فلفظ "كتب" وما تصرف منه يدل على أنه واجب ، يعني يدل على أن المكتوب واجب ، ومنه الإحسان ، ( إن الله كتب الإحسان على كل شيء ) وقوله هنا : ( كتب الإحسان على كل شيء ) كلمة "على" هنا فيها احتمال أن تكون كتابته الإحسان على كل شيء كتابة قدرية ، يعني أنه كتبها قدرا بأن الأشياء تمشي على الإحسان ، وأن الله -جل وعلا- ألهم مخلوقاته الإحسان .
ويحتمل أن تكون الكتابة هنا شرعية ، فيكون معنى قوله : ( كتب الإحسان على كل شيء ) أن تكون "على" هنا بمعنى "في" ، يعني :كتب الإحسان في كل شيء ، يعني: لكل شيء ، وهذا يتجه إذا كانت الكتابة شرعية يتجه الخطاب للمكلفين ، فلهذا مثل بمثال يتعلق بالمكلفين ، وهذا الثاني أظهر ، يعني :أن تكون الكتابة شرعية ، وأن يكون معنى ( كتب الإحسان على كل شيء ) يعني: في كل شيء ، أو لكل شيء ، فـ"على" هنا بمعنى "في" كقوله -عليه الصلاة والسلام- حيث سئل : ( أي الأعمال أحب إلى الله ؟ فقال : الصلاة على وقتها ) يعني : في وقتها ، فيما هو معلوم في مجيء "على" بمعنى "في" في مواضع ، ومجيء "في" بمعنى "على" في مواضع .
فقوله -عليه الصلاة والسلام- حيث سئل ( أي الأعمال أحب إلى الله ؟ فقال : الصلاة على وقتها ) يعني: في وقتها ، فيما هو معلوم في مجيء "على" بمعنى "في" في مواضع ، ومجيء "في" بمعنى "على" -أيضا- في مواضع .
.. يتبع ..