عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 01-12-2004, 06:29 PM
الحافي الحافي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2004
الإقامة: أطهر أرض و (أنجس) شعب
المشاركات: 639
إفتراضي

ذكرت أثناء تقديم ورقتك في مؤتمر مبرة الأعمال الخيرية أن أميركا ستسقط قريبا، ما تعني بهذه العبارة، وعلى أي أساس أطلقتها؟
- أنا لا أشك في ذلك إطلاقا، وطالما أنك سألتني، فهذا الكلام ليس رأيي اليوم، فقبل 15 سنة وتحديدا في 1411 هـ بما يوافق 1991 بالميلادي، تحدثت وقلت إن كانت هناك قوتان تسيطران على العالم، ثم قلت أن قوة روسيا انتهت وستكون المواجهة بين العالم الإسلامي والقوة الغربية، ولا أشك في أن المعركة سيكون فيها مد وجزر وفي النهاية الانتصار للإسلام، وأخذتها من السنن الكونية ومن قصة الروم تماما، فسقطت فارس الوثنية وانتصر الروم، ثم بدأت المعركة بين المسلمين والروم فهُزِمَ الروم، وهنا كانت المعركة بين الوثنيين الروس والنصارى أهل الكتاب، فانتهت بانتصار النصارى على الوثنيين.
وقلت إن المعركة ستكون بين الغرب النصراني والغرب المسلم، وسيكون فيها مد وجزر وصولات وجولات والانتصار للإسلام، هذه واحدة.
أما الثانية، فمن السنن الكونية أنه قبل ان تسقط دولة من الواقع لابد أن تسقط من القلوب، فأميركا اليوم بقوتها وهيمنتها في قلوب الناس هل هي كما كانت قبل 20 أو 30 سنة؟ الدولة التي كانوا يقولون عنها الديموقراطية والحرية وغيرها أصبح من كان يدافع عنها سابقا لا يدافع عنها اليوم، وآخر مثال أنها تمنع المساعدات الإنسانية حتى الماء عن الفلوجة، وليس عن المقاتلين فقط، بل حتى عن الأطفال والنساء، ولم يحدث في العالم مثل ذلك.
نعم، فأميركا التي تدعي الديموقراطية والعدالة، انظر ماذا تفعل في غوانتانامو، أين العدالة وأين المحاكمات في داخل أميركا تعتقل كما تعتقل الحكومات العسكرية التي كانت في الدول العربية من دون قانون أو نظام، أميركا عدلت نظامها الذي كان يعرف بشيء من الديموقراطية والحرية ليخضع لهذه الأساليب، فهذا كله برهان على أنها تسقط من القلوب استعدادا لسقوطها من الواقع.
ولا أعني بسقوطها من الواقع أنها ستسقط وتنتهي من التاريخ، لا، فبريطانيا انتهت، ولكنها انتهت كدولة تسيطر على العالم، وأصبحت ذليلة تابعة لأميركا، فقد تبقى أميركا في داخلها، لا في هيمنتها.
ولقد استبشرت وتفاءلت بتعيين وزيرة الخارجية الأميركية رايس تفاؤلا عجيبا جدا، لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول (لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة)، وهذا يعني أن أميركا ستنحسر خارجيا لأنها ولت أمرها امرأة لمصداق حديث النبي (صلى الله عليه وسلم).
ولكن كما قال ابن خلدون : الدول التي تقوم في عقود تحتاج إلى عقود حتى تسقط، فأنا عندما أقول قريبا، فذلك مثل قوله تعالى (أتى أمر الله فلا تستعجلوه)، وأنا لا أعني سنة او سنتين أو خمسا أو عشرا، إنما المؤشرات واضحة وظاهرة وبينة، ومن أعظمها ما يجري في فلسطين، ومساعدة أميركا لليهود، وما يجري في الفلوجة وما يحدث في العراق، والتدمير الذي حدث في أفغانستان، فكل هذه أدلة، والسنن الكونية والبراهين تدل على أن أميركا سينحسر نفوذها وتسقط بإذن الله، وستقر أعيننا بهذا الأمر (ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله)، ولا أشك في هذا.
كثيرا ما ترددون أن ثمة هجمة شرسة على الإسلام، فبرأيك ما سبب هذه الهجمة؟ وألا تظن أن في ذلك مبالغة؟
- وهل يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل؟ فأميركا تقود هجمة شرسة باسم الإرهاب، وبأي اسم على الإسلام، والسبب في ذلك أن أميركا لديها مراكز دراسات استراتيجية وصلت إلى أن المستقبل للإسلام، وهذه المخابرات الأميركية ومراكز الدراسات لديها يقين أن الإسلام هو الذي سيحكم العالم مستقبلا، فهم يريدون الحرب الاستباقية، وكانوا في السابق يسمونها الحرب الوقائية، الآن الحرب الاستباقية، فانظر الفرق بين المسألتين!! استباقية ماذا؟ استباقية انتصار هذا الإسلام.
الغرب يدرس الآن انتشار الإسلام في أميركا وفي فرنسا وفي انكلترا، الكنائس تباع وتحول مساجد، وفي إيطاليا، فمراكز الدراسات في الغرب هي التي تثبت ذلك وليس أنا، ولعلي إن شاء الله في محاضرتي القادمة " الآلام محاضن الأمال" أن أثبت لكم بالأرقام هذا الكلام، وليس مجرد حديث عاطفي كما يتصور البعض، فلا شك أن الهجمة قوية، لأن العالم كما كانت الحرب بين روسيا والغرب لأنهم لا يريدون أن يسيطر الشرق على مراكز النفوذ، لأن روسيا غزت الغرب وتحولت في داخل بريطانيا وأميركا أحزابا اشتراكية، وهذا كان انتصارا لروسيا، وأميركا لا تريد من أحد أن ينازعها.
فهي عرفت أن الدين الإسلامي ليس كما يتصور البعض، أنه مجرد عبادات داخل المسجد، وإنما هو دين شمولي متكامل، هكذا على مدار التاريخ، لما وعت الأمة واستيقظت بعد الضربات الموجعة بعد سنوات من الاستعمار الطويل خاف الغرب، فلا شك أن الحرب شرسة وقوية، وهي صولات وجولات ولكن الانتصار النهائي مرة أخرى لهذا الدين ولا نشك في هذا.
يعتبر البعض كلمة "الإرهاب" مطاطة، بحيث تضيق وتتوسع كيفما تريدها الدول القوية، فكيف تراها أنت؟
- هذا هو الصحيح، فمفهوم الإرهاب لم يحدد، أصبح مثل قانون الطوارئ في بعض الدول العربية يستخدم ويقتل ويسجن عن طريقه، فهم يقاتلون فيه من يشاؤون ويذبحون من يشاؤون باسم الإرهاب، وهو غير محدد.
ولم تستطع الأمم المتحدة ولا الدول التي أطلقته أن تحدده، ولذلك فهو سيف مصلت على رقاب الناس، وما يصح إلا الصحيح.
برأيك، لماذا ارتبط الإرهاب بالإسلام؟
- لأن العدو هو الذي أطلق هذا المصطلح وصدقناه!