الرد على أعمى البصيرة عبد العزيز آل شيخ مفتي ديار الجزيرة
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
أما بعد :
إن اتخاذ علماء السلطان كمرجع فتوى للموحدين من أمة الإسلام لهي من أسباب الهلاك الموجبة للنيران ، لما فيها من صرف الناس وصدهم عن طاعة الواحد الديان ، وسببا لمخالفة هدى النبي العدنان ، وقربا لحب الشيطان ، وهدما لأحكام الإسلام ، وضياع الأوطان .
ففي الوقت الذي ينتظر فيه المسلمون نصرا من إخوانهم المسلمين وهم يقصفون بوابل من القنابل والنيران في أرض العراق المسلمة وبلا طعام ولا ماء والجثث ملقاة في الشوارع قد تحللت ورائحتها ملئت الشوارع ولا يجدوا من يقدر على دفنهم ، والأحياء منهم يستصرخون وا إسلاماه خرج علينا مفتي بلاد الجزيرة العربية ليجسد المشاعر والأحاسيس مع أبناء الإسلام والمسلمين ، ويعطي لهم هدية العيد ، مظهرا كيده وخيانته وغدره للإسلام والمسلمين ، وموالاته لأسياده الأمريكان ليمنع بفتوى له من مناصرته للمسلمين في العراق ومنع الخروج لقتال الأعداء معهم بحجة أنها تهلكة وراية عمياء
وتعجبت من هذا القول في وقت يقصف فيه الكفار العراق وأهل الإيمان بالليل والنهار وهم يستغيثون المسلمين بالنصر لهم ، وكنت اعلم عن هؤلاء السكوت عن قول الحق أما التبجح بالباطل فهذه مما يزيد من صفحات ضلالهم
فقد ذم الله الذين استأذنوا الرسول في القتال قال تعالى :
" وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَاراً) (الأحزاب:13)
فكيف بمن يفتي بعدم الجهاد بحجة أنه مهلكة وراية عمياء زعموا !! .
"الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيل فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ" (آل عمران:174)
إن أمثال ( آل الشيخ ) ! من قصم ظهر الدين فأضحى الناس في حيرة بعد اليقين ، وهم من أعطى العنان للحكام لقطع أعناق أهل الإيمان بحجة أنهم بغاة محاربون ، وهم من رسخوا الكفر في بلاد المسلمين وأعطوا الحرية للولاة بتعطيل حكم رب العالمين بحجة طاعة ولي أمر المسلمين وأن الخروج عليهم من نهج الخوارج المارقين ، وهم من استباح للكفار دماء المسلمين لما أفتوا بجواز استعانة الكافر على المسلم فخالفوا بذلك إجماع المسلمين فكانت لهم اليد الطولى في احتلال الكفار لبلاد المسلمين ، فهم الغصة في حلوق المجاهدين لوقوفهم عثرة عن تحريض المؤمنين والتشكيك في جهادهم ضد المعتدين ، ولو أن هؤلاء العلماء
( العملاء ) صانوا الدين لصانهم 000ولو عظموه في النفوس لعظما
ولكـــــن أهانـــــوه فهــان ودنسوا 000محياه بالأطمــاع حتى تجهما
فهؤلاء الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إن أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون ) .
وقد جاء في الحديث ( إياكم وأبواب السلاطين فإنه قد أصبح صعبا هبوطا ) : أي ذلا
وقد حذر السلف ممن أتى أبواب السلاطين :
فهذا سفيان الثوري يقول : إذا رأيت القارئ ( العالم ) يلوذ بباب السلطان فاعلم أنه لص ، فإذا رأيته يلوذ بالأغنياء فاعلم أنه مرائي .
وعن هشام بن عباد قال : سمعت جعفر بن محمد يقول : " الفقهاء أمناء الرسل ، فإذا رأيتم الفقهاء قد ركنوا إلى السلاطين فاتهموهم " .
وهذا ابن المبارك يأمر عند اختلاف الناس بسؤال أهل الثغور، فكيف إن كان المفتي من علماء السلاطين !!! .
قال رحمه الله : " إذا اختلف الناس في شيء انظروا ما ذا عليه أهل الثغور فإن الحق معهم لأن الله تعالى يقول " وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ"
رحم الله سلفنا فقد وضعوا لنا منارات حتى لا نضل عن جادة الطريق ، وجعلوا لنا خطوطا عريضة تنير لنا الدرب حتى في أحلك الأوقات لنحسن الخطا عليها ، فبينوا لنا كيف نعرف الصادق المخلص من الضال المنحرف ، فإن لم يكن هؤلاء المعنيون في كلامهم فمن إذن ؟؟!!! فإن لم يتهم هؤلاء ويحذر منهم ونحذرمنهم من نتهم ؟؟!!! وممن نحذر ؟؟!!!
لقد هتك الله أستارهم حتى غدوا ضحكة الصبيان ونزعت الثقة منهم في نفوس أهل الإيمان ، بعد أن كانت لهم هيبة ووقار ، فلو أنهم صانوا الدين لصانهم ، ولو حفظوه لحفظهم .
وإن أردت أن تعرف محل الإيمان عند هؤلاء فانظر إلى ما سطره أبو الوفاء بن عقيل قائلا :
" إذا أردت أن تعرف محل الإسلام من أهل الزمان ، فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع ، ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك ، وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الدين "
فأين مواقف هؤلاء من أعداء الدين وقضايا الإسلام والمسلمين .
أتســبى المسـلمات بكــل ثـغر 000وعيش المسلمين إذا يطيـب
أمــــا للــــه والإســـلام حـــق 000يدافـــع عنه شبــان وشــيب
فقل لذوي البصائر حيث كانوا 000أجيـــبوا الله ويحكم أجـــيبوا
فردا على دعواه أقول :
أولا : يا ( عبد العزيز آل شيخ ) !! إن مما ينبغي عليك أن تعلمه جيدا أن الذي احتل العراق وقاتلهم هم أصدقاؤكم من الأمريكان ومن والاهم ، الذين هتكوا أعراض المسلمات ودنسوا المقدسات ، وقتلوا أهل الإيمان واحتلوا الأوطان ، هؤلاء هم يا آل الشيخ الذين يحاربون إخواننا في العراق ، وفلسطين ، وأفغانستان . وما علمنا منكم إلا الدفاع عنهم لأنهم أهل عهد وذمة عندكم .
ثانيا :
أن الذي يقاتلهم الأمريكان في العراق هم أهل إيمان وإسلام وليسوا من أهل الكفر والأوثان حتى تشكك في جهادهم وقد غزو في عقر دارهم ، فالواجب عليك أن تحرض المؤمنين على القتال للدفاع عن تلك البلاد بدلا من أن تمنع المسلمين من نصرتهم أو تحذر المجاهدين في بلاد الإسلام للخروج للدفاع عن حرماتهم ، وتلقي العنان للتشكيك في راياتهم ، وهل الذي يدافع عن وطنه وحرمته ودينه من المسلمين يشكك في رايته ؟؟!!! ومع هذا وذاك فإن راياتهم التي يرفعونها رايات أهل الإيمان والتوحيد ودفاعا عن الحرمات والمقدسات ، وليس غضبا لعصبة أو دعوة لعصبة أو نصرا لها ، وإنما لقتال الكفار الذين قاتلوا المسلمين في ديارهم
فالراية العمياء هي التي لا يظهر أو يستبين وجه القتال فيها ، وقتالهم في العراق ضد الكفار والمحتلين والموالين للأعداء ظاهر لكل صاحب بصر وبصيرة أما أعمى القلب والبصيرة فقد قال الله تعالى فيه : " وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ" . والذين خرجوا لقتال الكفار إلى العراق إنما هم من صفوة المجتمع وأرادوا من ذلك ما عند الله ولن يكون وجودهم هناك إلا مع أهل الإيمان لرفع راية التوحيد فلا يعقل أن يخرجوا ليلتحقوا بحزب بعثي أو علماني ليقاتلوا تحت رايته ولو كان ذاك كذلك لما خرجوا .
ثالثا :
إن كنت تشكك في رايات هؤلاء لعدم وضوحها فمن باب أولى أن تمنع المسلمين من القتال عن بلادهم والدفاع عنها إن هاجمهما العدو لأن رايات هؤلاء رايات عمياء تحكمها الأنظمة والقوانين الوضعية وعند النصر لهم لا بد وأن يكون حكمها حكم غير الدين كما هو ظاهر ومعلوم ، وتجعل من بلاد المسلمين لقمة سائغة لأصدقائك الأمريكان والبريطانيين لتنعم في ظل حكمهم فلعل راياتهم تكون رايات أهل التوحيد والإيمان ورايات المدافعين عن الأوطان رايات عمياء عندكم !!! .
رابعا : أهل العراق من المسلمين قد انتهكت حرماتهم واغتصبت أو طانهم وأسروا الرجال والولدان والنساء واستغاثوا بالمسلمين طلبا في العون والنجدة والله تعالى يقول : " وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النصر" (لأنفال:72)
ويقول تعالى :
(وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً) (النساء:75)
قال العلماء : أوجب الله تعالى في هذه الآية القتال لاستنقاذ الأسرى من يد العدو مع ما في القتال من تلف النفس ، فكان بذل المال في فدائهم أوجب لكونه دون النفس وأهون لها وقال مالك : على الناس أن يفكوا الأسارى بجميع أموالهم .
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( فكوا العاني )
ولا يقتصر فكاك أسرهم بالمال فقط بل والقتال لاستخلاصهم بل ويجب ملاحقة الكفار في بلادهم لاستنقاذهم وفك أسرهم .
فهل هذه هي هديتك لهم يا ( آل شيخ ) !! بمناسبة اقتحام أصدقاؤك الأمريكان لأهالي الفلوجة وقتلهم المسلمين هناك، واعتداؤهم على الحرمات ، وهدمهم للمساجد !!! .
خامسا : الهلاك ليس في الذهاب إلى العراق للجهاد ومناصرة المسلمين وقتال الأعداء لأن الذهاب هناك جهاد واستشهاد ، ولكن الهلاك الهلاك لكم ولأسيادكم من المتآمرين ، لأن الذين أوحوا إليك بهذه الفتوى على علم أكثر منك أن الذين يقاتلون في العراق الغالب في راياتهم هي رايات أهل التوحيد ، وقيام دولة إسلامية هناك يعني الهلاك والدمار عليك وعلى أسيادك لطرد المحتلين من بلاد التوحيد وتخليصها من المشركين الذين جاؤوا لحماية دولة اليهود فجعلوك مطية لهم يملو عليك أفكارهم وتصدر لهم الفتاوى التي تناسب معتقداتهم ، والتي لا تصدر إلا بأمر من أسيادكم بما يملوه عليكم ، ففهموا بمكرهم ما جهلته فضيلتكم !! .
سادسا : خذلانكم لأهل الإيمان ومناصرتكم لأهل الأوثان ليس بجديد على أهل التوحيد
فأقسم بالله العظيم غير حانث أن ما تفتون به هو ما يمليه عليكم أسيادكم ، وقد عرفنا هذا عنكم فحرب المجاهدين ضد السوفييت لما كانت العلاقات مع أمريكا حسنة كان جهادا يجب الوقوف معهم ، ولما كان القتال ضد أمريكا أصبح :
جهاد المسلمين في الشيشان للروس غير واضح ومشتبه فيه
وقتال الأمريكان في أفغانستان لا يجوز لأنهم قبوريون
وفي العراق خوارج ما رقون وراياتهم عمياء ( زادكم الله عمى إلى عماكم )
والمجاهدون في فلسطين انتحاريون ، والله المستعان
وقتل كافر يحارب المسلمين معاهد عندكم وتستأسدوا وتستنسروا للدفاع عنه!! .
أما الدفاع عن أرض الإسلام والمسلمين ومحاربة من قاتلهم من المشركين ينبغي التوقف فيه لأن الراية فيه غير واضحة ومهلكة .
ومن كان أعمى القلب ليس بمبصر 0000طريق الهدى فيمن يراه ويبصر
كحال الذي أنشـأ القريـض مـهاجيا 0000لأهل الهدى بؤسا لمن هو أخسر
سابعا : لو كان القتال في بلاد الجزيرة لا قدر الله بدلا من العراق هل ستقول أن القتال للدفاع عن الأوطان حينئذ هلاك وأنه غير معلوم؟؟ والمعلوم أنهم هنا وهناك من المدافعين من أهل التوحيد ، هل ستقف مكتوف الأيدي أم تدعو المسلمين للقتال والجهاد دفاعا عن الأوطان ، أم أنها ستكون مهلكة وراية عمياء غير واضحة ؟!! .
ثامنا : لتعلم ومن معك أنكم كلما رفعت راية للجهاد حاولتم طمسها والتشكيك بأهلها ، وكل ذلك القتال إنما هو دفاع عن الإسلام ممن اعتدى عليهم ولم يكن في يوم المعتدي هم أهل الإيمان ، فإن لم يكن ما يقوم به هؤلاء جهاد فما هو الجهاد عندكم .
__________________
http://hewar.khayma.com/showthread.php?s=&threadid أن المفهوم السياســي للوطن في الإعلام العربي والخطاب السياسي ـ غالبا ـ ينتهي إلى أنه الكذبة الكبرى التي اصطلح الجميع على إستعمالها للوصول إلى أطماعه الخاصة ، الحزب الحاكم يستعملها مادامت توصله إلى أطماعه ، وطبقة التجار كذلك ـ إن كانت ثمة طبقات تجار خارج السلطة التنفيذية ـ مادموا يحصلون على الصفقات الكبرى ، والأحزاب الساعية للسلطة يمتطــون هذا المفهوم للوصول إلى السلطة .
ولهذا ينكشف الأمـر عندما يتخلى الزعيم عن الأرض هاربا عندما يفقد سلطته ، وتعيش الأحزاب السياسية خارج الوطـن ، وهي تتاجر سياسيا بشعاره ، ويُخرج التجار أموالهم ليهربوا إليها عندما تتهدد مصالحهم التجارية في الوطــن ، بينما كانوا يجعلون الأرض سوقا استثماريا فحسب ، ويبقى فيها الشعب المسكين الذي كان مخدوعا بهذه الكذبة ، حبّ الوطن ، إنه حقـا زمــن الزيــف والخــداع .
=46969
|