الدول العظمى تردد مقولة " تجفيف منابع الإرهاب"، فبرأيك ماذا تقصد بها؟ وماذا تريد من ورائها؟
- أولا أنا لا أوافق على أنها دول عظمى، هكذا، هم أطلقوا على أنفسهم وصدقهم أتباعهم، فكلمة العظمى من العظمة والعظمة لله جل وعلا، ثم لكتابه ولدينه ولنبيه (صلى الله عليه وسلم)، فهم في سورة المنافقين (يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون) فهذه هي الحقيقة، ولكن مع كل أسف نحن نعطيهم مصطلحات لا يستحقونها، لو كانت كلمة مقيدة كما قال النبي (صلى الله عليه وسلم) (عظيم الروم) لقبلت بحد ذاتها.
فالقوة لا تعطي العظمة، لأنها لا تعنيها، القوة أحيانا تعني البطش والغطرسة، وقد تعني الفساد، أقوى الحيوانات المفترسة لا توصف بالعظمة إنما قد توصف بالبطش والافتراس، فهذا خلط.
القوة إن لم تجتمع معها القوة الحسية والمعنوية فليست قوة، الغرب قد يملك بعض القوة العسكرية، أو الحسية، ولكنه لا يملك القوة المعنوية، فلهذا لا نصدق هذا اللقب، ومن هنا تأتي الإجابة عن بقية السؤال.
وهذا طبيعي، فباختصار طالما أن الإرهاب بنظرهم هو الإسلام فهم يريدون أن يحاربوه ويغزوه.
ولكن جوابهم في سورة براءة وفي سورة الصف (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا ان يتم نوره ولو كره الكافرون)، (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون)، ثم ذكر بعد ذلك الآية الموحدة بين السورتين.
هذه حقائق وهم يحاولون منذ ظهر الإسلام إلى اليوم أن يقضوا عليه ويحاربوه، وما زاده إلا قوة، وإن ضعف المسلمون ـ ولم يضعف الإسلام ـ في بعض فترات التاريخ، فالحقائق ثابتة، والله اعلم.
كيف يرى فضيلتكم أحداث الفلوجة؟
- أرى أن اختزال الأحداث في العراق في الفلوجة خطأ، فالفلوجة على مدار التاريخ العراقي، مدينة صامدة صابرة وقوية جدا، وكنت ألقيت كلمة في المرة الأولى للاعتداء عليها قبل أشهر بعنوان " ولتعلمن نبأه بعد حين" وكانت النتيجة والحمدلله كما رأيت، وأعتبر ما حدث الآن هو هزيمة لأميركا، قد تقول لي كيف مهزومة وقتلت مئات الآلاف؟ فأقول أن القتلى ليس مقياس النصر والهزيمة، ولكنها أحد مقاييس النصر والهزيمة، ولكن المقاييس العظمى للهزيمة هي انهزام المبادئ، فأميركا انهزمت مبادئها في أحداث الفلوجة، فالدمار والقتل اللذان رأيناهما في المساجد، وقتل المصابين والجرحى الذي قلّ أن يحدث في التاريخ تمارسه دولة الديموقراطية والعدالة ــ كما يقولون.
هذه هزيمة لأميركا، يأتي جنودها مدججون بالسلاح ويقتلون الأطفال، ورأينا اليوم ضباطا أميركيين يعتقلون طفلا لا يبلغ العاشرة، فأي قانون هذا؟! فالهزيمة في المبادئ أعظم من الهزيمة في قتل فلان أو فلان، ولذلك أقول إن العراق ليس هو الفلوجة، فالفلوجة مدينة صامدة صابرة ولكنها إحدى مدن العراق، وستنتقل المعركة إلى غيرها، ولمعلوماتك فهم لا يقرأون السنن، فأميركا لا تقرأ السنن ولا التاريخ، لأن العراق لم يخضع لحكومات محلية فكيف يخضع لعدو مستعمر؟ من الصعب جدا إخضاع العراق بهذه الطريقة.
ولذلك سيرون، وأقول مرة أخرى (ولتعلمن نبأه بعد حين)، يؤسفنا ما حدث في الفلوجة وفي غيرها ولكنني واثق أن أميركا، لا أقول إنها ستنهزم، بل هي والله اليوم مهزومة ومندحرة، وهذا ليس رأيي بل رأي المخابرات الأميركية والصحف الأميركية ورأي عقلاء أميركا أنها مهزومة في عملياتها في العراق، ووقعت في مستنقع تتمنى الخروج منه، وقد حاولت محاولات كثيرة أن تأتي قوة بديلة من الدول العربية والاسلامية ولكن لم تنجح محاولاتها، وآخر محاولة في شرم الشيخ وسيعودون على أعقابهم خاسرين ولو انتصروا في بعض اللحظات، فالانتصار الدائم ليس لهم.
لكن أميركا تفسر هجماتها على الفلوجة بالذات بوجود إرهابيين وأزلام البعث أتباع صدام؟!
- نحن مع كل أسف نخضع للإعلام الأميركي، وإلا فمن قال هذا الكلام؟ أما من هم الإرهابيون الذين قصدتهم أميركا فهم المجاهدون، أما دعوى وجود أتباع صدام، فهذه طنطنة لإخضاع السذّج، فصدام مهزوم ولم يثبت ساعات أمام أميركا، فإذا كان بجيشه ودولته وقوته ونظامه لم يستطع أن يثبت ساعات، وانهارت بغداد بالخيانات من البعثيين أنفسهم، أيعقل أن يقال الآن إنهم موجودون ولم يبق إلا فلولهم؟!
ليس هناك بعثيون أبدا إلا أفراد مرتزقة، لا يمثلون حزبا، وإنما الثابت هم المجاهدون الصامدون، الذين قاموا ببطولات لم يقم بها البعث كله بنظامه وجيشه واحزابه وماله وهيمنته وعلاقاته.
كيف تنظرون إلى عمليات خطف ونحر المدنيين في العراق، والتي تنشرها وسائل الإعلام بين فترة وأخرى؟
- أصدرت فتوى واضحة في موقع المسلم، وبينت أنها تختلف، فربما ان بعض الأشخاص يقدمون مساعدات للشعب العراقي، وليسوا من المحاربين، فلا يجوز قتلهم ولا خطفهم.
أما من يتعامل مع المحتل، فلا شك أن له حكمه، ولكن من يحكم فيه؟ يحكم فيه أهل البلد وعلماء البلد وقضاة البلد والقائمون على الجهاد بالذات، فلا أستطيع وأنا بعيد عن الموقع أن أجزم فيه، وكما يقول العلماء: الحكم على الشيء فرع عن تصوره، وليس لدي تصور كامل، وسط هذه الزوبعة الإعلامية الضخمة حول الأمر، فلا أريد أن أتحدث في قضية لا أفهمها في ما يتعلق في قضية الخطف.
أنا لا أعلم من الذي خطف، هل الذي خطف هم المجاهدون؟ فهناك في العراق كما يعلم الجميع أناس علمانيون، ومن فلول البعثيين لا يشكلون قوة لكنهم مفسدون ويسيئون الى المجاهدين، بل إن بعض العمليات اتهم الموساد بالوقوف وراءها، وثبت أن بعض القوات الأميركية في العراق تفعل بعض هذه الأعمال من أجل الإساءة للجهاد، فليس لدينا دليل ثابت على أن من يقوم بهذه الأعمال هم المجاهدون، فلذلك أعتبر أن الحملة الشرسة ضد المجاهدين خطأ، ومع ذلك إن وقع المجاهدون في خطأ، فالخطأ يبقى خطأ بغض النظر عن فاعله.
أطلقت وسائل الإعلام صورة شخص ملقب بالزرقاوي، واتهمه بأنه وراء أعمال الإرهاب في العراق وقتل الأبرياء وغيرها، فهل تؤيد ما يفعله؟
- أنا أؤيد الجهاد في العراق، أنا لا أؤيد فلانا أو فلانا، ولا أريد أن نختزل الجهاد في العراق باسم فلان.
الأفراد يذهبون ويأتون، ويصيبون ويخطئون، أنا لا أعرف الزرقاوي وإنما اسمع عنه، لكن أقول أنني أؤيد كل عملية جهادية سواء كانت جماعية أو فردية في العراق، لأنه من جهاد الدفع وهي مقاومة مشروعة، أقرتها الشرائع السماوية، وأقرتها الأمم العاقلة، بل حتى الأمم المتحدة أقرت هذا الأمر.
أما حصر واختزال الجهاد في العراق باسم فلان أو فلان أو الجماعة الفلانية، فكل هذا محاولة لطمس الحقيقة، والشعب العراقي كله يقاوم، فإن لم يستطع أن يقاوم بيده فإنه يقاوم بلسانه، والذي لا يستطيع أن يقاوم بلسانه فإنه يقاوم بقلبه، والذي لا يفعل ذلك فهو خائن، والخائن لا مكان له لا في التاريخ ولا على ظهر البسيطة، وان مكُن زمناً.
يلاحظ المراقبون أن مناطق العنف تتمركز في المناطق التي تستحلها اميركا، في حين ثمة هدوء نسبي في المناطق التي يسيطر عليها البريطانيون، فبم تفسر ذلك؟
- بريطانيا استفادت من التاريخ، وإلا فهي كانت أشرس من أميركا في السابق، وهي وسيلة سياسية فقط، وإلا ففي الاهداف كلهم سواء، ومبادئهم سواء.
__________________
http://hewar.khayma.com/showthread.php?s=&threadid أن المفهوم السياســي للوطن في الإعلام العربي والخطاب السياسي ـ غالبا ـ ينتهي إلى أنه الكذبة الكبرى التي اصطلح الجميع على إستعمالها للوصول إلى أطماعه الخاصة ، الحزب الحاكم يستعملها مادامت توصله إلى أطماعه ، وطبقة التجار كذلك ـ إن كانت ثمة طبقات تجار خارج السلطة التنفيذية ـ مادموا يحصلون على الصفقات الكبرى ، والأحزاب الساعية للسلطة يمتطــون هذا المفهوم للوصول إلى السلطة .
ولهذا ينكشف الأمـر عندما يتخلى الزعيم عن الأرض هاربا عندما يفقد سلطته ، وتعيش الأحزاب السياسية خارج الوطـن ، وهي تتاجر سياسيا بشعاره ، ويُخرج التجار أموالهم ليهربوا إليها عندما تتهدد مصالحهم التجارية في الوطــن ، بينما كانوا يجعلون الأرض سوقا استثماريا فحسب ، ويبقى فيها الشعب المسكين الذي كان مخدوعا بهذه الكذبة ، حبّ الوطن ، إنه حقـا زمــن الزيــف والخــداع .
=46969
|