عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 01-12-2004, 06:30 PM
الحافي الحافي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2004
الإقامة: أطهر أرض و (أنجس) شعب
المشاركات: 639
إفتراضي

برأيك، لماذا ارتبط الإرهاب بالإسلام؟
- لأن العدو هو الذي أطلق هذا المصطلح وصدقناه!
البعض يتهم الدول الغربية وعلى رأسها أميركا طبعا، بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول الإسلامية، في حين يرى آخرون أن الدول الإسلامية محتلة أصلا و"واقعا" من قبل الغرب، فما رأي فضيلتكم؟
- كلمة محتلة من قبل الغرب يجب ان نفصل فيها، فهذا الإطلاق ليس على أصوله، قد تكون محتلة في بعض الدول وقد تكون متدخلة في شؤون الآخرين في بعض الدول، والذي أعرفه أن في أكثر الدول هي تدخل في شؤون الآخرين وليس احتلالا، والدول تختلف قوة وضعفا، فبعضها مع كل أسف لا أقول أنها تقبل بما يمليه الغرب، بل إنها إذا عرفت بِنِيّات الغرب سبقت بفعل ما يريده قبل أن يطلبه، وبعضها تكر وتفر معه، وبعضها ترفض، وهذا يرجع إلى كل دولة وإلى سيادتها ولحضورها وقوتها، بحسب قبولها لما يمليه الغرب، وليست كلها سواء.
وكيف ترى دول الخليج؟
- دول الخليج واحدة من دول العالم، تتفاوت حتى في هذا، وهناك تفاوت ظاهر بين دول الخليج في قبولها للهيمنة الأميركية، ولكن أقول أنها هي المستهدفة الأولى من أميركا لأسباب لا تخفى.
شيخ ناصر,, كيف تقرأ تقارير المنظمات العالمية لحقوق الإنسان؟ فالبعض يتهمها بالشدة على مخالفات الدول الإسلامية وغض النظر عن انتهاكات الغرب!
- نحن لدينا أن حقوق الإنسان هي التي جاء بها الشرع، فبمقدار ما تتوافق جمعيات حقوق الإنسان مع الإسلام فأننا نقره ونؤيده، أما بعض ما يدعونه من أن إقامة الحدود ونحوها تتعارض مع حقوق الإنسان فهذا باطل ولا يلتفت إليه.
أنا أقصد تقاريرها عن الدول وتركيزها على الدول الإسلامية كالكويت والسعودية، وغيرها، وغض طرفها عن الانتهاكات ضد المسلمين؟
- المشكلة أن المؤسسات العالمية الفعالة خاضعة للغرب، بل الأمم المتحدة نفسها أداة من أدوات الغرب وليست مستقلة.
وأذكر لك قصة طريفة,, أيام دول عدم الانحياز التي انتهت، تعرف أن دول عدم الانحياز كانت منحازة إما إلى الشرق أو للغرب، مع أن اسمها دول عدم الانحياز، وكنت أتابع مؤتمراتها، بل الذين أسسوا دول عدم الانحياز أول ما أسسوها في العام 1955 تقريبا كانوا منحازين إما للشرق أو للغرب، وكذلك منظمات حقوق الإنسان اليوم أكثرها حتى الأمم المتحدة أداة من أدوات الغرب وبيده، والغرب إن استطاع أن ينفذ من خلالها ما يريد وإلا تجاوزها كما تجاوز الامم المتحدة مرارا، فهذه الجمعيات التي تتحدث عنها أداة من ادوات الغرب وليست جمعيات حقوق إنسان صادقة، فلو كانت صادقة لحمت الإنسان في الغرب قبل أن تحميه في بلاد أخرى، لطالبت بإقامة العدالة وحقوق الإنسان في أميركا وبريطانيا وفرنسا وغيرها، لكنها أدوات استعمارية.
ومثال بسيط جمعياتهم التي يطلقون عليها جمعيات خيرية وفي الواقع هي جمعيات تنصيرية، جمعيات مبادئ وتدس السم في العسل، الا القليل منها.
وماذا عن معتقل غوانتانامو؟
- هذه مأساة في جبين التاريخ كله، هذه هي الانتقائية، لماذا أميركا اعتقلتهم في خارج حدودها؟ وفي كوبا؟ حتى تخضعهم للنظام العسكري، هذه انتقائية وصفحة سوداء في تاريخ البشرية أجمع بعدم انكارها والوقوف ضدها.
أما في تاريخ أميركا فهي من أقوى العلامات والأدلة على سقوط أميركا لامتهانها حقوق الإنسان وعدم تصنيفها لهم لا جرائم حرب ولا غيرها! وواجب المسلمين عظيم في الضغط على الدول الغربية وواجب المحامين عظيم، وتفقد الأسر، وإحياء القضية إعلاميا، واستمرار الضغط، وأعانهم الله، والفرج بإذن الله قريب، وهناك جهود تذكر وتشكر.
عفوا شيخ ناصر ولكن ألا ترى أن المسلمين يحبون العيش في الخيال والشعور بالنصر، ومثال ذلك عندما حاربت أميركا أفغانستان تفاءل الكثير بسقوط أميركا وأن النصر للأفغان على خلاف الواقع ودلائله الواضحة، ثم نجحت أميركا في القضاء على أفغانستان، وسيناريو الخيال يتكرر في العراق!
- في مشاركتي في المؤتمر ذكرت حديث النبي (صلى الله عليه وسلم) (ولكنكم قوم تستعجلون)، وما ضر الأمة والشباب الإسلامي إلا الاستعجال، فعندما نقول مثلا أن أميركا ستسقط، بعضهم يتصور أنها ستسقط خلال سنتين أو خمس او عشر! هذا من الوهم، النبي (صلى الله عليه وسلم) في ما وعد به المسلمين كثير منه لم يتحقق إلا بعد وفاته، وبعد سنوات طويلة.
القضية قضية سنن كونية، أما الذين لا يفقهون ولا يفهمون فلا يتحمل المسلمون مسؤوليتهم، بل هؤلاء يجرون على الأمة ويلات ومصائب، ولذلك أرى الاعتدال وعدم المبالغة لا بالتفاؤل ولا بالهزيمة النفسية ووضع الأمور في نصابها، ولكن يبقى المؤمن دائما متفائلاً، يبقى طموحا.
أما عن أفغانستان، فأعتقد أنه مع تدمير أفغانستان فهناك فرق بين سقوط «طالبان» وسقوط غيرها، «طالبان» سقطت من الواقع ولكنها لم تسقط من القلوب، ولذلك تجد الناس يحنون إليها وهذا واقع لا ينكر بغض النظر عن رأىي في «طالبان» وغيرها، وهذا الخطأ، ففعلا أميركا لا تتعلم من التاريخ.
أميركا الآن تسقط من القلوب، فلما نقول: سقطت أميركا، فلا يعني ذلك أنها سقطت من الواقع، ولكن سقوطها من القلوب سيكون مؤذنا بسقوطها من الواقع، روسيا الدولة الشيوعية لم تسقط من الواقع إلا بعد أن سقطت الشيوعية من القلوب، ولذلك ذهبت غير مأسوف عليها.
ولو أن أميركا سقطت من الواقع ولم تسقط من القلوب لتأسف الناس عليها، ولترحموا وقالوا أين الدولة الديموقراطية؟! ولكن حتى لا يبقى لأميركا شيء وبإذن الله تسقط كما سقطت دولة فرنسا، وبريطانيا، كدول استعمارية، تسيطر وتهيمن على العالم، بقيت لها جيوب لا شك، هذا على حسب قوتها وضعفها وهذه سنة كونية.
ويبقى مسلمون يعيشون في جهل، أنا أعترف أن ليس كل ما يفعله المسلمون صحيحا، فالمسلمون لديهم جهل وضعف، ولديهم أناس يتحدثون بأسمائهم وليسوا منهم، والجانب الإعلامي لدى المسلمين ضعيف، فلا نحمل المسلمين كل ما يحدث.