عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 08-11-2004, 01:37 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Cool اليهود وعُملاؤهم يتطلّعون إلى السيطرة على ثروات افريقيا :


اليهود وعُملاؤهم يتطلّعون إلى السيطرة على ثروات افريقيا


بقلم نديم عبده



تتزايد وتيرة تدخّلات منظّمة الأُمم المُتحدة في الشؤون الداخليّة للبلدان العربيّة في المرحلة الراهنة، والسبب في ذلك يعود غلى تبدّل ميزان القوى الإستراتيجي الذي جعل من الولايات المُتحدة القوّة العُظمى الوحيدة في العالم من الناحية العمليّة بعد زوال الإتحاد السوفياتي من جهة، وإلى غياب ردّة فعل الحكومات العربيّة لرفض هذه التدخّلات من جهة مُقابلة.
وكان مُسلسل التدخّلات بدأ مع العراق سنة 1990، وآل إلى إحتلال هذا البلد في نهاية المطاف سنة 2003؛ ويُستكمل المُسلسل مع كلٍّ من لبنان والجمهوريّة العربيّة السوريّة بصُدور القرار 1559، ومع السودان وإثارة موضوع تمرّد منطقة دارفور.
ويبدو أنّ إثارة قضيّة دارفور تندرج ضمن مُسلسل يهدف إلى وضع اليد على الثروات الأفرقيّة عن طريق إيجاد الذرائع ذات "الطابع الإنساني" للتدخّل هناك. والمعروف أنّ السودان يُعتبر من أغنى البلدان العربيّة من ناحية الثروات الطبيعيّة، على أنّ حالة الفوضى والإضطرابات التي ما فتىء يعيش هذا البلد في ظلّها نذ نيله الإستقلال سنة 1956 حالت دون إستفادته من تلك الثروات على النحو المُناسب حتّى الآن. ويبدو أنّ كون السودان بلدٌ عربي سوف يسمح للدول الغربيّة، وفي طليعتها الولايات المُتحدة، بفرض هيمنتها على مُقدّراته ( أيّ على مُقدّرات السودان ) عن طريق تضخيم المُشاغبات الحاصلة في منطقة دارفور. والجدير بالذكر انّ الحكومة السودانيّة لم تعد شديدة الولاء للولايات المُتحدة بصورةٍ إجماليّة منذ سقوط جعفر النميري الذي كان أتاح عمليّة شحن يهود الفلاشا من الحبشة إلى فلسطين المُحتلّة في ثمانينات القرن الميلادي الفائت...
على أنّ المساعي الغربيّة لا تقتصر على السودان في أفريقيا، بل تشمل اليلدان الأفرقيّة الأُخرى، وفي طليعتها دُول منطقة البُحيرات الكُبرى، وأفريقيا الوسطى الجنوبيّةعلماً بأنّ بعض بلدان
هذه المنطقة تملك ثروات طائلة في مخزون الموادّ المعدنيّة الإستراتيجيّة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر الكونغو وأنغولا، ومن الواضح أنّ ثمّة من يتطلّ‍ع إل السيطرة على هذه الثروات، وبصورةٍ خاصّة في أوساط اللوبي اليهودي العالمي.
ولم تتوضّح حتّى الآن الخطوط التفصيليّة لوضع اليد على هذه البلدان والثروات، لكن هناك إحتمال بأن يضطلع شعب "التوتسي" بدورٍ رئيسي في هذا المجال. والمعروف أنّ جماعات التوتسي تحكم كلٍّ من رواندا والبوروندي، وذلك بعد أن كان سكّان رواندا من هذا الشغب قد تعرّض لمجازر دامية وبالغة الوحشيّة بين نيسان\ أبريل وحزيران\ يونيو 1994 على يد جماعات "الهوتو"، وأنّ الحكومة الروانديّة تُمارس سياسة للتدخّلات العسكريّة لملاحقة جماعات الهوتو التي لجأت إلى بلدان أفريقيّة مُجاورة بعد نجاح ثوّار جماعات التوتسي بالسيطرة على الحكم في رواندامنذ تمّوز\يوليو 1994. وبعد ذلك التاريخ، تتّبع رواندا سياسة خارجيّة تتطابق تماماً مع سياسة الولايات المُتحدة، كما يتجلّى ذلك في مُعظم الإقتراعات التي تجري في الجمعيّة العُموميّة لمنظّمة الأُمم المُتحدة.
بالنسبة إلى اليهود، لم تكن هُناك علاقة تُذكر بينهم وبين التوتسي سابقاً، لكنّ الصهاينة سعوا إلى إقامة مثل هذه العلاقة بعد مجازر رواندا سنة 1994، وذلك على أساس أنّ "الشعبين اليهودي والتوتسي تعرّضا لمجازر جماعيّة"، وبالنالي يجب أن يكونا متقاربين، وكلّ ذلك بغفلةٍ عن العرب، مع العلم بأنّ العلاقة بين العرب والتوتسي كانت جيّدة إجمالاً بين ستّينات وثمانينات القرن العشرين الميلادي...
ولا بُدّ من الإشارة إلى أنّ بعض كبار الأثرياء وبعض الحُكّام العرب المُرتبطين باليهود يُكثّفون من إستثمتاراتهم ومُباراتهم في القارة الأفريقيّة، من دون أن يُمكن أن يتبيّن حتّى الآن ما إذا كان ذلك يتمّ بالتنسيق مع الجهات الصهيونيّة.
خلاصة القول أنّ الوضع الأفريقي بالغ الدقّة والحساسيّة في الوقت الراهن، وذلك ليس في السودان وحده وإنّما في جميع المناطق الأفريقيّة، وهذا الواقع يسترعي من جميع العرب إيلاء ذلك الشأن أهميّة قُصوى، إذ أنّ للغرب مصالح حيويّة في هذه القارّة التي تُعتبر من بين قارات البُعد الإستراتيجي للدول العربيّة جميعاً. مع الأمل أن يتمّ إتخاذ الإجراءات الملائمة لدرء المخاطر على المصالح العربيّة ( ومصالح الشغوب الأفريقيّة أيضاً بطبيعة الحال... ) بصورة مدروسة وعقلانيّة قبل فوات الأوان.
__________________