * * إلا جنابك يا سؤلي ويا أملي
ومنه :
ضيف ضعيف غـريب قد أناخ بكم * * * ويستجيـر بكم يـا سـادة العـرب
يا مكرم الضيف يـاعون الزمان ويا * * * غوث الفقير ومرمى القصد والطلب
ونقل عن بعضهم في ص 102 شعراً تحت عنوان فضائل نبوية قرآنية :
أترضى مع الجاه المنيع ضياعنا * * * و نحن الـى أعتاب بابك ننسب
أفضهـا علينـا نفحـة نبويـة * * * تلـم شتـات المسلميـن وترأب
وهذه الأبيات الخمسة من الشرك الأكبر والعياذ بالله.
10 ـ نقل في ص 54 : بيتاً من الهمزية هو :
ليته خصني بـرؤية وجـه * * * زال عن كل من رآه العناء
وهذا كذبٌ وباطلٌ ، وقد رآه في حياته عليه الصلاة والسلام أقوامْ كثيرون ، فما زال عنهم عناؤهم ولا كفرهم .
11 ـ نقل في ص 157 غلوا في نعال الرسول صلى الله عليه وسلم في البيتين التاليين :
علـى رأس هذا الكـون نعـل محمد * * * سمـت فجميع الخلق تـحت ظلالـه
لـدي الطـور مـوسي نـودي اخلع * * * وأحمد الى العرش لم يؤمر بخلع نعاله
12 ـ ذكر في ص 166 قصيدة شركية للشيخ عمر الباقي الخلوتي منها :
يا ملاذ الورى وخير عيان * * * ورجـاء لكـل دان قصي
لك وجهي وجهت يا أبيض * * * الوجه فوجه اليه وجه الولي
13 ـ نقل في كتابه الذخائر المحمدية ص 284 عن ابن القيم من كتابه جلاء الأفهام ما يوهم أن الطريق الى الله والى جنته محصور في اتباع أهل البيت يعني أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، وتصرف في كلام ابن القيم فلم ينقله على حقيقته ، لأن ابن القيم في كتابه المذكور تكلم على ابراهيم الخليل وآله من الأنبياء ، وذكر أن الله سبحانه بعث جميع الأنبياء بعد ابراهيم من ذريته ، وجعل الطريق اليه مسدوداً إلا من طريقهم ، ومنهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. فترك الشيخ محمد علوي مالكي نقل أصل كلام ابن القيم رحمه الله وتصرف فيه ، فنقل ما يوهم القراء أن المراد أهل بيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، ولا يخفي أن هذا الرأي هو مذهب الرافضة الاثني عشرية ، وأنهم يرون أن الأحاديث الواردة من غير طريق أهل البيت لا يحتج بها ولا يعمل بها ولو كان الراوي لها أبا بكر الصديق أو عمر أو عثمان وتدليسٌ شنيعٌ أراد به تحقيق مقصد سيئ خطير.
ومثل ما تقدم ما ذكره في الصفحتين الرابعة والخامسة من كتابه الصلوات المأثورة حيث يقول من جملة الدعاء الذي نقله ( وانشلني من أوحال التوحيد وأغرقني في عين بحر الوحدة ) وقوله : ( ولا شيء إلا هو به منوط ) يعني بذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد رفع البيان الى صاحب السمو الملكي نائب رئيس مجلس الوزراء مشفوعاً بكتاب سماحة الرئيس العام رقم 1280|2 وتاريخ 28|7|1401 هـ.
وفي الدورة الثامنة عشرة للمجلس ـ المنعقدة في شهر شوال عام 1401 هـ. أعيدت مناقشة موضوعه بناء على ما بلغ المجلس من أن شره في ازدياد ، وأنه لا يزال ينشر بدعه وضلالاته في الداخل والخارج ، فرأى أن الفساد المترتب على نشاطه كبير ، حيث يتعلق بأصل عقيدة التوحيد التي بعث الله الرسل من أولهم الى آخرهم لدعوة الناس اليها ، وإقامة حياتهم على أساسها ، وليست أعماله وآراؤه الباطلة في أمور فرعية اجتهادية يسوغ الاختلاف فيها ، وأنه يسعى الى عودة الوثنية في هذه البلاد وعبادة القبور والأنبياء ، والتعلق على غير الله ، ويطعن في دعوة التوحيد ويعمل على نشر الشرك والخرافات ، والغلو في القبور ، ويقرر هذه الأمور في كتبه ويدعو اليها في مجالسه ، ويسافر من أجل الدعوة لها في الخارج . انتهى .[/
__________________
معين بن محمد
|